فى الوقت الذى يعتبر فيه عيد الحب هو موسم الفوز بقلوب المحبين، بينما تتفاوت مظاهره بين ما إذا كان من الأفضل أن تكون الهدية دبدوبا أحمر أم أرنوبا أصفر، بالإضافة إلى الاختلاف حول شرعية الاحتفال به، بقيت فى المنتصف فئة من الناس من بينهم الصنايعية لم يطرق عيد الحب بابها، يرون أن قدرتهم على توفير قوت يومهم هو عيد فى حد ذاته.. اليوم السابع التقى بعدد من هؤلاء ليعرف كيف احتفلوا بعيد الحب؟ نوبة من الضحك انتابت أحد عمال محل الفول والطعمية، حينما سألناه عن الفلانتين، قائلا: "مين البرلنتين ده"، وحينما شرحت له قال: "يعنى هقضيه مع مين قضيته مع الطعمية". ومن داخل أحد محلات البقالة كان السؤال لسيدة فى العقد الخامس من عمرها، يا ترى يا حجة قضيتى الفالنتين فين؟ تبعه لحظات من الصمت رمقتنى خلالها بنظرة حادة قائلة :" لا والله لسه مقررتش". وفى صالون الحلاقة المجاور كانت الإجابة :" مين ده معلش ولا مؤاخذة مركزتش فى الكلام"، ففسرت الموضوع وسألته قضيت عيد الحب فين؟ فقال: "هو احنا قادرين نكفى العيال، الكلام ده للناس اللى عايشه، إحنا يادوب بنسعى على أكل عيشنا بالعافية". صاحب مطعم أشار بهدوء متسائلا: "إنتم تبع الحزب الوطنى"؟ فأجبته بالنفى، وسألته عن عيد الحب فأجاب بثقة شديدة "أنا عجبتنى كلمة الريس لما قال كبر دماغك وأحب اقول إننا كمصريين مش عايشين غير بتكبير الدماغ"، فأعدت السؤال مرة أخرى، فقال: "أنا بقضى اليوم من الصبح فى المطعم وبعد كدة أروح أقعد مع العيال وأمهم وأشوف طلباتهم معنديش وقت علشان أقابل حد". " لا أنا اتجوزت خلاص!"، قالها شاب فى الثلاثين من عمره يعمل بأحد محلات بيع مواد البناء، بينما يقول صديقه الكهربائى :" أنا فى شم النسيم ورأس السنة محبش أخرج من البيت الدنيا بتبقى زحمة، وبحب احتفل مع الجماعة فى البيت وممكن أزور الحاجة". الوحيد الذى فهم معنى الفلانتين كان شابا فى العشرينات من عمره يعمل فى محل لبيع إكسسوارات موبايلات قائلا :" وأنا صغير كنت مراهق بقى وممكن أشوف أى بت أتمشى معاها علشان أبقى زى باقى اصحابى ونقعد نحكى لبعض.. لكن حاليا مش مرتبط بحد معين".