سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عام على تدشين "تحالف الإخوان" والمحصلة صفر.. أنشأته الجماعة لدعم مرسى.. فشل فى إعادة "المعزول" للقصر "العصر".. وحيد عبد المجيد: "واجهة" وسيتآكل.. الملط: ساهم فى عزل التيار الإسلامى عن الواقع
عام يمر على تدشين ما يسمى "تحالف دعم الإخوان"، الذى ضم فى طياته عددا من الأحزاب التى تدعم توجهات وأهداف الجماعة، تم إنشاؤه داخل ميدان رابعة العدوية، وكان أول مؤتمر له قبل أيام من ثورة 30 يونيو، حاولت جماعة الإخوان من خلاله أن تجمع القوى والأحزاب الإسلامية من خلاله إلى جانب الإخوان كى تستطيع مواجهة ثورة 30 يونيو ودعوات إسقاط محمد مرسى. وكانت البداية عندما قررت جماعة الإخوان تجميع كل الأحزاب الإسلامية خلفها، فى بدايات يونيو من العام الماضى، وأنشأت الجماعة حملة تدعى "تجرد" لجمع توقيعات تدعم محمد مرسى من خلال الجماعة الإسلامية، وذلك لمواجهة حملة تمرد التى سعت لإنهاء حكم الإخوان، وبدأت الجماعة فى عقد مؤتمرات مع قيادات أحزاب إسلامية كان على رأسها أحزاب البناء والتنمية، والأصالة، والاستقلال، والوسط ، وبعض الحركات الإسلامية. وقادت قيادات الجماعة محاولات لضم حزب النور إلى هذا التحالف، بل التقت الجماعة بعدد من قيادات الدعوة السلفية قبل أيام من اندلاع الثورة، طالبوهم بالوقوف بجانبهم والانضمام إلى تحالفهم إلا أن الدعوة رفضت ذلك مفضلة ألا تشترك فى هذا التحالف وعدم المشارك مع أو ضد محمد مرسى. وفى 27 يونيو2013 أعلنت قيادات تلك الأحزاب تدشين تحالف دعم الإخوان، وكان أول مؤتمر له داخل رابعة العدوية وأعلنوا هدفهم هو دعم محمد مرسى، واستمر سياسات التحالف فى حشد الأنصار إلى ميدانى رابعة العدوية والنهضة حتى أحداث فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة فى 14 أغسطس الماضى، وبدأ عدد كبير من قيادات التحالف للهروب خارج البلاد إلى تركيا وقطر، بجانب عدد كبير من قيادات جماعة الإخوان. وفشل التحالف كان على جميع المستويات، حيث فشل فى إعادة محمد مرسى إلى القصر العصر، كما فشل التحالف الإخوانى سياسيا عبر رفض أى مبادرات تقدم له كان أبرزها مبادرة الدكتور أحمد كمال أبو المجد، والدكتور حسن نافعة، واستمرت حالة التصعيد الذى ينتهجها التحالف والإصرار على عودة محمد مرسى، مما تسبب فى أزمات داخل الأحزاب المكونة للتحالف نفسه. وبدأت قطاعات من تلك الأحزاب تنفصل عنها، وكانت البداية فى الجماعة الإسلامية عندما انشق أعضاء كثر فى الجماعة معلنين تدشين حركة "تمرد الجماعة الإسلامية"، كما انفصل قيادات بحزب الوسط معترضين على سياسة الحزب الداعمة لجماعة الإخوان والإصرار على التصعيد ورفض أى حلول وسطية كان على رأسهم الدكتور رشيد عوض عضو المكتب السياسى، والمهندس طارق الملط، والدكتور حسين زايد. بيانات التحالف على مدار عام كامل لم تتغير، فجميعا تشتمل على نقطتين، مطالبة أنصارها بالتصعيد والتظاهر واستغلال المناسبات التى تمر على مصر لإعلان ما تسميه "موجة ثورية"، بجانب إعلان رفض المبادرات التى تقدم إلى التحالف والإصرار على عودة مرسى. وصل الأمر فى التحالف إلى مطالبة بعض مكوناته لتعليق هذا التحالف تماما، وهو ما قادته الجبهة السلفية بعد أحكام الإعدام التى صدرت ضد قيادات بالإخوان، حيث رأت الجبهة أن التحالف فشل فى تحقيق أى من أهدافه، وعليه تعليق عمله، كما بدأ بعض شباب التيار الإسلامى فى تدشين تحالفات منفصلة عن هذا التحالف، والآن يمر عام كامل تدشين هذا التحالف، والمحصلة مزيد من الضحايا، وفشل فى تحقيق الأهداف، وهروب العديد من القيادات. وفى هذا الصدد قال المهندس طارق الملط، عضو مجلس الشورى السابق، القيادى المستقيل من حزب الوسط، إنه بعد عام من تدشين ما يسمى "تحالف دعم الشرعية" لم يحقق هذا التحالف أى شىء من أهدافه، ولن يكون له مستقبل، مشيرا إلى أنه فى حال إذا ما قرر التحالف المشاركة فى الانتخابات البرلمانية لن يكون له تأثير ولن يفوز بمقاعد كثيرة. وأضاف الملط فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع" أن التحالف كان هدفه عندما تم تدشينه فى العام الماضى هو دعم محمد مرسى، إلا أنه لم يستطع دعمه ولم يكن له رؤية سياسية، وأصبح هدفه هو إعطاء شحنة ودفعة للمظاهرات ووضع شعارات مختلفة لها، ولم يكن لديه قراءة جيدة للمشهد السياسى، بل زاد من عملية الاحتقان فى الشارع، والاستقطاب والكراهية وفشل فى أن يبقى للتيار الإسلامى جزء من الحياة السياسية. وفى سياق متصل قال الدكتور وحيد عبد المجيد، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية، إن تحالف دعم الإخوان مجرد واجهة لقيادات الجماعة منذ أن دشّن فى العام الماضى كى يعلن عن المواقف الذى لا تريد قيادة الجماعة أن تعلن عنها بنفسها، لافتا إلى أن الأحزاب المنضوية فى التحالف هى أحزاب صغيرة وليس لها وزن فى الشارع. وأضاف عبد المجيد فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع" أن التحالف فشل فى إقناع بمن يحيطه أن قضيته أوسع من دعم جماعة الإخوان ومحمد مرسى، لذلك فهو لم يخفق فى شىء لأن دوره كان الإنابة عن جماعة الإخوان فى المواقف التى تريد جماعة الإخوان الإعلان عنها. وأوضح عبد المجيد أن التحالف ليس له ماضٍ كى يكون له مستقبل، وسيظل فى نفس الدور، لافتا إلى أنه سيتعرض للتآكل، وسوف تزداد الأحزاب المكونة له صغرا لأنها قبلت أن تظل فى دعم جماعة قررت أن تنعزل عن الحياة السياسية. ومن جانبه، أكد عباس محمد عباس القيادى بحزب النور، أمين عام الحزب بمحافظة السويس، أن التحالف الوطنى الداعم للإخوان يسير فى الفشل، معللا ذلك بان التحالف دعا إلى مقاطعة الاستفتاء على الدستور ونجح الاستفتاء كما دعا لمقاطعة الانتخابات الرئاسية وتمت باختيار رئيس بنسبة غير مسبوقة. وقال "عباس" فى تصريحات ل"اليوم السابع": "نحن الآن فى انتظار إجراء الانتخابات البرلمانية من أجل الانتهاء من خارطة الطريق"، مشيرا إلى أن حزب النور انحاز فى 30 يونيو للوطن وللشعب المصرى. وحول مدى نجاح أو فشل التحالف الإخوانى منذ 30 يونيو، قال "عباس": "هو يسير فى الفشل وله تقييمه لنفسه وقد دعا لعودة محمد مرسى للحكم ولم يرجع، ودعا لمقاطعة الاستفتاء على الدستور وتم تعديل الدستور، ودعا لمقاطعة الانتخابات الرئاسية وتمت الانتخابات الرئاسية". وبالنسبة لدعوة التحالف حزب النور الانضمام له عند تشكيله، قال "عباس": "لو كان غرر بحزب النور مثلما ما غرر بالأحزاب الداعمة للإخوان لأريقت دماء كثيرة وانهارت الدولة" مضيفا: "الدعوة السلفية وحزب النور منعوا حدوث مجزرة داخل مصر ووجهنا رسالة للعالم بان ما يحدث فى مصر هو صراع سياسى وليس صراع دينى". وقال: "مواقفنا هو الانحياز للوطن وللشعب المصرى والمصلحة العليا".