نعم يجب أن ينصهر الجميع في بوتقة واحدة. يجب أن يترفع الجميع عن الدناءة والوضاعة، يجب أن يسمو فوق المصالح الضيقة والأهواء الممقوتة نحو هدف واحد، إما أن نعيش من أجله، أو نموت وتصبح أجسادنا أسمدة لخير أرضه. يجب أن نستيقظ من سباتنا الذى طال وننفض عنا بقايا النعاس والخمول، فالأعداء من حولنا من كل جانب والبحر أمامنا فلا نجاة لنا إن لم نهب للذود عن مصرنا الغالية الوطن الغالى، قلب العروبة والإسلام التى إن سقطت فلن تقوم للعرب قائمة. إن الأرض التى أنبتت قائداً شجاعاً وضع رقبته تحت المقصلة فداءً لمصر غير هياب أو مرتعش قد أنجبتنا نحن أيضًا، فيجب أن لا نقل عنه شجاعة وإن تمثلت شجاعته فى مجاله العسكرى فيجب أن يكون كل منا مصرى الجنسية سيئ الهوى مقاتلا في مجاله جنديا في عمله أيا كان . يجب أن تستنهض الهمم وتقرع أجراس العمل ويؤذّن في الناس (حي على الفلاح ، حى على العمل) . يجب أن يصبح الشعب كتيبة واحدة لقائد جسور، فرقة موسيقية لمايسترو مبدع نُحّلق نحو العلا ، ليس منا من هو جبان أو منبطح أو نشاز أو متخاذل . أما أن نجلس كالثكالى نستجدي عطف الآخرين، أن يراق ماء وجوهنا نظير معونات ومساعدات لا تغن ولا تسمن من جوع، أن نكون يداً سفلى بدلا من يد عليا، فهذا كله ليس من الرجولة. ونحن رجال رضعنا الإباء وعزة النفس منذ فجر التاريخ ولن نرضى بالخزي والعار ، ومن العار أن يتكالب الأعداء علينا من كل حدب وصوب ، وأن يتطاول علينا الصغار. من العار أن نخذل من انحاز لنا واضعا روحه على كفه ، من العار أن نخذل من تحدى الجميع فداءً لمصر وشعبها، يجب أن نكون كلنا هذا الرجل. كي تُسترجع مصرنا التي باتت غريبة عنا، تسترجع شوارعنا التى باتت مشوهة بالألفاظ النابية والبذيئة. تُسترجع شبابنا الذي ضاع وغيب عقله إما بفعل المخدرات أو بفعل الأفكار المتطرفة، وتسترجع أحلامنا التى وأدت, وعمرنا الذى أهدر في اللغو والعبث. فليعلن كل منا التعبئة العامة ويفرض على نفسه حالة الطوارئ مكافحاً التخاذل والتقهقر والدنايا. شاحذاً سلاح العمل والإنتاج في سبيل الهدف الأسمى وهو مصر. ولن يضيعنا الله أبداً. لن يضيع لنا الأرض الوحيدة التي تجلى سبحانه وتعالى فيها . لن يضيع خير أجناد الأرض.