فى احتفالية كرنفالية كبيرة احتفلت ساقية الصاوى مساء أمس، الأربعاء، بمرور 25 عاماً على حصول الكابتن المصرى والمحكم الدولى محمد رشوان "50 عاما" على الميدالية الفضية فى دورة لوس أنجلوس الأوليمبية للعام 1984، حيث دخل رشوان إلى حلبة المصارعة ليحقق ذهبية مضمونة فى الوزن المفتوح للجودو، وعندما وجد أن منافسه اليابانى مصاباً، فما كان منه إلا أن رفض استغلال الموقف ورضى بالفضية ليصعد على منصة المركز الثانى، وينال بذلك أرفع الأوسمة الأخلاقية والإنسانية. بدأ الحفل بأغنية "يا صلاة الزين" التى خصصت كلماتها للكابتن محمد رشوان وقام بأدائها كورال الساقية، ثم كلمة للمهندس محمد الصاوى الذى رحب فيها بالحضور وأعلن عن تخصيص جائزة سنوية من الساقية باسم محمد رشوان للأخلاق الرياضية، يتم منحها للاعبين الرياضيين من الشباب والأطفال المحترفين فى مختلف الألعاب الرياضية. ومن جهته أكد المهندس حسن صقر، رئيس المجلس القومى للرياضة، أن هناك فارقا بين اللعب المحترم واللاعب الذى يسعى للحصول على المكسب بلا شرف، مضيفا: "منذ 10 سنوات وضع مارادونا هدفا مغشوشا للأرجنتين عندما أمسك الكرة بيديه وأدخلها فى الجون، وفعلها إيرى هنرى من 10 أيام حينما استغل الضباب وأدخل هدفا بالطريقة نفسها لفرنسا، وهذا معناه أن الرياضة ليست بخير، ولكن نماذج الكابتن رشوان تؤكد لنا أن مصر بخير يا ولاد". وفى كلمة ألقاها نيابة عنه أحد أعضاء السفارة اليابانية فى مصر قال، ياناشيتا المتسابق اليابانى، الذى كان أمام رشوان فى الأوليمبياد:" أفتخر أننى لعبت أمام رشوان منذ 25 عاما وقد دخلت المباراة وأنا خائف، بسبب إصابة بطن ساقى اليسرى وفى الوقت نفسه أنا أمام أقوى بطل جودو وهو رشوان، وأنا أعرف أن الفوز أو الخسارة يتم فى لحظة ويبقى الأثر فى القلوب حتى آخر العمر، لذا فلا يمكن أن أنسى أبدا أن رشوان مد يده ليساعدنى على الصعود إلى منصة الفوز بسبب إصابتى، وودت أن لو استطعت المجىء إلى القاهرة وصافحت رشوان الآن". أما سفير اليابان فى مصر فقد أكد على أن الجميع فى اليابان يعرف محمد رشوان، ويعرفون بسببه أن مصر هى بلد اللعب العادل والنظيف، وأن رشوان قد حصل على الفضية فى الجودو وقتها، ولكنه حصل على الذهبية فى الأخلاق الرياضية. أما الكابتن رشوان فقد جهزت له الساقية منصة خاصة تشبه المنصة التى يصعد إليها اللاعبون فى المسابقات الرياضية، وفور صعوده إلى درجتها الفضية التى تحمل رقم 2 ارتفعت بشكل أوتوماتيكى إلى الدرجة الذهبية 1 فى إشارة من الساقية إلى حقيقة فوز رشوان فهو فى الذهبية بالفعل أخلاقيا ورياضيا، وعندما صعد الكابتن رشوان إلى المنصة التى ارتفعت وهو فوقها لمعت عيناه من الدموع والتصفيق الحاد من جمهور الحضور، ثم وصف مشاعره بأنها تفوق بمراحل ما شعر به أثناء الأوليمبياد، ثم قال:" أنا كان عندى خطط مسبقة بالفعل للعب قبل المباراة، وكنت مخططا أنى ألعب على الرجلين لأن اليمنى عندى قوية، ولكننى كنت أرى اللاعب اليابانى فى صالة اللعب، وهم يضعون الثلج على بطن ساقه ويعطونه الحقن والمسكنات فعرفت أننى مش ممكن ألعب على رجليه، وأنى لازم أغير خطتى بسرعة، على الرغم من أن ذلك ممكن يخسرنى، وبعد المباراة سألنى صحفى يابانى فى مؤتمر صحفى: هوه أنت كنت تعرف أن المتسابق اليابانى مصاب؟ فقلت له: نعم، فسألنى ولماذا لم تغتنم الفرصة؟ فقلت له: لأن لا دينى ولا أخلاقى تسمح لى بذلك، وفوجئت أن صحف اليابان كتبت عنى كتير بعد ذلك ثم لعبت فى بطولة عالم عام 1985 فى كوريا ولقيت الناس فاكرانى وده أسعدنى جداً". فى نهاية الحفل قام المهندس محمد الصاوى بتسليم الكابتن رشوان درع التكريم عن المجلس، ودرعاً آخر نيابة عن أحمد السعيد رئيس نادى الجزيرة الرياضى، كما تجمهر لاعبو الجودو من الشباب والأطفال حول كابتن رشوان لالتقاط صور تذكارية.