بلمسات احترافية يتحول "الفوم" أو الرغوة البيضاء الطافية على وجه مشروب الكابتشينو أو الشوكولا الساخنة إلى ورقة رسم، تزخرف برسوم البجع والقلوب وورق الشجر والدباديب، بفضل فن "اللاتيه"، الذى ظهر للمرة الأولى فى إيطاليا لكن برسومات مبسطة سرعان ما أصبحت أكثر تعقيدا فى أمريكا على يد مالك سلسلة محلات قهوة شهيرة يدعى "ديفيد شومر"، وأصبح يقام له معارض سنوية فى عدد من الدول من بينها اليابان وتايلند، كما كانت تعقد مسابقات بين فنانى الرسم على القهوة فى مصر لكنها توقفت فى أعقاب ثورة يناير. اليد الماهرة والحس الفنى هما الأساس.. هكذا يقول "محمود مصطفى" فنان الرسم على القهوة فى بوترى كافيه، الذى يبتكر لزبائنه يوميا أشكال تدخل البهجة إلى قلوبهم وتجعلهم أكثر استمتاعا بمشروب القهوة الساخنة بعد أن يصب عليها الكريمة البيضاء بخبرة 12 سنة من العمل فى مجاله بحيث تصنع شكل القلب أو التفاحة، أما بقية الأشكال فلها طريقة أخرى يشرحها مصطفى قائلا: "فيما عدا طريقة الصب اللى بتحتاج لخبرة عشان تعرف تحرك اللبن بطريقة معينة عشان يعمل الشكل اللى أنت عاوزه لما تصبه على قهوة الإسبرسو، فى طريقة ثانية للرسم على القهوة هى فرشاة الخشب". أما محمد خالد، البريستا فى كافيه توماس، فيقول "الأساس فى فن اللاتيه هو ماكينة البخار التى يتم من خلالها تحويل اللبن إلى الكريمة ولابد أن يكون اللبن كامل الدسم ولا تصل درجة حرارة اللبن إلى الغليان حتى لا يتفتت الفوم، قائلا: "درجة حرارة اللبن لازم تكون من 60 ل 75 والقهوة هى الحبر اللى بنرسم به والفرشاة ممكن تكون خلة الخشب أو السكينة أو الصوص". خالد اشترك من قبل فى المسابقات التى كانت تقام بشكل دورى فى مصر قبل أن تتوقف فى أعقاب الثورة يشرح تفاصيلها: "قبل المسابقة بشهر نخضع لتدريب وندخل المسابقة معانا نوعين من الصوص بنختارهم إضافة للقهوة واللبن والفائز بيسافر يشتغل فى الدول اللى بترعى المسابقة وبتطلب محترفين يشتغلوا فيها". محمد فارس، عامل المشروبات الساخنة فى إحدى مقاهى المشروبات الساخنة، بدأ فى مجاله من 7 سنوات ويشير إلى أن ماكينة الطبع على القهوة ليست موجودة فى مصر ولذلك يعتبر الرسم على القهوة نوع من الفن لأنه يحتاج لحس إبداعى وخبرة كبيرة لرسم أشكال معقدة كالبجع والزرافة أو القطة أو رسم وجوه أشكال بشكل كاريكاتيرى.