عكس ما كان شائعا.. أطباء يفجرون مفاجأة : البلهارسيا ليست سببا فى الإصابة بالالتهاب الكبدى الفيروسى.. ويؤكدون: العلاج بحقنة الطرطير المقىء وراء انتشار فيروس "سى "

من الأقاويل الشائعة أن الإصابة بالبلهارسيا، فى السنوات السابقة، سبب فى انتشار الالتهاب الكبدى الفيروسى سى، لكن الأطباء يؤكدون أن السبب فى انتشار الالتهاب الكبدى الفيروسى سى هو استخدام الأدوات الملوثة، وانتقال الفيرس من شخص لآخر.
أكد الدكتور محمد عبد الرسول، استشارى جراحة المسالك البولية، أن البلهارسيا لم تكن السبب الرئيسى فى انتشار الالتهاب الكبدى الفيروسى سى، كما يعتقد البعض، حيث كانت السنوات الماضية الإصابة بالبلهارسيا متلازمة مع الالتهاب الكبدى الفيروسى، كما أن السبب وراء انتشار الالتهاب الكبدى الفيروسى سى هو استخدام حقنة الطرطير المقىء التى كان يتم إعطاؤها لأكثر من شخص لعلاج البلهارسيا.
وأشار استشارى جراحة المسالك البولية إلى أن الأمراض التى كانت منتشرة فى السنوات السابقة بسبب البلهارسيا هى أورام المثانة بنسبة 90 %، نتيجة الإصابة بالبلهارسيا، حيث إن أورام المثانة المتواجدة حالياً بسبب البلهارسيا وصلت من 40إلى 50%، لافتاً إلى أن أسباب انتشار أورام المثانة فى الوقت الحالى ناتجة عن التدخين وملوثات المياه.
فى السياق نفسه، يوضح الدكتور علاء إسماعيل، أستاذ جراحة الكبد بكلية الطب جامعة عين شمس، أن الإصابة بالبلهارسيا لم تكن السبب فى الإصابة بالالتهاب الكبدى الفيروسى سى، وانتشار أورام الكبد، مؤكداً أن السبب الرئيسى فى انتشار الالتهاب الكبدى الفيروسى سى يكون نتيجة انتقال الدم أو الاستخدام الملوث لبعض الأدوات الشخصية.
وقال "إسماعيل"، إن أورام المثانة من أكثر الأورام انتشارا نتيجة للبلهارسيا، لكن الآن قلت نسبة الإصابة بالبلهارسيا، وذلك نتيجة لوجود الصرف الصحى والزراعى والكيماويات المتواجدة فى النيل، التى جعلت المياه غير صالحة لنمو قواقع البلهارسيا، مشيراً إلى أن رفع الوعى الاقتصادى والاجتماعى من ساعد على القضاء على البلهارسيا.
من جانبه يؤكد الدكتور أحمد أبو طالب، أستاذ جراحة المسالك البولية وأمراض الذكورة بجامعة بنها، أن من أشهر الأمراض التى انتشرت فى الجهاز البولى والمعوى نتيجة للإصابة بالبلهارسيا فى السنوات السابقة كانت من حيث الجهاز المعوى التأثير على وظائف الكبد وحدوث فشل كبدى يصل للنزيف ومن أشهر المضاعفات للبلهارسيا الفشل الكبدى، ويكون علاج هذه المضاعفات عن طريق إجراء عمليات جراحية فى الكبد.
وأضاف "أبو طالب" أن من أشهر المشاكل التى سببتها البلهارسيا فى الجهاز البولى حدوث قرح وأورام بالمثانة، وضيق فى الحوالب المسئولة عن توصيل البول من الكلى والمثانة، لافتاً إلى أن علاج قرح المثانة كان يتم باستئصال القرح، ثم بعد ذلك بالمنظار وضيق الحالب يتم معالجته بتوسيع الحالب، وفى بعض الأحيان يتطلب زرع الحالب مرة أخرى، أما بالنسبة لأورام المثانة فيتم علاجها عن طريق الاستئصال الكامل للمثانة.
واستكمل أستاذ جراحة المسالك البولية أن نسبة الإصابة بقرح المثانة الناتجة عن البلهارسيا فى الوقت الحالى أصبحت 0%، وبالنسبة لأورام المثانة التى تكون نتيجة الإصابة للبلهارسيا نسبتها ضئيلة عن السابق، وتقريبا تكون النسبة من كل 10حالات 8 مصابون بحالات أورام المثانة أقل عنفا، وحالتان أشد عنفا من الأورام نتيجة للبلهارسيا.
وأشار "أبو طالب" إلى أن الأسباب التى أدت إلى انتشار أورام المثانة فى الوقت الحالى التدخين واستخدام الصبغة والمواد الحافظة فى الأطعمة والحلويات وتلوث البيئة من الأدخنة التى تنتج من المصانع، حيث إن العامل الوراثى له علاقة بأمراض الجهاز البولى، خاصة أورام البروستاتا.