"... أصبح القتل سهلاً مثل شربة ماء. فلم يصب عقلى بلوثة فقط عندما قتلت أول مرة، بل لقد توقف أيضاً عن التفكير فى الندم، أو هكذا بدا.." هذا القول لإسماعيل بيا من كتابه بعنوان ذهاب الطريق الطويل: مذكرات جندى صبى. هذا الكتاب الذى طبع ما يزيد عن 700 ألف نسخة، أثار اهتماماً واسعاً عند صدوره لأنه كان أول نقل واقعى لمشاعر صبى يشارك فى الحرب بل ويقتل وهو لم يبلغ الخامسة عشرة من عمره وتحول الآن إلى دافع قوى لإنقاذ الأطفال من مصير مشابه لمصير إسماعيل. كان إسماعيل بيا قد التحق بالجيش الحكومى وهو طفل للمشاركة فى قتال المتمردين فى الحرب الأهلية بسيراليون، ويؤكد الآن وبعد أن أصبح عمره 27 عاماً أنه لن يتحول عن حربه ضد اغتيال الطفولة. وتشير تقديرات منظمة صندوق الطفولة التابع للأمم المتحدة (يونيسيف) إلى أن هناك نحو 300.000 فتى دون الثامنة عشرة من أعمارهم مستغلين فى أكثر من 30 حرباً أو صراعاً مسلحاً فى مختلف أنحاء العالم.