ليس اختراعاً، وليس عرضاً يعرفه العالم للمرة الأولى، ثقافة السخرية السياسية والتعليق على نجوم المجتمع والسياسة بمواقف وتعبيرات مضحكة قد تغير دفة الرأى العام، وتجذب الجماهير لقضية مهمة لم تتمكن من تناولها البرامج الجادة، هى التجربة التى سبقنا العالم فى تنفيذها ببراعة قبل سنوات من ظهور «باسم يوسف» صاحب مبادرة السخرية السياسية بعد ثورة 25 يناير، التى تقبلها المجتمع فى البداية كتجربة جديدة جديرة بالمتابعة، ثم فقرة ساخرة مليئة بقنابل الضحك على حالة التخبط التى أعقبت الثورة، ثم حالة الفشل التى شهدتها فترة حكم الإخوان، قبل أن تنتقل من نطاق الضحك والسخرية على كل «من هب ودب» فى الحكومة أو البرامج التليفزيونية إلى نطاق التوقيف والحظر والتشويش مؤخراً، وتبدأ فى حصاد الآراء المناهضة لسخرية «باسم يوسف» من الشخصيات العامة، وتدخل أخيراً إلى مرحلة التخوين والاتهام وبلاغات النائب العام. «جون ستيوارت، جيمى فالون، جيمى كيميل، ستيفن كولبير، كونان أوبراين، بيل ماهر، جون أوليفر، جاى لينو، وماتلاور» هم أشهر 9 إعلاميين اتبعوا الطريقة نفسها فى نقد الواقع السياسى على مستوى العالم، وهى الطريقة التى بدأت فى العالم مع بداية فترة التسعينيات قبل أعوام طويلة من ظهور الإعلامى العاشر فى مصر، لعل أشهرهم على الإطلاق هو «جون ستيوارت» الذى قال عنه البعض: إنه الأب الروحى ل«باسم يوسف» فى أسلوبه الساخر، وهو الإعلامى الساخر الذى وصفته الصحف الأمريكية ب«الصداع» فى رأس رؤساء ووزراء أمريكا وشخصياتها السياسية المهمة، ولم يكن نقد «باسم يوسف» للمعزول «محمد مرسى» الذى وضعه المحللون سبباً رئيسياً فى سقوطه جماهيرياً، هو اختراع مصرى الأصل فقد سبقه إليه الكوميديان «ستيوارت» الذى شكل عبئاً حقيقياً على كاهل الرئيس الأمريكى «باراك أوباما» وتحول إلى عدوه اللدود والناقد الأول لسياساته بشكل ساخر، كما شكل جبهة معارضة قوية من متابعى برنامجه الشهير «ذا ديلى شو» الذى تصدر قائمة الأكثر متابعة فى البرامج الأمريكية، إلا أن طريقة تعامل «أوباما» مع الأمر جاءت على النقيض تماماً، مما يحدث فى مصر، فقد حاول أوباما صد الهجوم الساخر لاستيوارت بالنزول كضيف على البرنامج حوالى 6 مرات، من بينها مرتان وهو رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية.