أكدت مصر رفضها المطلق لكافة الاعتداءات التى تمارسها سلطات الاحتلال، بهدف تغيير الواقع الجغرافى والديموغرافى فى مدينة القدس، مشددة على أن القوة المسلحة مهما بلغت من بطش فلن تفلح فى مسعاها لفرض الأمر الواقع، وإضفاء شرعية على وضع هوفى الأساس غير قانونى. جاء ذلك فى كلمة مصر أمام اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة المؤتمر الإسلامى الذى عقد بمقر المنظمة بمدينة جدة أمس، الأحد، لمناقشة الأوضاع الخطيرة التى تتعرض لها مدينة القدس والحرم الشريف من اعتداءات واستفزازات تهدد الأوضاع فى المدينة المقدسة. وقال السفير حسام زكى، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، إن ذلك جاء فى إطار الأهمية القصوى التى توليها مصر للحفاظ على وضع المدينة والمقدسات الإسلامية والمسيحية بها، مشيرا إلى أن مصر طالبت المجتمع الدولى وعلى رأسه مجلس الأمن للاضطلاع بمسئوليته ليحول دون إنفاذ إسرائيل لإرادتها المنافية للقانون الدولى، وللعمل الجاد على حماية الفلسطينيين من أبناء القدسالشرقية لمواجهة أساليب وضغوط الاحتلال. كما طالبت المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) بالعمل على الحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية فى مدينة القدس، باعتبارها تراثا عالميا. وفى هذا الإطار حذرت مصر وبشدة من مغبة تواصل الاعتداءات على تلك البقعة المقدسة، ومن خطورة المخطط الرامى لاستقطاع أجزاء من الحرم القدسى، على غرار تجربة المسجد الإبراهيمى، حيث لن يمكن التساهل مع هذا الأمر أو السكوت عنه، نظرا لأهمية المدينة التى لن يكون هناك سلام بدون حل قضيتها حلا عادلا، لتكون القدسالشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية المرتقبة، وذلك فى إطار ما يعرف ب"حل الدولتين". يشار إلى أن هذه المشاركة جاءت بعد يومين فقط من المشاركة الفاعلة لأحمد أبو الغيط، وزير الخارجية، فى ملتقى القدس الدولى الذى أقيم فى العاصمة المغربية الرباط.