أكد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية السفير د. بدر عبدالعاطى اليوم أن الزيارة الثنائية التى اختتمها وزير الخارجية نبيل فهمى للعاصمة البريطانية لندن اكتسبت أهمية كبيرة من زاويتين هما: مستوى وكثافة الاتصالات واللقاءات التى أجراها وزير الخارجية في لندن، سواء مع عدد كبير من كبار المسئولين، أو البرلمانيين، أو رجال الأعمال، أو مع وسائل الإعلام، أو مع النخبة وقادة الفكر والرأى فى مراكز الأبحاث، فضلاً عن التركيز على قضيتى الإرهاب والتعاون الاقتصادى وجذب الاستثمارات البريطانية للبلاد. قال عبد العاطى "فى تصريحات له اليوم" إن المسئولين البريطانيين أكدوا دعمهم الكامل لخريطة الطريق، ولحرب مصر ضد الإرهاب، وتقديم الدعم الفنى والتدريب، وتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية، وجذب الاستثمارات البريطانية للبلاد، خصوصاً مع بدء سداد جزء من مديونيات بعض الشركات البريطانية العاملة في قطاع الطاقة والحوافز الجديدة لجذب الاستثمارات. أشار المتحدث الى أن الوزير فهمى استهل الزيارة بإلقاء محاضرة أمام الحلقة النقاشية التي نظمها مركز "شاتام هاوس" الشهير للأبحاث حول إزالة أسلحة الدمار الشامل من الشرق الأوسط، تناول فيها الدور الذي تلعبه مصر في منظومة نزع السلاح، مشيراً إلى المبادرة التى تقدم بها في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر سبتمبر الماضي بإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدار الشامل، وضرورة إدراك المجتمع الدولي أن استمرار قبول بقاء إسرائيل خارج منظومة منع الانتشار النووي يقوض من مصداقيتها ومن فائدتها العملية كأساس لنظام الأمن الدولي في مجال نزع السلاح النووي وأسلحة الدمار الشامل الأخرى. كما أجرى فهمى لقاءات عدة مع عدد من كبار المسئولين البريطانيين، فى مقدمتهم مستشار الأمن القومي البريطاني كيم داروك، ومع وزير الخارجية وليام هيج، وأعضاء مجموعة أصدقاء مصر بمجلس العموم، وكذا وزير الدولة لشئون التنمية الدوليةن ووزير حكومة الظل لشئون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إضافة إلى وزير الدولة لشئون الشرق الأوسط، بحضور ممثلى كبرى الشركات البريطانية العاملة فى مصر وذلك بالنظر إلى الأهمية التى توليها هذه الشركات للاستثمار فى مصر لما بها من فرص استثمارية هائلة على المدى الطويل. وقد حرص فهمى فى لقاءاته على استعراض تطورات الأوضاع على الساحة السياسية فى مصر ومستجدات تنفيذ خريطة الطريق، فضلاً عن إطلاع المسئولين البريطانيين على الوضع الاقتصادى في مصر ومناخ الاستثمار في البلاد في ضوء قانون الاستثمار الجديد، إضافة إلى أوضاع الشركات البريطانية العاملة في مصر واعتزام الحكومة سداد المتأخرات كافة المستحقة عليها، والخطوات التى تتخذها الحكومة للحد من الأزمة الاقتصادية سواء من خلال إعادة النظر في منظومة الدعم أو إطلاق حزم تحفيزية تسهم في سد جزء من العجز. قال المتحدث إن وزير الخارجية ركز في لقاءاته على ملف الإرهاب وكيفية التعامل مع هذه الظاهرة العالمية وأهمية اضطلاع المجتمع الدولي بدوره في هذا الصدد، وقد أعرب المسئولون البريطانيون بوضوح عن دعمهم الكامل لخريطة الطريق والحرص على نجاح عملية التحول الديمقراطي في مصر بما في ذلك إجراء الانتخابات الرئاسية بنجاح وأن يعقبها إجراء الانتخابات النيابية لكي تكتمل المؤسسات المنتخبة الممثلة للشعب المصري، إضافة إلى ما أكده وزير الخارجية البريطاني من دعم بلاده لمصر في حربها ضد الإرهاب واستعدادهم للمساعدة في تأمين المناطق السياحية من خلال تدريب الكوادر البشرية وتقديم الخبرات الفنية اللازمة في هذا المجال، كما أكد هيج كذلك على اعتزام بلاده تقديم الدعم الاقتصادي لمصر خلال الفترة المقبلة، خصوصاً بعد إجراء الانتخابات الرئاسية سواءً على المستوى الثنائي أو من خلال مؤسسات التمويل العالمية. كما تناولت لقاءات فهمي مع المسئولين البريطانيين عدداً من القضايا الإقليمية بما يؤكد تعافى مصر خارجياً وعودتها لممارسة دورها الإقليمي والدولي المهم، حيث تم تناول عملية السلام في الشرق الأوسط والخطوات التي يتعين اتخاذها لكسر حالة الجمود التي تمر بها مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، إضافة إلى الأوضاع في ليبيا وأهمية العمل على مساعدة الجانب الليبي لفرض الأمن في أنحاء ليبيا ومدى ارتباط ذلك بالأوضاع الأمنية في مصر، كما استعرض فهمي تطورات الملف السوري لاسيما في ضوء أن الوضع الراهن لا يقدم أفقاً يسمح بالتوصل إلى تسوية للأزمة. كما التقى فهمي خلال زيارته مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حيث تم استعراض آخر تطورات الملف الفلسطيني في ضوء جمود مفاوضات السلام الفلسطينية - الإسرائيلية والجهود الأمريكية المبذولة لاستئنافها. أجرى فهمي خلال زيارته عدداً من اللقاءات مع وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة لنقل حقيقة الواقع في مصر والحرب التي تخوضها ضد الإرهاب.