"اليوم السابع" مع صاحب أقوى ذاكرة فى العالم

قال لمراسلنا فى أمريكا: لديكم رئيس فى السلطة منذ 28 عامًا..

قال كيم بيك الأمريكى، صاحب أقوى ذاكرة فى العالم، فى حوار سريع مع مراسل اليوم السابع بالولايات المتحدة عندما سأله عن يوم 6 أكتوبر 73 فأجاب كان يوم سبت، وحدثت فيه معركة كبيرة قادها رئيس مصرى ظل فى الحكم فترة طويلة، ولديكم الآن رئيس مازال فى السلطة منذ 28 عاما.
والمعلوم أن كيم بيك (57 عاما) جسد قصة حياته الممثل "داتسن هوفمانط فى فيلمه الشهير "The Rain Man" "رجل المطر" الحائز على جائزة أوسكار عام 1988، للكاتب "بارى مورو" الذى يتكلم عن شخصية خارقة، لكنها مصابة بمرض التوحد.
التقت اليوم السابع "بيك" عقب انتهاء ندوة حضرها المئات بقاعة سميث سنتر بكلية "اولونى" بولاية "كاليفورنيا"، وسأله محرر اليوم السابع: "فى أى أيام الأسبوع كان 6 /10/ 1973 فنظر "بيك" لأعلى ومسح على رأسه قبل أن يجيب "كان يوم سبت".. وسألنى: "من أين أنت؟" قلت له: من مصر، فاستكمل حديثه: فى هذا اليوم حدثت معركة كبيرة فى الشرق الأوسط وظل رئيسكم وقتها فى الحكم فترة طويلة.. سألته من كان؟ قال السادات، وأضاف دون أن أسأله.. ولديكم الآن رجل فى السلطة منذ 28 عاما.
ويعد كيم من أصحاب القدرات العقلية الفذة، وفقا لآراء عدد من علماء النفس وأطباء المخ والأعصاب لامتلاكه ذاكرة فائقة تسمى بالذاكرة التخيلية، وكونه أكثر من عبقرى فى أكثر من 15 موضوعا بين التاريخ والأدب الإنجليزى والجغرافيا والموسيقى والتواريخ المختلفة، لكنه فى المقابل محدود جدا فى أشياء أخرى مثل عدم قدرته على ارتداء ملابسه دون مساعدة.
وأظهرت الدراسات التى أجريت على كيم أن نصفى دماغه الأيمن والأيسر ليسا منفصلين، بل متصلين ويشكلان معاً مساحة تخزين كبيرة للمعلومات، وسبق أن قام علماء "ناسا" بوضع حالة كيم بيك تحت الدراسة، آملين أن تكون التقنية المستخدمة لبحث تأثيرات الرحلات الفضائية على الدماغ البشرى تساعد على شرح القدرات العقلية.
وأكد والد كيم أثناء الندوة أن نجله لديه القدرة على تذكر 98 % من أى شىء يقرأه والمكتبة مكانه المفضل، ويقرأ فى كل المجالات بمعدل يصل أحيانا إلى 8 كتب يوميا ويمكنه قراءة الصفحة اليسرى بعينه اليسرى، والصفحة اليمنى بعينه اليمنى فى توقيت متزامن، وما يقرأه الشخص العادى فى 3 دقائق يقرأه كيم فى 10 ثوان.
وسرد حياة نجله الذى يتولى رعايته منذ الصغر بعد وفاة والدته، وكيف لاحظ كبر حجم دماغه منذ ولادته وزيارته للعديد من أطباء المخ والأعصاب والأطباء النفسيين الذين نصحوا بإيداعه فى إحدى المصحات فى عام 1951، بعد أن احتاروا فى تشخيص حالته، إلا أن والده أصر على أن يحيا ابنه حياة طبيعية، وعلمه القراءة بمساعدة إحدى المعلمات، حتى أصبحت القراءة عالمه الذى يقضى فيه معظم أوقات حياته، ويشارك الآن والده فى إحدى المنظمات الأهلية لمساعدة الحالات المعاقة ذهنيا على الاندماج فى المجتمع فى جميع أنحاء العالم.
وأثارت ردود كيم إعجاب الحاضرين أثناء الندوة فترى أحد السائلين يحمل جهازه المحمول ليراجع إجابات كيم على تواريخ الميلاد أو الأحداث المختلفة، ثم تظهر علامات الاندهاش والإعجاب على وجه مقدم السؤال، بعد أن يتأكد من مطابقة الإجابة للمعروض على شاشة المحمول أو لمعلومات يعرفها كيم عن ظهر قلب فى كافة فروع المعرفة عدا العمليات الحسابية المعقدة أو الموضوعات التى لم يطالعها ويعتذر فيها ببساطة قائلا، "لا أعرف ما تتحدث عنه".
ويقول كيم عن مبدئه فى الحياة "كل إنسان مختلف بطبيعته، وعليك أن تعامل الناس كما تحب أن يعاملوك".