توقفت الحياة قرابة ساعتين من الزمن فى شوارع "وسط البلد" أثناء زيارة الرئيس مبارك اليوم، الأحد، لمحكمة النقض للاحتفال باليوبيل الفضى لعودة مجلس القضاء الأعلى منذ 25 عاما، فقد مر الوقت من العاشرة صباحا حتى الثانية عشرة ظهرا، بصعوبة على جميع المواطنين المتواجدين فى تلك المنطقة سواء أكانوا من أهلها أو من الموظفين وأصحاب المحال والبائعين. التشديدات الأمنية بلغت ذروتها، حيث أُغلقت الشوارع الجانبية والرئيسية لشارع رمسيس والتحرير و26 يوليو وشارع عبد الخالق ثروت، بل واجتازت قطارات مترو الإنفاق محطة مترو الإسعاف متوجهة مباشرة إلى المحطتين القريبتين لها وهما محطة "السادات" التى اكتظ فيها زحام المواطنين، خاصة بعدما قامت هيئة النقل العام بتفريغ موقف عبد المنعم رياض بميدان التحرير من كافة أتوبيسات الهيئة حتى مرور الرئيس مبارك من ميدان التحرير. فيما تعرض محرر "اليوم السابع" للتفتيش الذاتى من جانب رجال الشرطة أثناء التقاطه بعض صور المواطنين الذين احتجوا على معاملة رجال الأمن لهم وإصرارهم على احتجازهم فى الشوارع الجانبية لحين مرور الرئيس، الأمر الذى أدى إلى سيطرة حالة من الغضب على وجوه العديد من المواطنين المتواجدين ممن تعثروا فى العبور ليظلوا واقفين طيلة الساعتين فى الشوارع الجانبية. ووقفت إحدى السيدات تمسك أوراق فى يديها، وتحاول جاهدة أن تقابل الرئيس مبارك لتعطيه أوراق ابنها الوحيد الحاصل على بكالوريوس التجارة لتوفير فرصة عمل له، قائلة بصوت عال أمام جموع الواقفين "أنا عاوزة أقابل مبارك" عشان يوظف ابنى.. هو رئيسنا وبيحارب البطالة". وفى مشهد آخر كانت دموع إحدى السيدات تنهمر من عينيها بعدما منعها أحد رجال الأمن من أن تجرى وراء موكب الرئيس أملا منها فى أن تقابله، وهنا أخذت تصيح وتبكى لتستعطفه ليتركها وعندما ابتعدت سيارة مبارك تركها رجل الأمن فأصرت على اللحاق به وظلت تجرى وسط الشارع. وبمجرد أن ترك الرئيس محكمة النقض وابتعد عنها صعد المواطنون ممن كان لهم جلسات قضائية تم تحديد موعدها بعد الزيارة السلم الذى وضع خصيصا أمام المحكمة، لكى يصعد عليه الرئيس وكانت الفرحة التى اعتلت وجوه البعض بصعود السلم جعلتهم ينسون الغضب الذى سيطر عليهم، كما قام العمال بحمل باقات الورد التى كانت موجودة فى المحكمة لتعود "ريما لعادتها القديمة".