ذكرت صحيفة (السفير) اللبنانية أن فرنسا وافقت على تزويد لبنان بصواريخ مضادة للطائرات والدروع فى إطار الهبة السعودية لبيروت، ولكن مدى هذه الصواريخ لن يتجاوز الخمسة كيلومترات، ما يحدّ من فعاليتها فى مواجهة الطيران الإسرائيلى الذى يخترق الأجواء اللبنانية، وذلك استجابة للتحفظات الإسرائيلية. وأوضحت الصحيفة، فى تقرير لها اليوم الثلاثاء، أن الهبة السعودية لتسليح الجيش اللبنانى بقيمة 3 مليارات دولار من فرنسا ستكون فى قلب الاجتماع الثانى ل«مجموعة الدعم الدولية للبنان، الذى يعقد غداً فى قصر الإليزيه بباريس، بحضور الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند والدول والمنظمات التى شاركت فى الاجتماع الأول الذى عقدته المجموعة فى 25 سبتمبر الماضى فى نيويورك. وأضافت أن الرئيس اللبنانى سيعقد محادثات مع رؤساء الوفود المشاركة، تتركز على سبل دعم لبنان فى المجالات الحيوية الأساسية، لاسيما تسليح الجيش اللبنانى وملف اللاجئين السوريين. ونقلت الصحيفة عن مسئول فرنسى، شارك فى الإعداد للمؤتمر، قوله "إن المفاوضات فى شق تسليح الجيش اللبنانى قد حُسمت، وإن الجانب الفرنسى قد استجاب لمعظم المطالب التى تقدم بها الجيش اللبنانى". ولكن مصادر مطلعة قالت ل«السفير»، إن المفاوضات شهدت عقبات مع الجانب الفرنسى الذى وضع شروطاً مالية وأسعاراً للأسلحة تتجاوز ما كان متوقعاً بكثير، ولا تتطابق مع الوعود الفرنسية على أعلى المستويات بتسهيل الصفقة التى تموّلها المليارات السعودية الثلاثة، مع لبنان صديق فرنسا التاريخى. ونقلت الصحيفة عن مصدر لبنانى مطلع قوله "إن الأسعار التى طالب بها الفرنسيون خلال المفاوضات تتطابق مع المستوى التجارى المعروف، ولا تعكس التساهل الموعود عند بدء المفاوضات"، ويشير إلى أن منصات إطلاق الصواريخ، التى سيجرى تزويد مروحيات «الجازيل» بها، يكاد يتجاوز سعرها، أسعار المروحيات نفسها. وتقدم اللبنانيون بلائحة طويلة من المعدات والأسلحة، شملت مروحيات، دبابات، صواريخ ومدفعية، وزوارق بحرية، يقول مسئول فرنسى إن بعضها لا يزال قيد الدرس، وإنه قد لا يمكن تلبية كل ما طلبه اللبنانيون. وقال عسكرى فرنسى إن القرار النهائى بتلبيتها يعود فى النهاية للجنة تصدير الأسلحة الحربية، ولكن القرار المتعلق ببعض الأسلحة الحساسة، من صواريخ وأجهزة تنصت وغيرها من المعدات التكنولوجية المتقدمة، يبقى قراراً سياسياً، يحسمه الرئيس هولاند. وأشارت الصحيفة إلى أن الفرنسيين يأخذون فى الحسبان التحفظ الإسرائيلى عن أى تغيير فى الواقع القائم فى جنوبلبنان، وتسليح الجيش اللبنانى. .لافتة إلى أن الفرنسيين لم يستطيعوا مواجهة الإسرائيليين خلال عملية تسليح قوات الأممالمتحدة «اليونيفيل» فى الجنوباللبنانى، ولا فى طبيعة الأسلحة التى ينبغى أن تتزود بها، لتنفيذ القرار رقم 1701. فبعد تهديدات إسرائيلية بقصف منصات صواريخ «ميسترال» التى حملتها معها القوات الفرنسية المشاركة فى «اليونيفيل»، بعد «حرب يوليو 2006»، سحب الفرنسيون المنصات التى رصدتها الطائرات الإسرائيلية واعتبرتها تهديداً مباشراً لها، وطُويت بسرعة الأزمة الدبلوماسية الصغيرة بين باريس وتل أبيب. وأوضحت الصحيفة "أن الإسرائيليين احتجوا فى العام 2008 على إعارة فرنساللبنان، برنامجاً معلوماتياً للتنصت على الاتصالات، اعتبرته إسرائيل مسئولا مباشراً عن كشف فرع المعلومات فى قوى الأمن الداخلى اللبنانى إحدى أكبر شبكاتها التجسسية وطالبت بسحبه".