قالت مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية إن قطر خسرت الشرق الأوسط، وأشارت على أن الإمارة الغنية بالنفط التى كانت تعتبر القوة الصاعدة فى العالم العربى، تتعرض لضغوط الآن من جيرانها للقيام بدور ثانوى. وتقول كاتبة التقرير إليزابيث ديكنسون إن أحد الدبلوماسيين المقيم بالدوحة صرح لها الأسبوع الماضى قائلا، إن الأوقات الطيبة قد ولت، كما لو كان يتنبأ بالزلزال السياسى الذى على وشك أن يضرب الدوحة، وهو قيام كل من السعودية والإمارات والبحرين بسحب سفرائها من قطر. وأشارت فورين بوليسى إلى أن تلك الخطوة تأتى بعد 3 سنوات من تنامى التوتر بين قطر والدول العربية الأخرى بشأن كيفية التعامل مع نفوذ الإخوان المسلمين. واعتبرت فورين بوليسى أن المناورة الدبلوماسية لدور الخليج تأتى فى مقدمة السقوط المذهل لقطر التى كانت قبل وقت ليس بطويل يشاد بها كقوة رائدة فى الشرق الأوسط. فعلى مدار العام الماضى، خسرت قطر حلفاء مع الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسى، وقيادات الإخوان المسلمين الذين كان من الممكن رصدهم فى ردهات فنادق الدوحة يحتسون الشاى ويلتقون الدبلوماسيين، وأصبحوا فى السجون الآن. وفى الصيف الماضى، تولت السعودية دور القيادة فى سوريا، وحلت محل قطر كممول رئيسى وداعم سياسى للمعارضة. ونقلت الصحيفة عن أحد أعضاء المعارضة السورية المقيم بالدوحة قوله إن قطر تراجعت خطوة للوراء معهم، وأضاف أنها من الناحية السياسية أصبحت فى المقعد الخلفى، وربما ليس فى السيارة من الأساس. ويقول جيرد نونيمان، عميد كلية الخدمة الخارجية التابعة لجامعة جورج تاون الأمريكية فى قطر إنه الدوحة ظلت تحاول بنشاط كبير إصلاح والحفاظ على العلاقات مع مصر والسعودية والإمارات، إلا أنها لن تساوم على آرائها حول ما هو صحيح وسليم أو فعال من أجل إرضاء باقى دول الخليج.