سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فى لقاء خاص ب"اليوم السابع".. على الهلباوى: صوتى ليس مادة للاحتكار ولا أصنف نفسى كمطرب صوفى.. والإنشاد الدينى ليس له جمهور فى مصر.. ولم أكن أحب باسم يوسف قبل ظهورى معه ولن أتابع برنامجه فيما بعد
استضافت «اليوم السابع» على الهلباوى، ذلك الصوت الملائكى المختلف كمًا وكيفًا عن بقية الأصوات الموجودة على الساحة، إيمانا منها بأهمية إظهار الأصوات والمواهب التى لا تجد فرصًا للظهور. فى البداية تحدث الهلباوى عن تجربته الأخيرة فى الغناء مع مرنمين من الكنائس المصرية، قائلًا: بدأت تلك التجربة منذ عام 1995 تقريبًا، عندما أوصى الدكتور سليمان جميل قبل وفاته أحد تلاميذه، ويدعى الدكتور أحمد المغربى الذى كان حينها مستشارًا ثقافيًا بباريس، بأبى الشيخ الهلباوى، فذهب «المغربى» وأخبر أبى برغبته فى عمل تجربة غنائية مشتركة بمصاحبة الترانيم القبطية، وكان حينها إبراهيم عياد أكبر مرنم للكنيسة الأرثوذكسية فى مصر، وبالفعل تمت إقامة عدة حفلات بفرنسا ومصر، لكن كانت المشكلة أنهم يقدمون الترانيم باللغة القبطية القديمة، لذلك لم يتمكن المسلمون، بل وعدد كبير من المسيحيين، من فهمها. يكمل «الهلباوى» حديثه: فى عام 2011 حينما كنت عضوًا بفريق «رحالة» الغنائى، بصحبة العازف حسام شاكر، والعازف باسم درويش الذى أخذنا لحضور حفلة للمرنم ماهر فايز وفريقه «الكاروز» بمدرسة «الديليسال»، هناك أخبرت «ماهر» بأن أبى قام بتلحين وتأليف أغنية بعنوان «يا مريم العذراء» يتغنى فيها بحب السيدة العذراء كما يتغنى بحب الرسول والصحابة وآل البيت، فطلبت منه غناءها، وبعد الحفلة الأولى بمدرسة «الديليسال»، بكيت كثيرًا من الاستقبال والترحيب المرعب من قبل الجمهور المسيحى الذى تواصل تصفيقه وثناؤه علىّ لما يقرب من ال 10 دقائق، وبعدها قدمت بمصاحبة ماهر فايز، ومدير أوبرا شتوتجارت الألمانى، وحسام شاكر، وباسم درويش، حفلة أخرى ب«الديليسال» ثم أقمت مع «ماهر» حفلة بدار الأوبرا المصرية، وكان ضيفا الشرف فيها الشيخ الهلباوى والفنان على الحجار، ثم توالت بعدها حفلاتنا التى نتغنى فيها معا بالوحدة الوطنية فى جميع المحافظات من أسوان حتى الإسكندرية. ألم تقلق من رد فعل الجمهور بعد ظهورك مع باسم يوسف، خاصة أنه فى الفترة الأخيرة أصبح لبرنامجه معارضون؟ - فى البداية لم أكن أحب باسم يوسف، ولكن بعدما قابلته قبل ظهورى معه فى البرنامج، وجدته شخصًا غاية فى الاحترام على المستوى الشخصى، ولكن هذا لا يعنى أننى سأتابع حلقات برنامجه إذا عرض يومًا آخر. ولكن من يوجه لى اللوم على ظهورى مع باسم المختلف معى سياسيًا وفكريًا، كان من الأجدى أن يلومنى على غنائى مع ماهر فايز، المختلف معى فى الديانة، فالاختلاف السياسى أو الدينى مع شخص لا يعنى أنه أصبح عدوى، وإلا فسيصبح الناس رافعين السكاكين لبعضهم البعض فى الشوارع، كما أننا لا يمكننا لوم باسم على محتوى برنامجه، فهو يرى أنه يحب البلد بهذا الشكل، أما بالنسبة لفكر باسم فنحن حتى وقتنا هذا لا نستطيع التعرف أو الحكم على انتمائه السياسى، سواء كان منتميًا للإخوان أو للسيسى أو لغيره، ويصبح كاذبًا من يدعى معرفته بذلك الأمر، إذن فلا يوجد أى تأثير فكرى من باسم على أفكارى. هل ظهورك مع باسم أفادك جماهيريًا؟ - عندما عرض علىّ الظهور مع باسم يوسف لم أتردد فى الموافقة، ولم أفكر فى الرفض، لأن محبيه ومعارضيه يشاهدونه ويتابعونه دائمًا، وفى حقيقة الأمر أن ظهورى فى تلك الحلقة أثر فى بشكل شخصى، كما زاد من معرفة جمهور آخر بى وبفنى، وبالنظر لعدد التعليقات الموجودة على «تويتر» سنجد أنى حاصل على نسبة تعليقات يومها. ما نوع الموسيقى المفضلة إليك، ومن أقرب الفنانين إلى قلبك؟ - أتابع وبشكل مستمر الموسيقى والإنشاد التركى، فأنا أسمع الأتراك منذ زمن طويل وكأننى واحد منهم، وذلك يرجع لأن الأتراك استطاعوا المحافظة على الهوية الشرقية لموسيقاهم، بل استطاعوا أيضًا تطويرها وتجديدها، ولكن فى مصر الجميع يقوم بالتقليد وليس الابتكار، والاعتماد على العاطفة فقط، حتى الغناء الشعبى أصبح يأخذ من الموسيقى التركية. وأضاف «الهلباوى» ضاحكا: «سمعت فى يوم توك توك مشغل موسيقى للفنان التركى «إبراهيم طاطلس» ولكن فى الآخر طلعت أغنية «اجرح» للفنان طارق الشيخ»، كما أننى أستمع أيضًا إلى أصوات لا مجال للتشكيك فى قدراتها، منها صباح فخرى، وأحمد سعد، وأحمد إبراهيم، وشيرين، وأنغام، وغادة رجب. هل تصنف نفسك مطربًا صوفيًا؟ - أنا إنسان فقط، لست مطربًا صوفيًا ولا شعبيًا، وليس لدى أى مشكلة فى إطلاق تلك التسميات، والمشكلة التى تواجهنى دائمًا هى كيفية اختيار الكلمة واللحن، وفى النهاية أنا أرى أننى خامة صوت جيدة، كما أننى أعمل على تطوير نفسى بشكل مستمر، والفضل فى ذلك يرجع إلى والدى الذى عمل كثيرًا على تثقيفى من خلال إهدائى الأغانى الخليجية والتركية. وأضاف «الهلباوى»: أنا دائمًا ما أحرص على أن تأتى أغنياتى بدون إثارة للغرائز، أو خدش للحياء، كما أن لى بعض القواعد والمعايير التى أحاول الحفاظ عليها. ما معاييرك لاختيار الكلمة؟ - أبحث دائمًا عن شعراء جدد لديهم كلمات مختلفة تليق بجمهورى، «لأنى بعرق مزيكا»، وإحساسى بالفن مختلف. كيف جاءت فكرة إنشاء نقابة للإنشاد الدينى؟ - والدى رحمة الله عليه كان يحلم دائمًا بإنشاء مدرسة للإنشاد الدينى فى مصر، وأستشهد بقول الشيخ الشعراوى عندما قال «مصر قلب الإسلام»، فكيف لا توجد فى مصر نقابة أو مدرسة للإنشاد الدينى، وتوجد فى سوريا 7 مدارس تحمل تراث شيوخنا الأجلاء، وبعد وفاة والدى تلقيت مكالمة من الشيخ محمود التهامى يخبرنى بأنه ذهب لوزير التضامن الاجتماعى لتأسيس نقابة للإنشاد الدينى، فاقترحت عليه أن أتولى مدرسة الإنشاد الدينى لأننى كثيرًا ما تمنيت أن يتعرف الجمهور على تراث الإنشاد الدينى والتواشيح والمدائح النبوية، والذى أخشى عليه من الاندثار، خاصة بعد موت والدى الشيخ الهلباوى. وأكد «الهلباوى» قائلا: إن الإنشاد الدينى ليس له جمهور فى مصر، لأن الإعلام المصرى قام ب«موسمة» الدين حتى أصبح للمنشدين والمبتهلين مواسم معينة يظهرون فيها. هل توافق على احتكار صوتك من إحدى الشركات؟ - لا بكل تأكيد، لأن صوتى ليس مادة للاحتكار، وحتى الآن لم يتم تقديم أى عروض جيدة بالنسبة لى، لأن معظم شركات الإنتاج تريد المكسب وليس الخسارة، هذا بخلاف أن المنتجين يبحثون عن المادة فقط، وأنا أخشى أن يفرض أحدهم علىّ كلمة أو لحنًا يخدش حياء الجمهور، وإذا قبلت العمل مع بعض شركات الإنتاج فسوف أعمل بنظام «الحتة».