أفتتح الفنان أحمد عبد الكريم، بجاليرى بيكاسو بالزمالك، معرضه بعنوان "هُدهد بنت الجيران"، والذى أختتم به ثلاثية الهدهد والتى بدأها ب"قلب الهدهد، الهدهد والمعدية". قال الدكتور أحمد عبد الكريم فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع"، إن الهدهد هو العامل المشترك والأعلى لمعارضى الثلاثة، ولكنى قررت فى هذا المعرض الدخول فى مرحلة جديدة ومتزامنة مع بعضها. وأضاف "عبد الكريم" بأن معرضه السابق "الُهدهد والمعدية" كان يعبر عن بعدين: بعد مادى وأخلاقى، والآخر بعُد فلسفى، والذى يتمثل فى بعُد المسافة الثقافية بين الناس وبعضها، فالفرد يمكن له أن يسافر عبر الخيال والفكر. وتابع "عبد الكريم"، بأن الهُدهد له أكثر من مستوى فى التفكير، منه المستوى الحضارى، والذى يتمثل فى الجداريات القديمة أو بعض البرديات التى رسُم عليها الهُدهد، مشيراً إلى أن المصرى القديم وجد فى هذا الطائر تفاصيل تظُهر جمالياته من حيث اللون والشفافية، كما وجدوا له نحتا على الأحجار. وأضاف "عبد الكريم" يوجد بعُد فلسفى للهدهد وهو بعُد الحكمة، كما يوجد له مستوى ثانى من المعرفة فى الفن القبطى والأمثال الشعبية. كما أن المعرض لم يقتصر على تناول الهدهد فقط ولكنه تتضمن رحلة العائلة المقدسة ورسم للنخلة لما تمثله من قيمة. وأشار "عبد الكريم" إلى أنه يقدم أعمالاً تخص البيئة المصرية، حيث يوجد لديه مرسم فى دهشور، وأمامه ثلاثة أهرامات، وأضاف بأن هذا يعُد بمثابة بيئة متكاملة من نخل ومياه وبحر وسط صحراء وامرأة جميله تزين الحياة، أشاهد التقاء آخر طرف أخضر من النيل مع أول طرف من الصحراء الغربية، حيث يمثلان تضافر قوى، تلك البيئة توحى لى بالكثير، حتى لو لم أكن فنانا ترغمنى على حب الفن، كما أعشق تأمل الطبيعة. وعن استخدام "عبد الكريم" للرموز قال، كان لدى معرض اسمه "السيموطوقيا" علم العلامات ذات الدلالات المعرفية، حيث اكتشفت أن كل حياتنا رموز وعلامات وقد شعرت أن هذه الدنيا قائمة على هذه الرموز التى لا نفهمها أو نعرفها، موضحاً بأن الفن التشكيلى لغة عالمية، ليس به صوتيات ولكن رؤية موضوع وصورة، والصورة خير من ألف كلمة. كما أوضح بأنه قدم فى معرضه "سيموطقيا الفنون البصرية" بحثين، حيث تعلم الكثير من خلاله المعرض أتاحت له قراءة المعارض. مشيراً إلى أن بدأ الموضوع يتحول من فلسفة إلى فن مرئى بحضور جمالى، فالفرق بين الشاعر والفنان هو أن القصيدة يمكن سماعها ومنحها أكثر من تفسير، ولكن لوحة بها "سمكة وطائر وكرسى" ما يحدث بينهم يتم تفسيره حسب رؤية الفنان التشكيلى وثقافته وتقاليده.