نقلا عن اليومى : ما إن انتهيت من حضور الندوة التى نظمها «اليوم السابع» للمهندس محمود طاهر، المرشح لرئاسة النادى الأهلى، على مدى ساعتين ونصف الساعة حتى تذكرت على الفور الحكمة التى تقول «تحدث حتى أعرفك» فأنا لم أكن أعرف المهندس محمود طاهر من قبل باستثناء ما يتم نشره عنه، وهو قليل جداً فى وسائل الإعلام، حيث إنه لم يكن فى يوم من الأيام من عشاق «الشو الإعلامى» كما تفعل الغالبية العظمى من الذين يسعون للحصول على منصب مهم فى حجم ومكانة رئاسة النادى الأهلى. والحق يقال فإننى وبعد أن استمعت إلى حديثه النابع من القلب والذى لا يعرف «اللف والدوران» أيقنت تماماً أنه بالفعل الشخص المناسب لتولى رئاسة النادى الاهلى، فأنا من محبى النادى الاهلى وكنت أتوق شوقاً لمعرفة من هذا الرجل الذى سيتولى رئاسة النادى الذى أكن له كل الحب، ذلك النادى الذى يتخطى فى مكانته أى تصنيف ويتجاوز أى اعتبارات رياضية لما يتمتع به من شعبية وجماهيرية طاغية لا ينافسه فيها أى ناد آخر. نعم لقد استطاع محمود طاهر أن يقنعنى بأنه الشخص المناسب لهذه المرحلة، فنحن فى جاحة ماسة إلى وجه جديد يضخ فكرا ورؤى جديدة من أجل الارتقاء بالنادى، وإلا فستصبح المسألة مجرد تغيير أشخاص واستبدالهم بأشخاص يحملون نفس الفلسفة القديمة التى كان وما يزال يدار بها النادى، والتى أوصلت النادى إلى هذا المستوى من التردى. وعلى الرغم من أن محمود طاهر كان قد اختفى لعدة سنوات عن الساحة الرياضية، فإننى شعرت أنه قد عاد من أجل هدف نبيل وهو «رد الجميل» للنادى الذى يراه كما يراه كل المخلصين للقلعة الحمراء، وهو أن النادى فى حاجة لتغيير الوجوه والرؤى فى مُعالجة العديد من القضايا، التى تمر بها الساحة الرياضية على وجه العموم والقلعة الحمراء بصفة خاصة، فجاء شعار حملته «وسيبقى الأهلى فوق الجميع» متسقاً مع تلك القناعات، على الرغم من علمه التام بأن «التركة» التى سيرثها حال فوزه فى الانتخابات ستكون «ثقيلة» للغاية، ولكنه لا يقبل بأقل من النجاح فى المهمة الصعبة. ما قاله المهندس محمود طاهر فى هذه الندوة من ردود «متزنة» و«محترمة» أراها فى حقيقة الأمر بمثابة خارطة طريق وضعها لنفسه، ويسعى جاهداً لتنفيذها بمعاونة قائمته من أجل الارتقاء بالنادى العريق ومن أجل إعادة ترتيب البيت من الداخل، وأعتقد أن هذا الأمر سيصب فى نهاية المطاف فى مصلحة أعضاء الجمعية العمومية للنادى الذين يضعهم المهندس طاهر فوق كل الاعتبارات وفوق كل التوازنات التى تتم عادة فى مجالس إدارات الأندية، فهو وإن كان يعطى اهتماماً كبيرا بالنشاط الرياضى فإنه ومن خلال ما قاله وكرره أكثر من مرة سيسعى جاهداً نحو إعادة «الأهلى» إلى أزهى عصور القلعة الحمراء. لذا فقد ركز فى برنامجه الانتخابى على مسألة غاية فى الأهمية وهى «خدمة الأعضاء» التى هى حق أصيل ومشروع للأعضاء، وهذه الخدمة يندرج تحتها أمور كثيرة، منها توعية الأعضاء بندوات ثقافية وسياسية ودينية وهى الندوات التى كانت من قبل أحد أهم وأبرز الأنشطة الثقافية التى كانت تميز النادى الأهلى بين بقية الأندية الأخرى، إلى جانب تحسين الخدمات للأعضاء، ويأتى فى مقدمتها الاهتمام بالأنشطة المرتبطة بالطفولة، فهو يؤمن بأن إعداد طفل أو شاب بشكل سليم وبشكل حضارى يجعله مرتبطا، فيما بعد بناديه، وهو ما قد يعود بالنفع على النادى، فالشباب وإن كانوا الآن يمثلون نصف الحاضر فهم بكل تأكيد سيصبحون كل المستقبل، وسيخرج منهم قادة هذا البلد فى شتى المجالات. ولم يخل برنامج محمود طاهر من النواحى الرياضية، فهناك أيضاً اهتمام كبير بالنشاط الرياضى، حيث يطمح فى أن يحصل جميع مدربى النادى على دورات مُعايشة فى أوروبا لرفع مستواهم التدريبى، إلى جانب تأهيل الإدارة فى جميع المجالات من حسابات وشؤون قانونية، وهناك ملف ذوى الاحتياجات الخاصة وكبار السن، وملف قناة النادى الأهلى التى لا بد أن تتم إدارتها بشكل يدر ربحاً للنادى. لقد استطاع المهندس محمود طاهر أن يدخل قلوب المشاركين فى الندوة، وجعلنى على يقين تام أيضاً بأنه يتمتع بفكر احترافى فى تنمية الموارد للنادى، حيث أكد أنه يرفض وبشدة أسلوب التبرعات ويرى أنه من «العيب» أن ينفق أى شخص على الأهلى فلا يُعقل أن يكون ناد بحجم وقيمة الأهلى وينتظر «تبّرع» من أى شخص فلابد أن يكون النادى صاحب موارد ثابتة لا تنقطع برفض أى شخص تقديم الدعم، كما يرى أن هناك سُبلا جديدة لتسويق النادى، فاسم النادى الأهلى كفيل بأن يدر الملايين. وليس غريباً أن يفكر المهندس محمود طاهر بهذا المنهج فهو أحد الذين تربوا وتتلمذوا على يد المايسترو صالح سليم صاحب الفكر الريادى، والذى كان أحد أهم المراحل الرئيسة التى ارتكزت عليها سمعة النادى ومكانته الكبيرة لسنوات طويلة. لن أكون مجاملاً إن قلت عن المهندس محمود طاهر، إنه يتمتع بأخلاق الفرسان ويؤمن بالمنافسة الشريفة فى الانتخابات، ويرفض كلمة «معركة» حينما يكون الحديث عن الانتخابات داخل النادى، فالحق يقال إننى لم أسمع منه أى كلمة تجريح شخصى، ولم ينطق لسانه بما يقلل من شأن ما يقوم به أعضاء القائمة المنافسة له، فشعرت أنه يؤمن بأن النجاح الحقيقى يجب أن يقاس بالأفعال وليس بالأقوال، كما أنه يؤمن بأن الفوز فى هذه الانتخابات لن يتأتى إلا باختيار أسماء محترمة ضمن قائمته لذا فقد حرص كل الحرص على أن تكون قائمته تضم أشخاصاً يتمتع كل منهم بمؤهلات مختلفة ولديه طموحات كثيرة فجاءت مفعمة بالحماس والإصرار على تحقيق مطالب الجمعية العمومية للنادى، واللافت للنظر أن الغالبية العظمى من أعضاء قائمة محمود طاهر ليسوا ممن ارتدوا شعار الأهلى، وحسب بل إنهم أيضاً لهم أدوارهم فى الحياة العامة التى تؤهلهم لتولى المواقع الخدمية. فالقائمة تضم كلاً من أحمد سعيد نائبا، وكامل زاهر أميناً للصندوق وفى العضوية كلاً من، طاهر الشيخ ومحمد عبدالوهاب وعماد وحيد وإبراهيم الكفراوى وهشام العامرى فاروق، وفى العضوية تحت السن، دخل ضمن القائمة الرباعى، رمضان شرش ومهند مجدى ومروان هشام فؤاد ومحمد جمال هليل، فجاءت القائمة بهذا التنوع فى الخبرات، تعبيرا صادقاً لأشخاص قرروا خوض السباق الانتخابى استجابة لصوت «الجماهير» داخل القلعة الحمراء، تلك الجماهير التى تأمل أن يتم على أيديهم إخراج «نادى الشعب» من كبوته الأخيرة. وأعتقد أن قائمة محمود طاهر بهذا التنوع والتميز لن تخذل أعضاء الجمعية العمومية، ولن تفعل إلا كل الخير للنادى الذى ينتظر التغيير على أحر من الجمر، فالدكتور أحمد سعيد المُرشح على منصب نائب الرئيس بعيدا عن كونه رجلا سياسيا كبيرا فإنه يتمتع بصفات رياضية «مشرفة» وجديرة بالاحترام والتقدير فهو سبّاح نشأ وترعرع فى النادى، وسبق له تمثيل مصر فى المحافل الدولية والأولمبياد، وهو ما يجعله على دراية تامة بمشاكل أعضاء النادى من خلال وجوده المستمر بين الأعضاء، فضلا على ذلك فهو يمتلك خبرة إدارية تؤهله لأن يُدير المكتب التنفيذى للنادى الذى لا يحب أن يصفه إلا ب«نادى الشعب».. كما تضم القائمة أيضاً الدكتور كامل مصطفى زاهر المُرشح لأمين الصندوق، وهو قيمة مالية كبيرة شغل منصب مراقب حسابات فى كبرى الشركات العالمية المختلفة، وهو أيضاً من أبناء الأهلى وقد سبق له اللعب فى فريق الكرة لفترة ليست بالطويلة، ضمن جيل حسن حمدى والخطيب و«زيزو» ثم اتجه إلى ممارسة رياضة الإسكواش، وبالطبع فإن ما لديه من فكر متميز فى مجال الحسابات سينعكس بالإيجاب على النادى خاصة أن النادى أمامه العديد من التحديات المالية الصعبة. ولأننى كنت أتابع عن قرب أزمة الرياضة المصرية فى الآونة الأخيرة فقد لاحظت أن المهندس محمود طاهر ليس بعيدا عن هموم الرياضة المصرية كونه كان من قبل عضوا فى مجلس إدارة اتحاد كرة القدم، فقد تحدث عن مشكلة انتخابات الأندية التى استمرت لفترة طويلة، وشغلت الرأى العام فى مصر حينما وصلت إلى المجتمع الرياضى الدولى وما صاحب ذلك من «تهديدات» وصلت إلى حد التلويح بفرض عقوبات دولية على الرياضة المصرية، كان الرجل محايداً لأبعد مدى ولم يكن مجاملاً لناديه الذى كان سببا رئيسيا فى «تضخيم» تلك الأزمة بسبب رغبة مجلس إدارة النادى الأهلى الحالى فى تأجيل الانتخابات، فشعرت أننى أستمع لشخص مثالى لا يجامل أحداً على حساب الحقيقة، فقد تحدث الرجل بكل شفافية معاتبا لناديه «العريق» لأنه قام بتصعيد أزمته مع العامرى وأبوزيد ومخاطبته للجهات الخارجية. لذا فقد ظل محمود طاهر فى نظرى طوال فترة الأزمة أحد أهم الأصوات القليلة «العاقلة التى كانت ترى ضرورة أن يحتوى الأهلى الموقف وألا يُصعّد الأمر للفيفا أو اللجنة الأولمبية الدولية، حيث كان يرفض وبشدة «فزّاعة» الميثاق الأولمبى، لأنه وبحكم خبرته الطويلة فى المجال الرياضى يرى أن البند الثانى من هذا الميثاق يؤكد تعزيز السيادة الوطنية، مما يعلى من شأن اللجوء إلى البحث والتشاور والسعى نحو تهدئة الموقف، خاصة أننا نعيش فى بلد كبير تحكمه قوانين ولوائح على الجميع الاعتراف والالتزام بها واحترامها. وختاماً.. هل أكون قد أنصفته إن قلت، إن المهندس محمود طاهر هو الشخص الأقرب إلى الجلوس على كرسى رئيس مجلس إدارة النادى الأهلى، وهل أكون قد أعطيت الرجل حقه إن قلت إنه سيصبح فى القريب العاجل أيقونة النادى الأهلى الذى سيعود -إن شاء الله- إلى عصره الذهبى بفضل الفكر والرؤى والإستراتيجيات المستنيرة التى يضعها محمود طاهر نصب عينيه؟.. ساعتها فقط سيعود النادى الأهلى.. نادى الشعب إلى سيرته الأولى.