تنطلق فى الواحدة من ظهر اليوم السبت بتوقيت القاهرة مظاهرة حاشدة فى العاصمة الدنماركية كوبنهاجن ويشارك فيها حركات سلام ونشطاء بيئيون احتجاجاً على ما وصفوه بالسياسات البيئية الخاطئة للدول الكبرى المشاركة فى قمة "الأرض" التى انطلقت بكوبنهاجن منتصف الأسبوع الماضى وتختتم أعمالها فى 18 من الشهر الحالى. واستعدت أجهزة الأمن الدنماركية جيداً لهذه المظاهرة بنشر الوحدات الأمنية وكلاب الحراسة فى شوارع العاصمة وسط حالة من الاستنفار الأمنى الذى زاد منه انتشار رجال من الجيش يقفون على جانبى الطرق والشوارع الرئيسية، فيما كثفت طائرات تتبع جهاز الأمن الدنماركى من جولاتها فى سماء كوبنهاجن قبل 48 ساعة من انعقاد جلسة بقمة الأرض بحضور الرئيس الأمريكى باراك أوباما و87 من زعماء وقادة دول العالم، ويعتبرها مراقبون أهم جلسة تُعقد بالعالم هذا العام. وذكر أحد السائقين، الذى يتبع واحدة من أهم الشركات التى تعمل فى تقديم خدمة "التاكسى" بكوبنهاجن، أن تعليمات قد صدرت لهم بالتزام منازلهم اليوم السبت خوفا من الاحتكاك بالقادمين من الشرق الأوسط وآسيا، وقال "صدرت تعليمات للركاب بعدم انتظار تاكسى للتحرك به اليوم واللجوء إلى القطار أو الباص". من ناحية أخرى نظم مساء أمس عدد من الناشطين مظاهرة فنية فى قلب كوبنهاجن أطلقوا عليها قمة "الحفاظ على جبال الهملايا" ورقصوا خلالها تعبيرا عن رفضهم تدمير المناخ بالعالم. هذا وطلب ممثلون عن دول الجزر الصغيرة النامية تحديد الزيادة فى درجة حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية، وتثبيت تركيز الغازات المسببة لارتفاع حرارة الأرض عند 350 جزءا فى المليون بدلا من 450 جزءا فى المليون، كما ترغب الدول المتقدمة وبعض الدول النامية الكبيرة، فى حين تعارض دول سريعة النمو مثل الصين والهند وجنوب أفريقيا، تثبيت تركيز تلك الغازات عند هذا الحد بدعوى أنه قد يعطل خططها للتنمية الاقتصادية. من جانبه كشف جاربا ديالو مدير منظمة "كروسنج بوردر لليوم السابع عن قيام نشطاء حقوقيين وممثلى منظمات بيئية بالضغط، خلال القمة، من أجل إقرار القطار كوسيلة مواصلات رئيسية فى تنقلات الشعوب فى العالم لأن استخدام القطار يتيح انبعاثا لغاز ثانى أكسيد الكربون أقل خمس مرات عما هو عليه حين استخدام السيارة. وسيتسبب كل راكب للقطار فى انبعاث 14,2 كيلوجرام من ثانى أكسيد الكربون مقارنة مع 43,6 كيلوجرام لو ركب سيارة و82,4 كيلوجرام لو استقل الطائرة، حسب المنظمين من الصندوق العالمى للطبيعة والاتحاد الدولى للسكك الحديدية. جدير بالذكر أن الدول ال53 الأعضاء فى منظمة "الكومنولث" كانت قد تعهدت ببذل ما فى وسعها لإنجاح مؤتمر كوبنهاجن حول الاحتباس الحرارى، حسب الوثيقة التى جرى إقرارها فى قمتها فى ترنداد وتوباجو. ويساند إعلان الكومنولث للتغيرات المناخية مبادرة لإنشاء صندوق كوبنهاجن عام 2010، برأس مال 10 مليارات دولار بحلول عام 2012، لمساعدة الدول الفقيرة على مكافحة آثار ارتفاع درجة حرارة الأرض.