هل هوجة شراء الأعلام التى تنتاب الناس عند كل مباراة يكون المنتخب المصرى طرفا فيها، كانت سائدة قديما؟! وهل كان بائعو الأعلام يقفون فى الطرقات ويعترضون سبيل المارة لشراء الأعلام؟! مَن وما الذى كسر حاجز رهبة شراء العلم المصرى؟! ثقافة شراء العلم المصرى وتعليقه على البالكونات جعلت الشعور بالوطنية يزداد يوما بعد يوم، كما أنها جعلت الكثير من الناس وخصوصا الأطفال ينتظرون مباريات المنتخب المصرى لشراء العلم والتلويح به. يقول محمد على 29 عاما (محام) شراء العلم قديما كان بمثابة المهمة الصعبة بداية من البحث المستمر عن أماكن شراء العلم، ومرورا بالطرق التى ستتبعها فى إخفائك للعلم الذى قمت بشرائه، هذا إذا عثرت عليه أصلا، لأنه إذا تم (قفشك) من قبل ضابط أو أمين شرطة أو أى شخص له علاقة من قريب أو بعيد بوزارة الداخلية، فهذا سيعرضك إلى التحقيق، وربما يتم التحقيق معك فى مقار أمن الدولة، إذ إنهم كانوا يتخوفون آنذاك من أن يتم إشعار هذه الأعلام فى مظاهرات مناهضة للفساد الذى يعترى السلطات فى مصر. ويستطرد على "وهذا الأمر تلاشى بمرور الزمن، وبدأ تحديدا فى أوائل التسعينيات بعد أن رأى المسئولون المصريون أن ثقافة شراء الأعلام ليست خطيرة على الأمن القومى لمصر، كما يرونه هم، والأعلام فى نفس الوقت متداولة فى دول آخرى، على الرغم من تغريم من يجلبها معه وهو قادما إلى مصر، إلا أن الأعلام أصبحت متداولة فى الأسواق". أما فادى إسكندر عضو حزب الكرامة "تحت التأسيس"، فقد أرجع انتشار ثقافة شراء العلم المصرى إلى تظاهرات المعارضة اللبنانية وخروجها إلى الشوارع، وهى حاملة الأعلام مضيفا: "نحن كمعارضة استفدنا من هذا الأمر، ففى مظاهراتنا أصبحنا نرفع الأعلام المصرية فى إشارة إلى حبنا لمصر، بالإضافة إلى رفعه فى مناسبات 23 يوليو و6 أبريل، فنحن قد قمنا بتنظيم حملة من قبل تدعو إلى المكوث فى المنزل وإطفاء الأنوار وتعليق العلم المصرى فى البالكونات". ويعلق اللواء سامح المرجوشى على هذا الحديث قائلا "لم يكن هناك حظر على شراء الأعلام المصرية بقدر ما كنا ننظر إلى الأمر بشىء من الحيطة والحذر، والدليل على ذلك أن الأعلام مرفوعة على جميع المؤسسات الرسمية فى الدولة، ولكننا كنا نخشى من أن يؤدى غرق السوق بالأعلام إلى رفعه فى مناسبات ليست مواتية، لذلك فالعلم شىء مقدس، ويجب احترامه وتقديره ورفعه فى المناسبات المواتية لذلك والاحتفاء به مثل فوز مصر فى مباراة مهمة أو حصول عالم على جائزة، أو فى ترشيح لانتخابات رئاسية أو برلمانية". كما يرى المرجوشى أن تزويد السوق بنسبة معينة من الأعلام المصرية يحد من سوء استغلاله والعبث به، فجميعنا كان شاهدا على حرق العلم المصرى بالجزائر، وأن إغراق السوق بالأعلام المصرية يفرض علينا مسئولية حمايته وتقديسه وعدم العبث به، وأعرب المرجوشى عن رغبته فى ارتفاع أسعار الأعلام حتى لا يتمكن (كل من يهب أو يدب) من شرائه ومن ثم استخدامه بطريقة مسيئة.