المصالحة مع الإخوان على طريقة جعجع

(1)
فشل البرلمان اللبنانى فى اختيار رئيسه، لم ينجح سمير جعجع مهندس مجازر الحرب الأهلية وصبرا وشاتيلا مبكرا كما قال، رغم دعم الإخوان المسلمين فى لبنان له، ولكن تبدو للقصة نهاية قريبة غير سارة على المستوى اللبنانى، ودرس أول لابد أن ندركه فى مصر خاصة مع وجود «جعجع» كمرشح رئيسى، احتمالات فوزه ورادة، والدرس يقول أن كل فاسد ومجرم فى رقبته دماء أبناء الوطن يتم فتح باب السجون له تحت شعارات المصالحة الوطنية والوفاق الوطنى ولم الشمل، لن يتلاشى ولن يتبخر ولن يعتزل الحياة ممتنا لك، بل سيعود بكل سمومه لتجده يوما ما فوق كرسى الرئاسة منتقما وناشرا لروح الدم والفساد.
(2)
مع الإخوان دايما كسبان.. دهشة ومفاجآت وصدمات، مع الإخوان يمكنك أن ترى الشىء وعكسه، يمكنك أن تسمع القول وتشاهد من صاحبه فعلا يهدمه ويناقضه..
قبل عام وبضعة شهور من الآن انطلقت قيادات الإخوان فى لبنان ومصر يهاجمون محمد أبوحامد بسبب لقائه مع سمير جعجع فى بيروت، وظهرت على ألسنة البلتاجى وصبحى صالح وأحمد عارف تصريحات من نوعية: (كيف يدعى أبوحامد الوطنية ويلقى قصيدة مدح فى شخصية «المجرم «جعجع»، أبوحامد يبرهن ويؤكد على كراهيته للإسلام والمسلمين ويلتقى المجرم السفاح جعجع.. إلخ).
ولأن ربك قد وعد من قبل بأنه يمهل ولا يهمل، فقد مرت الشهور لنرى بأعيننا فعل الإخوان المتناقض مع سابق كلامهم، ويشاهد العالم أجمع أن الجماعة التى وصفت « جعجع» بالمجرم عدو الإسلام والمشروع الإسلامى هى التى يقف مندوبها الدكتور عماد الحوت فى البرلمان اللبنانى ليعلن تأييد جماعته لسمير جعجع، لأنه قوى وقادر على بناء دولة مؤسسات، ولن يفيدنا الحديث عن تاريخ الأشخاص أو النبش فى ماضيهم.
ستقول ولماذا نحمل إخوان مصر وزر إخوان لبنان، وسيأتيك الرد بأن المبدأ واحد، وصمت إخوان مصر عن اتهام إخوان لبنان بأنهم عملاء وخونة مثلما اتهموا أبوحامد من قبل، فهذا يعنى أننا أمام جماعة من الترزية تعيد تفصيل مواقفها السياسية والدينية وفقا لمصلحة الجماعة لا مصلحة الدين الإسلامى ولا الأوطان، أضف إلى ذلك أن الجماعة التى بنت ماضيها على تذكير الناس بمجازر صبرا وشاتيلا واعتبارها حربا على الإسلام هى نفسها الجماعة التى تدعم منفذ هذه المجازر للوصول إلى الرئاسة.
ومما سبق يمكنك أن تستخلص الدرس المستفاد الثانى، بأن الإخوان المسلمين ومحمد أبوحامد وجهان لعملة واحدة، رخيصة ومزيفة تولى وجهها شطر مصالحها وتدوس بحذائها على كل القيم والمبادئ التى تعلن أمام الناس الإيمان بها، راجع ماتقوله الجماعة عن أبوحامد، ومايقوله أبوحامد عن الجماعة، واضرب كل هذه الآراء والاتهامات فى الخلاط ستحصل على الصفات المشتركة بين الاثنين وعلى أفضل وصف للإخوان وأبوحامد معا.