سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مراقبون: زيارة على كرتى لمصر خطوة تفتح الطريق لإعادة علاقة البلدين إلى ما كانت عليه فى الماضى.. وتعكس رغبة مصر والسودان فى تجاوز التوتر غير المعلن.. وفهمى فى الخرطوم 13 مارس الجارى للقاء البشير
توقع مراقبون سياسيون، أن تساهم زيارة كل من وزير الدفاع السودانى الفريق أول عبدالرحيم حسين، التى قام بها مؤخرا لمصر، ولقائه بالمشير عبدالفتاح السيسى، وكذلك الزيارة التى قام بها أول أمس الاثنين، وزير الخارجية على كرتى، ومباحثاته مع نظيره نبيل فهمى، فى تبديد الغيوم التى شابت العلاقات بين البلدين خلال الأشهر الماضية، أى منذ اندلاع ثورة 30 يونيو، تلك الإرادة الشعبية التى ساندها الجيش المصرى، والتى أطاحت بتنظيم الإخوان فى مصر. وبدا من التغيرات التى شهدتها مصر، أن حكومة الخرطوم غير راضية عنها، كما أنها سايرت مشروع سد النهضة الإثيوبى، لقناعتها بأنه لا يوجد فيه ما يخيفها، ومن جانبها، لم تخف القاهرة عدم ارتياحها للموقف السودانى من هذه القضية، الأمر الذى دعا الخلافات إلى فرض نفسها بقوة على العلاقات، بحيث حالت دون إطلاق العديد من الآليات من بينها تعثر انعقاد اللجان المشتركة المعنية بالمنافذ وتطبيق اتفاق الحريات الأربع"التنقل والتملك والعمل والإقامة"، بجانب تأجيل فتح المنافذ التى من شأنها أن تسهم فى تسهيل حركة الانتقال للبضائع والأفراد. وجاءت زيارة وزير الخارجية السودانى على كرتى، للقاهرة، لتبدد سحابة الخلافات بين الطرفين، بعد أن اتفق مع نظيره نبيل فهمى، على فتح صفحة جديدة بين البلدين، وإزالة ما شاب العلاقات من فتور خلال الفترة الماضية. وتطرقت المشاورات بين الجانبين إلى تفعيل آليات التعاون المشترك بين البلدين، بحيث تم التوافق حول الإسراع بعقد الاجتماعات الفنية لوضع الترتيبات اللازمة توطئة لفتح المعابر الحدودية بأسرع وقت بما يحقق المصالح التجارية والاقتصادية بين القاهرةوالخرطوم. كما اهتمت الصحف السودانية الصادرة، بزيارة كرتى للقاهرة، وتفاءلت بجدواها ودفعها الإيجابى فى طريق "تبديد الغيوم" بين القاهرةوالخرطوم، والتى دامت خلال الفترة الماضية، وركزت على تأكيد الجانبين على خصوصية العلاقات، وما تم من اتفاقات وفقا للبيان المشترك الصادر فى ختام الزيارة، خاصة الاتفاق على سرعة عقد اجتماع تشاورى على مستوى كبار مسئولى الخارجية بالبلدين الشهر المقبل، لبحث خطوات عملية لتطوير ودفع التعاون فى المجالات المختلفة، والقضايا محل الاهتمام المشترك، فضلا عن التشاور والتنسيق السياسى فى كافة القضايا. ورأى المراقبون السودانيون أن زيارة وزير الدفاع السودانى للقاهرة- قبل نحو أسبوعين- والتى سبقت زيارة وزير الخارجية، ولقائه بالمشير عبدالفتاح السيسى والتى وصفت" بالناجحة" عكست رغبة البلدين الشقيقين، فى تجاوز التوتر غير المعلن، على الرغم من أن الزيارة كانت لها الطابع العسكرى، إلا أنها لم تخل من إشارات سياسية مهمة تتمثل فى أن التعاون بين البلدين مستمر بغض النظر عن التطورات الداخلية فى أى منهما. كما أكدت مصادر صحفية، أن وزير الخارجية نبيل فهمى، سيصل الخرطوم فى 13 مارس الجارى، للمشاركة فى اجتماعات دول تجمع الساحل والصحراء، وسيلتقى بالرئيس السودانى عمر البشير، كما سيبحث استمرار تعليق عضوية مصر فى الاتحاد الأفريقى، كما أنه من المتوقع أن تتواصل الزيارات بين القاهرةوالخرطوم فى إطار تحسين العلاقات، حيث سيقوم وزير الموارد المائية والكهرباء السودانى معتز موسى بزيارة للقاهرة خلال الأيام القادمة، بعد زيارة وزيرى الدفاع والخارجية. وتشير الدلائل إلى أن زيارة وزير الخارجية السودانى على كرتى لمصر، كانت بمثابة الخطوة التى فتحت الطريق للمضى فى إعادة علاقة البلدين إلى ما كانت عليه فى الماضى وتناسى القضايا التى تعكر أجواء العلاقة، كما توقع مراقبون أن تشهد علاقة البلدين تهدئة على كافة الأصعدة بما فيها الكف عن التراشقات الإعلامية غير المجدية، أو المفيدة لشعبى وادى النيل الذى تربطه علاقات أزلية وتاريخية وروابط دم ومصاهرة، لن تؤثر فيها أى تغيرات للأنظمة الحاكمة فى البلدين.