سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سفارة القاهرة بواشنطن بوابة السفراء لدخول الحكومة.. سامح شكرى يخلف نبيل فهمى.. ووثيقة ل"ويكيليكس" تكشف قوة وزير الخارجية الجديد.. وتؤكد: قاد حملة ضد المنظمات التى تربط الإسلام بانتهاك حقوق الإنسان
كان سفيرا لمصر فى العاصمة الأمريكيةواشنطن فى فترة عصيبة " 24 سبتمبر 2008 – 31 أغسطس 2012 " ، كان شاهدا على كواليس العلاقة المرتبكة بين نظام مبارك وإدارة باراك أوباما ، وتابع من قلب واشنطن ردود فعل وتصرفات الإدارة الأمريكية مع ثورة 25 يناير ، واليوم وضعته الظروف فى على رأس الدبلوماسية المصرية ضمن الوزارة الثانية للمهند إبراهيم محلب .. أنه السفير سامح شكرى ذو ال 62 عاما ، الذى سيحل بديلا للوزير نبيل فهمى ، وكأن القدر كتب لشكرى أن يحل محل فهمى فى المناصب ، فما أن أنهى فهمى فترة خدمته كسفير لمصر فى واشنطن اختير شكرى بديلا له ، واليوم حل بديلا لفهمى فى الخارجية . سامح شكري المولود فى20 أكتوبر 1952 ، هو دبلوماسي قدير ، حاصل على ليسانس الحقوق من جامعة عين شمس ، والتحق بالسلك الدبلوماسي في عام 1976، حيث عمل كسفير في سفارات مصر بلندن، بوينس آيرس، والبعثة المصرية الدائمة في نيويورك ، بالإضافة إلى ذلك، فقد رأس سامح شكري القسم الخاص بالولاياتالمتحدة وكندا في وزارة الخارجية المصرية (1994-1995) ، وترأس بعثة مصر في مقر الأممالمتحدةبجنيف (2005-2008) ، وسبق أن تولى منصب مساعد وزير الخارجية ومديرا لمكتب وزير الخارجية الأسبق أحمد أبو الغيط (2005-2004) ، وقبلها كان سفير مصر في النمسا والممثل الدائم لمصر لدى المنظمات الدولية في فيينا (1999-2003) ، وقبل ذلك كان سكرتير الرئيس محمد حسني مبارك للمعلومات (1995-1999). قوة شكرى الدبلوماسية رصدتها برقية دبلوماسية أمريكية صادرة من بعثة الولاياتالمتحدة في الأممالمتحدةبجنيف، سويسرا سُربت في مارس 2011، و عن قلقها من صلابة سامح شكري ومواقفه الهجومية التي تخرج في أحيان كثيرة عن الخط السياسي للنظام المصري. وقالت البرقية الصادرة في 2 يوليو 2008 إن التحفظات على شكري تجسدت بوضوح في عمله بمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وإن الوفد المصري هو من أكثر الوفود صعوبة في التعامل، حيث يحشد الدعم لمواقف لا تؤيدها الولاياتالمتحدة. وتعطي البرقية مثالا على تصرفات شكري بسردها لمداخلته في مارس 2008 في جلسة مجلس حقوق الإنسان التي أكد خلالها أن هناك مقاومة فلسطينية تقاتل محتلا أجنبيا لأرضها وأن ما تفعله هو دفاع مشروع عن النفس، وأن تلك المداخلة كانت أثناء انخراط الحكومة المصرية في جهود السلام في الشرق الأوسط، إلا أن شكري تجاهل ذلك ولم يتطرق له في كلمته. مداخلة شكري أدهشت الدبلوماسيين الأمريكيين في جنيف، لأنها جاءت بعد أيام من تصريح وزير الخارجية المصري بأن على الفصائل الفلسطينية ضبط النفس لتجنب الإضرار بعملية السلام. وتطرقت البرقية إلى موقف الوفد المصري الرافض لإعطاء ثقل أكبر للمنظمات غير الحكومية في عمل المجلس، وتقول إن شكري عمد إلى عدم التصويت في الجلسات التي تخصص لهذا الشأن، غير أن مساعديه كانوا يعملون بنشاط على حشد الدعم لتوجه الوفد المصري. كما تشكو البرقية من فظاظة مداخلات الوفد المصري، ليس فقط بحق المنظمات غير الحكومية، بل بحق رئيسة المجلس الكندية لويز آربور. وكان الوفد المصري (بقيادة شكري) قد قاد –حسب البرقية- حملة ضد مشروع تقدمت به المنظمات غير الحكومية تربط الإسلام بانتهاك حقوق الإنسان في قضايا مثل جرائم الشرف وختان البنات (البرقية استخدمت مصطلح: تشويه الأعضاء التناسلية للإناث) وأعلن أن الإسلام "لن يتم تشويهه"، وضغط باتجاه تشريع عدم انتقاد الإسلام أو أي ديانة أخرى داخل المجلس، لأن ذلك من شأنه تأجيج مشاكل مرتبطة بحقوق الإنسان. وتخصص البرقية قسما لاستعراض شخصية السفير المصري سامح شكري وتقول إن مظهر شكري المتأنق على أحدث طراز ولباقته، لا يتناسبان مع فظاظته خاصة مع الدبلوماسيين الغربيين، والضيوف الذين يأتون إلى السفارة المصرية بصحبة مسؤولين أميركيين. الحياة الخاصة وفى حوار سابق لشكرى مع "اليوم السابع" قال أن: " ما نشر فى ويكيليكس كان سابق لتوليتى مهمتى فى واشنطن، وكان تقييم السفير الأمريكى فى جينيف بعد الإعلان عن ترشيحى، وفى الحقيقة لم يكن له أى أثر، وبالأحرى لدى، بل على العكس، شعرت بنوع من التقدير لخبرتى المتراكمة للمناصب التى توليتها من قبل، وكان هذا الانطباع لدى السفير الأمريكى ناتج عن سوء تقدير منه، فليس من المتصور أن يعمل مندوب مصر فى جينيف لغير المصلحة المصرية. وفى الكثير من الأحيان لم تتوافق المصلحة الأمريكية مع المصرية، ومصر تولت فى فترة عملى فى جينيف رئاسة المجموعة الإفريقية لفترتين متتاليتين فى مجلس حقوق الإنسان كما شاركت فى منظمات أخرى وكنا نعبر عن المصلحة المصرية وعن مصالح الدول النامية، ومن هنا كان الوفد المصرى مؤثر وناجح فى كثير من مواقفه وقراراته فى الكثير من القضايا خاصة القضية الفلسطينية وقضايا حقوق الإنسان. وأخذ السفير هذه المواقف ربما بشكل شخصى لأنه لم ينجح فى تحقيق بعض الأهداف الأمريكية ومن ثم جاء هذا الوصف منه. وما نشر فى الويكيليكس يؤكد أن الوفد المصرى فى جينيف كان يعمل بكفاءة عالية ". من غدا بعد حلف اليمين أمام الرئيس عبد الفتاح السيسى ، سيقود شكرى مسيرة الدبلوماسية المصرية خلال الفترة المقبلة ، وسيكون على عاتقه استكمال ما بدأه فهمى من تشعب فى العلاقات المصرية الخارجية ، وسيحاول شكرى جاهدا أبتداع وسائل جديدة تتوافق مع الأزمات الإقليمية والدولية ، وربما يكون أول أختبار قوى أمام فهمى هو أجتماع وزراء خارجية التعاون الاسلامى الذى سيعقد فى جدة خلال الفترة 18 19 يونيو الجارى ، خاصة أن الاجتماع سيكون مطروح على أجندته الملفات العربية الملتهبة وتحديدا الملف العراقى ، وسيكون الاجتماع أن حضره شكرى فرصة لاثبات وجوده وقوته .