قال العاهل السعودى الملك عبدالله بن عبدالعزيز إنه انطلاقا من موقع المملكة التى حباها وشرفها الله بوجود قبلة المسلمين فى مكةالمكرمة، سعينا إلى نشر ثقافة الحوار بين المسلمين بعضهم البعض ومع غيرهم من أتباع الديانات والثقافات، فرعينا المؤتمر الإسلامى العالمى للحوار الذى عقد فى مكةالمكرمة فى شهر يوينو 2008، وصدر عنه نداء مكةالمكرمة الذى أكد أهمية الحوار فى الإسلام وأن الرسالات الإلهية دعت جميعها إلى خير الإنسان والحفاظ على كرامته وإلى تعزيز قيم الأخلاق والصدق وقيم الأسرة وتماسكها وأخلاقياتها التى تفككت روابطها فى هذا العصر وتبع مؤتمر مكةالمكرمة المؤتمر العالمى للحوار فى مدريد بأسبانيا فى شهر يوليو 2008 وصدر عنه إعلان مدريد متضمنا عددا من المبادئ اتفق عليها المشاركون فى ذلك المؤتمر. وأضاف العاهل السعودى -فى كلمته التى ألقاها نيابة عنه وزير الثقافة والإعلام رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للإعلام المرئى والمسموع الدكتور عبدالعزيز بن محيى الدين خوجه فى افتتاح القمة الآسيوية الحادية عشرة للإعلام تحت عنوان "الإعلام والتنوع لإثراء تجربة البث" اليوم الثلاثاء بجدة- "آن الأوان لأن نتعلم من دروس الماضى القاسية وأن نجتمع على الأخلاق والمثل العليا التى نؤمن بها جميعا ولجعل ثقافة الحوار عملا ومنهجا مستمرا". وأكد أن المملكة قامت بالتعاون مع الحكومة النمساوية فى شهر نوفمبر 2012 بإطلاق مركز الملك عبدالله العالمى للحوار بين أتباع الديانات والثقافات فى مقره الدائم فى فيينا وأنشئ المركز بهدف إستراتيجى محوره تعزيز ثقافة الحوار بين أتباع الأديان والثقافات ومد الجسور لتحقيق ذلك مع البحث عن حلول للصراعات لتعزيز قيم التعاون بين الجماعات المختلفة. وأعرب العاهل السعودى عن التطلع لان تكون هذه القمة لبنة جديدة فى صرح التعاون الإعلامى الآسيوى والتى انطلقت من هذه الأرض الطاهرة أرض آخر الرسالات السماوية رسالة الإسلام الخالدة التى جعلت من الكلمة الطيبة أساس لنشر القيم الفاضلة ليرتقى الإنسان بسلوكه ويكون عاملا بناء فى الحضارة الإسلامية. وأكد أن هذه القمة الإعلامية وما يوضع فيها من تصورات وخطط وما ينظم من لقاءات وورش تدريبية ستساهم بشكل فعال فى رفع مستوى المنتج الإعلامى فى وسائل الإعلام مشيرا إلى أن دول العالم تتعرض لمؤثرات ثقافية خارجية تهز قيمها الدينية والإنسانية بتشويه نقائها وتضعف منظموتها الأخلاقية بتسويق أعمال غير مسئولة معربا عن الأمل أن تسعى هذه القمة ليكون المنتج الإعلامى رسول محبة وخير يحترم القيم الدينية ويقوى سياج المنظومة الأخلاقية ليظل شجرة طيبة تظل البشرية جميعا. وقال أنه "لا يخف عليكم ما يشهده العالم من صراعات ومأسى إنسانية تحفل نشرات الأخبار بها وهنا يأتى دور الكلمة المسئولة فى كل وسائل الإعلام لتساهم فى تعزيز قيم التواصل داخل الأطياف فى المجتمع الواحد أو مع المجتمعات الأخرى". من جانبه، أشار رئيس الهيئة السعودية العامة للإعلام المرئى والمسموع الدكتور رياض بن كمال نجم، إلى أن وسائل الإعلام أسهمت وبشكل مكثف خصوصا فى الدول النامية فى عمليات التنمية بيد أن هذا الدور بدأ يقل مع تغير اهتمامات المجتمعات والتطورات المتلاحقة فى عالم الاتصالات ونتج عن هذا التحول فى آليات عمل وسائل الإعلام تأثيرها على توجيه الرأى العام فى اتجاه القضايا السياسية التى أضحت من أهم ما يطرح فى وسائل الإعلام بالإضافة للقضايا الاقتصادية والاجتماعية ومع ذلك تبقى الحقيقة التى لا غبار عليها بأن لوسائل الإعلام المقدرة على تشكيل الرأى العام فى مختلف المجتمعات حيال جميع القضايا سواء كانت سياسية أو اقتصاديه أو اجتماعية أو خلاف ذلك من القضايا التى يتم تناولها. وقال إن مايشهده العالم من تطورات هائلة فى الإعلام جعل الجميع يعيش فى فضاء مفتوح تلاشت معه المسافات والحدود وتحقق بلا جدل مصطلح القرية الكونية إلا أن هذه التطورات لم تكن بلا ثمن سواء كان ذلك فيما يخص الأفراد أو المؤسسات الإعلامية فالعديد من الأفراد يلاحظ عليهم ظاهرة سوء الاستخدام لتقنيات الإعلام الجديد الظاهرة التى جعلت البعض يعيش بشخصيتين شخصية افتراضية عند ولووجه لشبكة المعلومات الدولية الانترنت وتطبيقاتها المتعلقة بوسائل التواصل الاجتماعى وشخصية أخرى تعيش الواقع اليومى بكل تفاصيله ففى الشخصية الافتراضية يعتقد البعض أن لهم الحق فى نشر كل ما يرغبون فيه حتى وان كان فى ذلك نشر لقيم الكراهية والتعصب والإقصاء وفات عليهم ان هناك حدودا لحريه التعبير عندما تبدأ بالتعرض لحقوق وخصوصيات الآخرين أو عندما تنشر قيم ومبادئ تضر بالسلم والأمن الاجتماعى. من جانبها أشارت رئيسة المعهد الاسيوى لتنمية الإذاعة AIBD ومديرة راديو جمهورية اندونيسيا الدكتورة روساريتا نيكين ويدياستوتى إلى أهمية الموضوعات التى تناقشها القمة موضحة أن ورش العمل تلامس الواقع الإعلامى الجديد الذى انتشر بين أطياف المجتمع الواحد والوسائل الجديدة التى أدخلت مؤخرا على الساحة الإعلامية. من جهته نوه مدير المعهد الآسيوى لتنمية الإذاعة يانج بونيوان كلمة نوه فيها بالمكانة التى تحتلها المملكة العربية السعودية مما جعلها أول دولة عربية تحتضن القمة الأسيوية للإعلام معربا عن أمله أن تخرج القمة بالنتائج المرجوة وتحقق الأهداف التى ينتظرها الجميع.