لا يخفى على أحد أن نظامنا التعليمى لا يعانى من مجرد خلل، بل أنه يمتاز بالتخلف من حيث القواعد التى يبنى عليها ومن حيث الوسائل التى يتم إستخدامها وأيضا من حيث مفهوم التقييم .فى السطور التالية سنعرف لماذا يتسم نظامنا التعليمى بالتخلف وما هى وسائل علاج هذه العيوب؟ 1- تعليم الاطفال بالحفظ : يربى أطفالنا دوما على أنه إذا أردت النجاح والتفوق فعليك بحفظ المنهج من أوله إلى آخره بل عليك حفظه ايضا فى صورة س وج وكل التدريبات وأسئلة الامتحانات تختبر قدرة الطالب على الحفظ وهذه الطريقة تتسبب بكارثة حيث أنها تقتل لدى الطفل أوالطالب أى فرصة للفهم أوتنمية قدراته الذهنية مستقبلا. كيفية العلاج - يعالج هذا العيب عن طريق تعليم الاطفال المجازفة فى الاجابة عن الاسئلة وذلك عن طريق تغيير شكل الاختبارات ونوعيتها فبدلا من اختبار قدرة الطالب على الحفظ فلنختبر قدرته على التحليل والاستنتاج، كذلك يجب عدم التقيد بمناهج محددة سواء فى الدراسة أوفى الاختبارات وجعل الطالب يعتمد على اسلوب الطرح والمناقشة بدلا من التلقين. 2 - المدارس تقتل الابداع : وتلك ليست حقيقة قابلة للتأويل أنه واقع محض فسواء المناهج أوالمدرسين أوالمواد أوالاختبارات كل هذه الاشياء تجتمع كى تقتل الابداع تماما عند الطالب فى مرحلة حرجة جدا من عمره وربما تكون هى المرحلة التى على أساسها سيتم تحديد مصيره ومجاله فيها العلاج - إقرار مواد تهتم بالمواهب وليس بالتقييم فلن نتقدم بتغيير نوع المناهج بل بتغيير المواد ذاتها وتشجيع الطلاب على الالتحاق بما يرونه موافقا لمهارتهم وهواياتهم دون خوف من عدم تحصيل مجموع عالى أوعدم إيجاد وظيفة تأمن لهم مستقبل رغيد.علينا تعليمهم أن الامر يتعلق بمجال تحبه وتحب أن تدرسه وتعمل به وليس يتعلق بعدد معين من الدرجات - تشجيع الطلاب على اكتشاف مواهبهم بل وجعل هناك مساحة من اليوم الدراسى لأكتشاف الذات ومعرفة هواياتك وقد تم تأليف العديد من المناهج والكتب فى هذه الجزئية كيف تختار مجال يوافق ميولك ومواهبك ...تخيل أنه فى البلاد المتقدمة من ناحية النظام التعليمى هناك صفوف وجامعات تدرس الرقص والموسيقى والشعر ومناهج الكتابة والتأليف. 3 - النظام الهرمى العقيم : وهو من أبرز مساوئ النظام التعليمى على الاطلاق وأسوأ نتائجه هونظام التنسيق فمن يحدد أن التخصصات الادبية تكون فى قاعدة الهرم بينما التخصصات العملية تكون فى قمته ومن يحدد أن كلية طب مثلا تكون كلية قمة وتأخذ افضل المجاميع بينما كلية الحقوق تأخذ من أدنى المجاميع مع أنه فى الدول التى لديها نظام تعليمى محترم ليس هناك ما يسمى تنسيق وكل العلوم على مستوى واحد والذى يحدد التحاق الطالب بكلية ما ليس مجموع درجات بل هورغبته واختبار قدرات يقدم عليه عند التحاقه بالكلية وعلاج هذه النقطة معرفة الهدف من التعليم : هل تعلم طلابنا كى يحصلوا على رقم ما ثم يلتحقوا بكلية من كليات القمة ليتخرجوا ويحصلوا على مرتب كبير هل هذا هوكل مرادنا من العملية التعليمية؟ يجب أن يكون الهدف من التعليم هوإنتاج أفراد يفيدون المجتمع من جميع النواحى مخلصين فى تفانيهم فى مجالهم يعملون بحب وبهدف يجمعهم هوالارتقاء بوطنهم يجب أن يكون هذا هو هدفهم وليس حجم المرتب وإذا أردنا تغيير ما نحن عليه الآن يجب أن تعرف الهدف من التعليم. أخيرا يجب التنويه على شىء مهم جدا أدركه العالم ولم نتوصل نحن إليه بعد. وهو أن الشهادات بلا قيمة ... نعم ربما يمثل ذلك صدمة للكثيرين ولن يقدر البعض على إستيعابه ولكن فى كل أنحاء العالم المتقدم لا قيمة للشهادات حاليا أنهم يتعاملون على أساس المهارة وليس الشهادة وليس المجموع وذلك هو سبب انتشار التعليم الذاتى والتعليم عن بعد لأن القيمة هناك بإمتلاكك للمهارة وليس بوجود اسمك على ورقة لا قيمة لها.