استغلت مجموعة من الشباب المصرى الأحداث المتوترة التى أعقبت مباراة مصر والجزائر بالخرطوم الأربعاء الماضى وروجوا لقصيدة من تأليف الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى يلقى فيها باللوم على الرئيس السابق جمال عبد الناصر لأنه هو الذى اخترع العروبة. وتداول عدد من الشباب على موقع الفيس بوك الاجتماعى وعدد من المنتديات الشبابية ، قصيدة الشاعر الكبير زاعمين أن تلك القصيدة كتبت ردا على الافعال الجزائرية المهينة عقب مباراة التاهل لكاس العالم بين المنتخبين المصرى والجزائرى، وذكروا أن هذه القصيدة تمت كتابتها يوم الخميس 19 نوفمبر، كرد فعل من الشاعر الكبير على إهانة المصريين. وفى اتصال هاتفى من اليوم السابع للشاعر عبد الرحمن الأبنودى نفى كتابة قصيدة خصيصا للانتقام من الجزائر، مؤكدا أن القصيدة التى تحمل عنوان "الله يجازيك يا عم عبد الناصر" قام بكتابتها منذ ما يقرب من عشرين عاما حينما غزت العراق الكويت عام 1990 والتى اطاحت تماما بمفهوم القومية الوطنية التى طالما نادى بها عبد الناصر فى فترة حكمه. وأنه رأى بعد هذه الأحداث المؤسفة أن العروبة ماتت، وأكد أن العرب سينقرضون عما قليل طالما أنهم تفرغوا لمحاربة أنفسهم، و"تكسير عظام بعض" وفى هذه القصيدة يلوم الشاعر الكبير "ناصر" لأنه هو المسئول عن غرز حلم العروبة بداخل جيله الذى آمن بمبادئ لم ينل منها إلا الخزى. وفيما يلى نص القصيدة: الله يجازيك يا عم عبد الناصر الله يجازيك يا عم عبد الناصر الليل مليّل والألم عاصر لسه اللى بيبيع أمته كسبان وكل يوم أطلع أنا الخاسر ****** أما أنت خميت مصر دى خمة يوم ما ناديت بالعشق للأمة ورطتنا نعشق خريطة عبيطة وبشر ما نعرفهاش وبلاد.. ما بنزورهاش إلا.. فواعلية وبنايين وسواقين وخدامين.. وطباخين.. وكناسين بلاد أسافرها سعيد أرجع حزين حبيتها زى ما قلت لي.. وأكتر ع الأجنبى ما استكترتش.. عليا تستكتر ع الأجنبى ما اتنقورتْش عليا تتنقور. تطمع فى دمعي وف تعاسة راتبي. مُلهم أنا.. وأعمل غبى وأدى الألم يا عم عبد الناصر زاحف وبيحاصر وآدى الجميع خاسر وآدى فجر أمتنا الجميل مغلوب وآدى انتحار الأمة بالمقلوب وأنا... غريب الدار.. لابسنى توب العار ساكن فى وطنى بالإيجار *** قاعد أنا ع الجسر فى القيَّالة من قلب اللهيب مِنشالة وقلبى.. ساقية حزن سَيالة باغنى.. ما أعرف مغنى وألاّ عديد زى افتكار الميتين.. فى العيد. باعانى وحدانى شياطينى لابسانى والأمة قدامى.. مفارقانى يا رب... ما تحببنى فى الناس الملاح تانى يا رب ما ترجعنى أعشق ضحكة إخوانى يا رب كرهنى فى أوطانى *** ما أخيبك أمَّة ما أتعسك أمة لا عقل... ولا همة... لا مصدقه فعلك ولا تحفظى كلمة. أمة.. تدور وتلف.. تقيلة.. مش حتخف حماسية... وحماسها بكتيرُه ساعة.. يجف. أمة بتتخابِط أمة بتتعابط أمة ومالهاش لا زابط ولا رابط ولا كبير عيلة ولا قرابةْ دم وفكرة وهمية ما تورث إلاّ الهمّ... ما تحل عنى يا عم.. إحنا ورثنا كلام إحنا تاريخنا كلام علشان كده لما تقول.. على طول أقول: وبكام؟؟ ما هو حب؟؟ دبرنى وتاريخ؟.. فكرنى وطريق؟.. نورنى ومصير؟.. بصرنى ده انا بقيت عربى من قبل ما ألقى اللى يمصرني. أنا انتمائى لأمتى... ممسخرنى. محسوبة فى الأحزان على فى الفرح تنكرنى ياللى إنتى لا أمة ولا أنتى أم.. فيه أم ما تعرفش ساعة الألم.. تضم؟.. **** قد ما ننورها هيه مضلمة قد ما نعلمها.. مش متعلمة. كل ليلة بايتة مظلومة وهيه الظالمة!! آخرة السكك الوعار مجد.. متلطخ.. بعار. قد ما نحجمها... تفلت م الإطار!! السلاح من صنع بره والكلام من صنع بره المآكل الملابس والهوا البارد فى بيتى.. صنع بره. لا نسجْت الهدمة.. لا زرعْت.. ولا اكتفيت شفتها.. جريت اشتريت. جلاّبيتى.. عمامتى.. سجادتى وحواديت الصغار والحلاوة: حلوة.. مرة شغل بره. إيه يهم إن مت من أجل البشر ولا سبت الديب يصرَّخ واتغابيت؟... أو نسيتها؟ أو اتناسيت؟؟.. الشهادة مجانية... والبطولات... نفحات استعراضية والليل مليّل والألم... عاصر لسه اللى بيبيع أمته كسبان.. وكل يوم.. أطلع أنا الخاسر... الله يجازيك يا عم عبد الناصر