عندما نجح عثمان عبداللاه حسانين- 50 سنة- من سوهاج فى أن يسافر إلى الكويت قبل أربعة أعوام، زغردت زوجته وبناته الأربع، يقول: اشتغلت فى الكويت بمنطقة الشويخ فى شركة كفنى كهربائى، قضيت 7 سنين، كنت بأنزل كل سنتين مرة. وكنت أحصل على 90 دينارا فى الشهر، كنت أرسل 40 دينارا لأم العيال، وأقضّى نفسى بالباقى، لحد ما حصل اللى حصل ورجعت مصر. إيه اللى حصل؟ - فوجئت مرة وأنا خارج من الشغل، إن الشرطة بتسحب منى الهوية، وبعدين ودونى على المخفر«قسم الشرطة« وعاملونى أسوأ معاملة، ووجهوا لى شتائم وإهانات، وأخذوا الموبايل وكل متعلقاتى، وفضلت فى السجن لمدة شهر، لحد ما عرفت اتصل بالسفارة، وجاء إلى الملحق العمالى بالسفارة المصرية. وهل عرفت أسباب ما حدث لك؟ - أبداً كانت قدماى قد تورمت فى هذه الفترة من كثرة الضرب، واشتبه طبيب السجن بكسور فى قدمى، ومع ذلك وضعوا القيود فى قدمى على أنها كسور بسيطة، ووالله أنا حاولت بعدها الانتحار. إزاى؟ - جبت حبل وكنت ح أعمل مشنقة وأستريح من الذل اللى شفته، لأنى متنصفتش، جانى بعدها الملحق العمالى تانى ووعدنى بتسوية أمورى مع صاحب الشركة والكفيل، ورحلونى بعد70 يوما على طيارة لأسيوط، وتنكرت لى الشركة ولم آخد مستحقاتى، ورجعت عندى انزلاق غضروفى. وكيف تعيش من يومها؟ - أبداً، جبت تلاجة ديب فريزر بالقسط، وبأبيع آيس كريم، الواحدة بربع جنيه، ووالله ما بناكل اللحمة إلا فى العيد، وبخيط شبشب بنتى وشنطة المدرسة بتاعتها بقى لى تلات سنين، ومش عارف آخرتها إيه، فطارى شاى سادة، وغدانا وعشانا فول ميته كتيره، علشان نغمس بالعيش الشمسى ونشبع بطوننا. لمعلوماتك... 1.85 مليون مصرى يعملون فى الدول العربية، بعضهم بعقود ثابتة وحوالى 600 ألف مصرى مثل عثمان يعملون على حساب كفيل أو صاحب عمل بلا ضمانات، ولا تأمينات لحياتهم بعد البطالة أو العودة.