سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مفاجأة.. أطباء نفسيون: أغلب المصريين يكرهون "النظر فى المرآة" بسبب عدم تقبلهم لشكل أجسامهم.. ويوضحون: كره شكل الجسم أولى خطوات كره الذات.. وعدم تقبل النفس الأزمة الأكثر انتشاراً بين المصريين
"شكل جسمك ومدى رضائك عنه يحدد علاقتك بذاتك وبالآخرين".. عبارة أكدها أغلب الأطباء النفسيين، موضحين أن شكل الجسم يعتبره الكثيرون هو أساس وجودهم، خاصة المصريين الذين يعانون من مشكلة فى الاتساق مع الذات وتقبل الشكل الخارجى. المصرى وأزمته النفسية مع ذاته أكد الدكتور محمود عبد الرحيم غلاب أستاذ علم النفس الأسبق بجامعة القاهرة، أن المصرى يعانى من أزمة نفسية حادة، وصراعات داخلية قوية، تؤثر على كل مجالات حياته، وهى السبب الوحيد لكل ما نلاقيه فى مجتمعنا المصرى من تشوش نفسى وكبت وضيق، سواء على المستوى الاجتماعى أو السياسى. وأضاف "يتمثل الرضا عن النفس فى أقسام عدة، منها الرضا عن الشكل الخارجى، والرضا عن الذات، والرضا عن الشخصية والصفات والطباع، والرضا عن الأفعال الحقيقية التى تصدر من الشخص بشكل يومى، والشخص السوى يحاول قدر المستطاع الوصول لدرجة مقبولة من الرضا عن النفس والشكل والذات قدر الإمكان، وتطبيق ذلك فى أفعاله وتعاملاته مع نفسه ومع الآخرين، والذى ينتج عنه الوصول إلى درجة عالية من الثقة بالنفس تحوله إلى شخص إيجابى". يعانى أغلب المصريين بشكل عام من أزمة فى تقبلهم لذواتهم كما هى، ولذا فالمصرى – وإن أوحى بغير ذلك – يظل كارها لذاته مشفقا عليها، يعانى من أزمة لتقبل شخصيته، وخاصة شكل جسمه، فالكل الخارجى يحتل مكانة هامة جدا لديه وفقا لتفكيره، وهو من الأساسيات الخاطئة التى يبنى عليها شخصيته ومدى تقبله لذاته. أزمة النظر فى المرآة وفى نفس السياق، أكد الدكتور محمد منصور استشارى الأمراض النفسية، أن أغلب المصريين يعانون من أمة "النظر فى المرآة"، فأغلبهم وإن نظروا فى المرآة بالفعل لا يروون ذاتهم على حقيقتها، بل يروا النظرة المشفقة غير الراضية عن الشكل أو المظهر أو الذات، وهى أزمة حياة المصريين وسبب أزماتهم الاجتماعية كافة. وأوضح "عدم الرضا عن الذات والشكل العام للجسم، يترتب عليها أزمات نفسية غير متوقعة وكثيرة، سواء فى التعامل مع الذات أو مع الآخرين، فيعانى الشخص من نظرة متدنية لنفسه، ويعتبر نفسه لا يستحق الحياة ولا يستحق التمتع بها كما يتمتع الآخرين، مع الشعور بالشفقة على نفسه لأنه ابتلى بهذه الذات المشوهة من وجهة نظره، هذه النظرة المشوهة تؤثر على تعاملاته مع الآخرين، قد تجعله شديد الانطوائية أو شديد الانفتاح فى التعامل مع الآخرين وفى الحالتين فهو يعانى فى حياته ولا يجد نفسه أبداً". وأضاف استشارى النفسية، أن انعدام الثقة بالنفس بشكل تدريجى هو النتيجة الحتمية لعدم تقبل الشخص لذاته وشكله وصفاته، وهو ما قد يصيبه بحالات ونوبات اكتئاب وتوتر وعصبية لا تنتهى ولا يصل لسببها الحقيقى إلا بمساعدة مختص يكشف له عوراته النفسية. شكل الجسم أهم عناصر رضا الشخص عن ذاته فيما أكد الدكتور محمود غلاب، أن أهم عناصر الرضا عن الذات، تبدأ من الرضا عن الشكل الخارجى، خاصة المصرى الذى يعتقد أن شكله الخارجى أهم عناصر تميزه، ومن يعانى من مشكلة فى تقبل شكله، لسمنته أو نحافته أو لكبر ملامحه على سبيل المثال، قد يظل يعانى مهما حدث، فنظرة الشخص لنفسه تعتمد على صورة ذهنية قد كونها عن ذاته، ولا يمكنه تغيير شكله والرضا عنه إلا إذا تخلى عن الصورة الذهنية القديمة المشوهة واستبدالها بصورة جديدة جميلة يكونها بنفسه. كيف تتقبل ذاتك وتقومها وترضى عنها ولذا ينصح الدكتور غلاب الشخص الذى يجد فى نفسه عدم رضا عن شكله وشخصيته أن يبدأ مع ذاته أولا ولا يعيب على الآخرين، فيواجه ذاته بعيوبه ومشكلاته وميزاته وصفاته الحسنة أيضاً، ويحاول أن يتصالح مع نفسه ويتقبل شكله، ويضع قائمة بمزاياه وعيوبه، ويحاول التركيز على المزايا ويعمقها ويستخدمها فى التعامل مع الآخرين ويبرزها فى أفعاله وتعاملاته، ويحاول أن يقلص بالتدريج من استخدام عيوبه، ويغير فى نفسه، ولا يستكين لمقولة "الطباع لا تتغير" فالصفات والطباع تتغير وتتبدل وقد تندثر تماما طالما أراد الإنسان. تقبل شكلك كما هو وكن فخوراً به أما عن الشكل، سواء كل الملامح أو الجسم، فقد أكد الدكتور محمود غلاب، أن عدم الرضا به هو السبب الأول فى الأزمات النفسية التى قد يعانى منها الشخص، ولذا عليه أن يغير نظرته لنفسه قبل أن يسعى لتغيير شكله، عليه أن يكون أكثر رضا عن نعمة الله عز وجل عليه، ويبحث عن تفاصيل الجمال فى شكله، فكلنا لدينا جوانب جمال، يجب البحث عنها والتركيز على إبرازها كى يكتسب الشخص بعض الثقة فى النفس والتى بالتدريج تحول إلى رضاء بالغ عن الذات. تقبل شكلك لا يغنيك عن تحسينه ومن ناحية أخرى، لفت الدكتور محمد صلاح إلى أن الدعوة إلى تقبل الإنسان لشكله لا تغنى عن تحسينه إذا كانت هناك وسيلة لذلك، فعلى سبيل المثال إذا كان الشخص بدينا عليه أن يضع هدفا لنفسه بالخضوع لنظام غذائى معين لكى يصل إلى الوزن المثالى الذى يرجوه، فهذه الخطوة لا تغير فى نظرة الشخص لشكل جسده فحسب، بل تغير نظرته لنفسه فهو يختبر بها قوة إرادته ومدى إمكانية تغلبه على مشكلاته، فهذه الخطوة قد تزيد ثقته بنفسه وتحسن نظرته لها وتزيد من تقبله لذاته.