الخارجية: زيارة "فهمى" للندن اكتسبت أهمية كبيرة.. المسئولون البريطانيون أكدوا دعمهم لخارطة الطريق والحرب ضد الإرهاب.. والأمم المتحدة عرضت تقديم الدعم الفنى والتدريب وتطوير العلاقات وجذب الاستثمارات

قال الدكتور بدر عبد العاطى، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، إن زيارة نبيل فهمى وزير الخارجية للعاصمة البريطانية لندن خلال الفترة من 12 إلى 14 مايو الجارى، اكتسبت أهمية كبيرة من زاويتين هما: مستوى وكثافة الاتصالات واللقاءات التى أجراها وزير الخارجية فى لندن سواء مع عدد كبير من كبار المسئولين أو البرلمانيين أو رجال الأعمال أو مع وسائل الإعلام أو مع النخبة وقادة الفكر والرأى فى مراكز الأبحاث، فضلاً عن التركيز على قضيتى الإرهاب والتعاون الاقتصادى وجذب الاستثمارات البريطانية للبلاد.
أكد المسئولون البريطانيون دعمهم الكامل لخريطة الطريق ولحرب مصر ضد الإرهاب وتقديم الدعم الفنى والتدريب وتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية وجذب الاستثمارات البريطانية للبلاد، خاصة مع بدء سداد جزء من مديونيات بعض الشركات البريطانية العاملة فى قطاع الطاقة والحوافز الجديدة لجذب الاستثمارات.
وقال المتحدث، إن الوزير فهمى استهل الزيارة بإلقاء محاضرة أمام الحلقة النقاشية التى نظمها مركز "شاتام هاوس" الشهير للأبحاث حول إزالة أسلحة الدمار الشامل من الشرق الأوسط تناول فيها الدور الذى تلعبه مصر فى منظومة نزع السلاح، مشيراً إلى المبادرة التى تقدم بها فى كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فى شهر سبتمبر الماضى بإخلاء منطقة الأوسط من أسلحة الدار الشامل، وضرورة إدراك المجتمع الدولى أن استمرار قبول بقاء إسرائيل خارج منظومة منع الانتشار النووى يقوض من مصداقيتها ومن فائدتها العملية كأساس لنظام الأمن الدولى فى مجال نزع السلاح النووى وأسلحة الدمار الشامل الأخرى.
وأجرى فهمى عدة لقاءات مع عدد من كبار المسئولين البريطانيين فى مقدمتهم مستشار الأمن القومى البريطانى كيم داروك ومع وزير الخارجية وليام هيج وأعضاء مجموعة أصدقاء مصر بمجلس العموم وكذا وزير الدولة لشئون التنمية الدولية ووزير حكومة الظل لشئون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالإضافة إلى وزير الدولة لشئون الشرق الأوسط بحضور ممثلى كبرى الشركات البريطانية العاملة فى مصر، وذلك بالنظر إلى الأهمية التى توليها هذه الشركات للاستثمار فى مصر لما بها من فرص استثمارية هائلة على المدى الطويل.
وحرص فهمى فى لقاءاته على استعراض تطورات الأوضاع على الساحة السياسية فى مصر ومستجدات تنفيذ خارطة الطريق، فضلاً عن إطلاع المسئولين البريطانيين على الوضع الاقتصادى فى مصر ومناخ الاستثمار فى البلاد فى ضوء قانون الاستثمار الجديد بالإضافة إلى أوضاع الشركات البريطانية العاملة فى مصر واعتزام الحكومة سداد كافة المتأخرات المستحقة عليها، والخطوات التى تتخذها الحكومة للحد من الأزمة الاقتصادية سواء من خلال إعادة النظر فى منظومة الدعم أو إطلاق حزم تحفيزية تساهم فى سد جزء من العجز.
وأوضح المتحدث، أن وزير الخارجية ركز فى لقاءاته على ملف الإرهاب وكيفية التعامل مع هذه الظاهرة العالمية وأهمية اضطلاع المجتمع الدولى بدوره فى هذا الصدد، وأعرب المسئولون البريطانيون بوضوح عن دعمهم الكامل لخارطة الطريق والحرص على نجاح عملية التحول الديمقراطى فى مصر بما فى ذلك إجراء الانتخابات الرئاسية بنجاح وأن يعقبها إجراء الانتخابات النيابية لكى تكتمل المؤسسات المنتخبة الممثلة للشعب المصرى، بالإضافة إلى ما أكده وزير الخارجية البريطانى من دعم بلاده لمصر فى حربها ضد الإرهاب واستعدادهم للمساعدة فى تأمين المناطق السياحية من خلال تدريب لكوادر البشرية وتقديم الخبرات الفنية اللازمة فى هذا المجال.
كما أكد هيج كذلك على اعتزام بلاده تقديم الدعم الاقتصادى لمصر خلال الفترة القادة خاصة بعد إجراء الانتخابات الرئاسية سواء على المستوى الثنائى أو من خلال مؤسسات التمويل العالمية.
وتناولت لقاءات "فهمى" مع المسئولين البريطانيين عدداً من القضايا الإقليمية بما يؤكد تعافى مصر خارجيا وعودتها لممارسة دورها الإقليمى والدولى الهام، حيث تم تناول عملية السلام فى الشرق الأوسط والخطوات التى يتعين اتخاذها لكسر حالة الجمود التى تمر بها مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، بالإضافة إلى الأوضاع فى ليبيا وأهمية العمل على مساعدة الجانب الليبى لفرض الأمن فى أنحاء ليبيا ومدى ارتباط ذلك بالأوضاع الأمنية فى مصر، كما استعرض تطورات الملف السورى لاسيما فى ضوء أن الوضع الراهن لا يقدم أفقاً تسمح بالتوصل إلى تسوية للأزمة.
والتقى فهمى خلال زيارته مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس، حيث تم استعراض آخر تطورات الملف الفلسطينى فى ضوء جمود مفاوضات السلام الفلسطينية-الإسرائيلية والجهود الأمريكية المبذولة لاستئنافها. أجرى فهمى خلال زيارته عدداً من اللقاءات مع وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة لنقل حقيقة الواقع فى مصر والحرب التى تخوضها ضد الإرهاب.