قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية فى تحليل نشر اليوم الخميس إنه مع زيارة الرئيس الأمريكى جورج بوش المقررة لإسرائيل الأسبوع المقبل سيكون أمام الإدارة الأمريكية فرصة كبيرة فى محاربة الإرهاب بشكل أكثر فعالية وذلك بإسناد كثير من المهام الأمنية فى الضفة الغربية لإسرائيل إلى أن يثبت الفلسطينيون أنهم أهل لتولى مسئولية وقف الإرهاب. فبمجرد النظر إلى باكستان ومقتل زعيمة المعارضة الباكستانية بى نظير بوتو، مرورا بالتهديد الإيرانى فى المنطقة ووصولا إلى الحرب الدائرة فى العراق يتبين لنا كم أن الإرهابيين يقوضوا كافة آمال السلام والاستقرار فى العالم. و أضافت الصحيفة: على الرئيس بوش أن يركز فى زيارته على الأولويات الأمنية خاصة فى الضفة الغربية وقطاع غزة الذى تسيطر علية منظمة إرهابية (فى إشارة إلى حركة المقاومة الإسلامية حماس)، كما أن بوش لابد وأن يكون مقتنعا أن دولة إسرائيل لن تسمح بتفعيل مفاوضات السلام فى ظل صواريخ القسام التى تستهدف المدنيين الإسرائيلين، وفى ظل تزايد ظاهرة تدفق السلاح من مصر إلى غزة . وبينما تطالب وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس إسرائيل بوقف بناء المستوطنات عليها أيضا أن تطالب الفلسطنيين بوقف كافة مظاهر الإرهاب و أن يٌبدو مزيدا من الرغبة فى تحقيق السلام. واستطرد الصحيفة أنه فى حال تعامل الإدارة الأمريكية بنهج "سلس" مع الإرهابيين فأنهم سيشعرون أنهم حققوا النصر وأن وسائلهم غير النبيلة تؤتى أغراضها. وقد سأمت إسرائيل من الاستمرار فى تقبل الإرهاب الفلسطينى وأصبح لديها الآن رغبة عميقة فى التعامل مع المسألة بشكل جذرى . وأكدت الصحيفة أن الرئيس بوش لابد وأن يثبت أنه رئيسا عالميا وذلك بدعم أمن إسرائيل والموافقة على خطتها الأمنية الجديدة والتأكيد بشكل عملى على أن الولاياتالمتحدة حليفا قويا لإسرائيل فى الجهاديين الإسلاميين و المتطرفيين الفلسطينيين قبل أن يطالبها بتقديم التنازلات فى العملية السلمية . فمن الخطأ أن يظن بوش أن إقامة دولة فلسطينية وتشجيعه للقوى الفلسطينية المعتدلة سيؤدى إلى تراجع الإرهاب. وقالت الصحيفة فى ختام التحليل إنه إذا ما اعتقدت الادارة الأمريكية والقيادات الأوروبية أن إقامة دولة فلسطينية سيؤدى إلى حل النزاع العربى الإسرائيلى و يقوض الإرهاب فإن ذلك خطأ كبير، كما أن النزاع الفلسطينى الإسرائيلى مجرد حلقة صغيرة فى سلسلة طويلة ومتشابكة من المشاكل المتعلقة بالإرهاب وإذا كان العكس صحيحاً لكانت زعيمة المعارضة الباكستانية بى نظير بوتو مازالت حية بيننا حتى الآن.