زغاريد فى السماء وبكاء فى الأرض ضحكات من قلب صغير ودموع ساخنة تلهب قلوب من عرفها ميادة أشرف صحفية شابة آمنت أن مهنة الصحافة هى مهنة البحث عن المتاعب وطوال سنواتها المعدودة كافحت من أجل ما تؤمن به، واتخذت شعار ثورة الخامس والعشرين من يناير عيش حرية عدالة اجتماعية هدفا كغيرها من الشباب تتمنى تحقيقه.. مثلها الأعلى شهيد الصحافة المصرية الحسينى أبو ضيف، وسلاحها الكاميرا والقلم.. ولأنها كانت تؤمن بأن هذا الوطن يستحق أن يحكمه من هم أفضل من الإخوان، فكان اسمها فى إحدى استمارات تمرد وخرجت كملايين المصريين لتشارك فى الثلاثين من يونيه لتقول للظلم لا.. لم تكن مظاهرة الأمس هى الأولى التى تقوم بتغطيتها، ولكنها ربما سبقها العديد من مظاهرات الإخوان الذين فى كل يوم يثبتون أننا لم نكن نعرفهم رغم أنهم كانوا بيننا.. فى يوم من الأيام كنا نقف سويا فى مظاهرات الجامعة ضد الغطرسة الأمريكية فى أوائل التسعينيات وضد العدوان الإسرائيلى على فلسطين، وكثيرا ساندناهم فى اعتقالاتهم أثناء حكم مبارك.. كنت فى يوم من الأيام واحدة من الصحفيين المدافعين عن حقهم فى الوجود والعمل السياسى. القضية لم تعد سياسية ولا دفاعا عن أفكار ولا منافسة على كرسى القضية تحولت إلى قتل أبرياء بلا ذنب.. أبرياء مهنتهم البحث عن الحقيقة.. ميادة أشرف هى رقم 10 فى ضحايا القلم والكاميرا على مدار ثلاث سنوات. أعتقد أنه رقم كبير خاصة وأن الصحفيين لم يكونوا طرفا فى أى خلافات سياسية، إلا أننى أرى أن ميادة لن تكون الأخيرة، فالمرحلة القادمة ستزداد سوءا فى كل يوم يحاول جنود الكلمة فضح كل محاولات الإخوان الإرهابية النيل من مصر جامعاتها ومؤسساتها وضباطها وشرطييها.. يكفينا سكوتا لابد أن يكون هناك محاكمات عاجلة سريعة لهؤلاء القتلة. ورغم أننى ليس لدى يقين من القاتل؟ لكننى وبمنطق العقل أكاد أجزم أن الرصاص الذى يصيب الرأس غالبا ما يكون بقصد ومع سبق الإصرار.. ومن غير المنطقى أن يصوب ضباط الشرطة أسلحتهم تجاه صحفية تحمل الكاميرا تحاول أن تفضح مظاهرات الإخوان المسلحة الملثمة التى تحمل الأسلحة من كل نوع لترهب الآمنين.. ونحن فى نقابه الصحفيين لابد أن نوفر لصحفيى المواجهات والتغطيات الساخنة ما يحميهم ويؤمن حياتهم حتى تصل الحقيقة إلى كل البشر. فالمعركة لن تنته بقتل ميادة، أعتقد أن استهداف الصحفيين سيستمر ولنا فى قوائم الاغتيال التى تخرج علينا فى كل يوم عبرة وعظة.. أسماء لصحفيين وإعلاميين كبار ولا أحد يتحرك وكأن هذه القوائم لعب عيال. صحيح أن ميادة لم تكن فى هذه القوائم ولكنها عينة لما قد يلاقيه الصحفيون من بعدها.. اللهم بلغت اللهم فاشهد