الصقر يحلل مباراة الأرجنتين والبوسنة: التانجو اعتمد على المهارات الفردية فى الفوز وافتقد للجماعية.. ونقص الخبرة غاب عن التنين.. "ميسى" يحتاج مساعدة زملائه.. وتصحيح الأخطاء أنقذ "سابيلا"

فوز منتخب الأرجنتين على البوسنة والهرسك فى افتتاح مباريات الفريقين بالمجموعة السادسة، لبطولة كأس العالم، يعد منطقيا وفقا لفارق الخبرات والتاريخ والإمكانيات الفردية لمنتخب التانجو، الذى يمتلك أهم لاعبى كرة القدم على مستوى العالم، وفى مقدمتهم ليونيل ميسى وسيرجيو أجويرو، إلا أن منتخب البوسنة قدم مباراة مميزة على الرغم من كل تلك الفوارق وكان ندا قويا للأرجنتين فى الملعب، خصوصا أنها المرة الأولى التى يشارك فيها فى كأس العالم.
ويؤكد الصقر فى موقعة الرسمى ان المنتخب الأرجنتينى دخل اللقاء بحرص شديد على المستوى التكتيكى، معتمدا على ثلاثة لاعبين فى خط الدفاع، وهو ما تسبب فى عدم ظهور منتخب التانجو بالشكل الذى نعرفه خلال الشوط الأول، إلا أن المدرب أليخاندرو سابيلا تدارك خطأه فى الشوط الثانى، وعدل طريقة اللعب معتمدا على طريقة 4-3-1-2 بعدما دفع بمهاجم ثانٍ بجوار أجويرو وهو جونزالو هيجواين، كما سحب ماكسى رودريجز ودفع بفرناندو جاجو فى وسط الملعب لتنشيط خط الوسط الذى ظهر ضعيفا أمام قوة لاعبى البوسنة.
ولكن فى مجمل المباراة أرى أن الأرجنتين تفوقت نظرا للقدرات الفردية للاعبيها، ولم تقنعنا كفريق يستطيع المنافسة على البطولة، وإذا استمر الأداء بهذا الشكل فستكون فرصتهم ضعيفة جدا فى التأهل إلى الأدوار النهائية فى البطولة.
وأرى أن العذر الوحيد للمنتخب الأرجنتينى هو كونها المباراة الأولى فى البطولة وغالبا ما تكون البدايات صعبة، ولكن على المدرب سابيلا أن يعيد جماعية الأرجنتين المعهودة والتى طالما اشتهروا بها، خصوصا أن سابيلا نفسه نجح فى تصحيح أخطائه فى الشوط الثانى وحصد النقاط الثلاث فى النهاية، لأن كرة القدم تعترف بالنتائج.
وعلى الجانب الآخر، فريق البوسنة قدم مباراة قوية معتمدا على خط وسطه القوى المعتمد على ميراليم بيانيتش لاعب روما الإيطالى، وسيناد لوليتش لاعب لاتسيو، ونجح المدرب سافيت سوسيتش فى فرض أسلوبه رغم الهدف العكسى الذى أربك حساباته فى بداية المباراة، واعتمد على طريقة 4-2-3-1 وهى التى نجحت فى تحجيم مهاجمى الأرجنتين وإغلاق المساحات أمامهم، مع الاعتماد على الهجمات المرتدة.
وأرى أن فرصة البوسنة كبيرة فى التأهل للدور الثانى مع الأرجنتين، على حساب نيجيريا وإيران لما تملكه البوسنة من لاعبين على مستوى تكتيكى عالٍ سيصنع لها الفارق فى مواجهتها أمام نيجيريا وإيران، خصوصا أن الأخيرين لا يمتلكان نفس مجموعة اللاعبين الموجودين فى الأرجنتين والذين سبب وجودهم ضغطا على البوسنة.
ملاحظات سريعة:
** أعتقد أن ليونيل ميسى سيحتاج معاونة بشكل أكبر من زملائه للظهور بمستواه المعهود، لأنه لا يوجد لاعب يستطيع أن يلعب بمفرده، بالتأكيد هو يملك مهارات فردية تفوق الجميع، ولكن فى نفس الوقت يجب أن يكون بجواره مجموعة لاعبين متفاهمة، تساعده فى تحقيق الفوز، خصوصا وأن عليه آمالا كبيرة فى بلاده لقيادتهم نحو لقب كأس العالم الغائب منذ 1986 بقيادة مارادونا.