قال وزير الخارجية الألمانى فرانك فالتر شتاينماير، إنه غير مندهش بشأن التقارير التى تحدثت عن تجسس وكالة الأمن القومى الأمريكية "ان اس ايه" على المستشار الألمانى السابق جيرهادر شرودر. وأكد شتاينماير اليوم الأربعاء، فى برلين، أنه كان يرجح منذ زمن طويل أن عمليات تجسس أجهزة المخابرات الأمريكية على شخصيات ألمانية امتدت لفترة طويلة، وأن الأمر لا يحتاج لكثير من الخيال لمعرفة أن هذا التجسس حدث فى الفترة التى ساد فيه خلاف بين ألمانيا وأمريكا بشأن سياستهما الخارجية. وشدد الوزير، العضو بالحزب الاشتراكى الديمقراطى الذى ينتمى إليه شرودر أيضا، على أن الحكومة الألمانية ستستمر فى التأكيد لدى الولاياتالمتحدة على عدم جواز حدوث مثل هذه العمليات بين الأصدقاء والشركاء. وفى السياق نفسه وجه المستشار الألمانى السابق جيرهارد شرودر اتهامات شديدة لحكومة الولاياتالمتحدة معلقا على تقارير وكالة الأمن القومى الأمريكية "ان اس ايه" بشأن تجسسها عليه عندما كان مستشارا لألمانيا. وقال شرودر فى تصريح لصحيفة "بيلد" الألمانية الصادرة غدا الخميس: "الولاياتالمتحدة لا تكن احتراما لأحد حلفائها الأوفياء و لسيادة بلدنا". وأكد شرودر أنه لم يكن يعتقد أن الولاياتالمتحدة يمكن أن تقوم بمثل هذا العمل، وقال: "على الرغم من أن تجسس الدول على بعضها البعض ليس أمرا جديدا إلا أن التنصت على هاتف مستشارة أو مستشار أمر مبالغ فيه بوضوح". ورأى شرودر أن حقيقة المشكلة هى "الشك الهائل من قبل الأمريكيين فى أحد حلفائها الذين أبدوا قدرا كبيرا من التضامن معهم" مشيرا بذلك للمشاركة الألمانية فى المهمة الدولية العسكرية فى أفغانستان. وقال شرودر إن ألمانيا كان لها أسباب جيدة تجعلها ترفض المشاركة فى الحرب على العراق وأكد أن هذا الموقف يستحق الاحترام "حتى من قبل الولاياتالمتحدة". وأوضح شرودر أنه لا يستطيع تذكر ما يمكن أن تكون وكالة الأمن القومى الأمريكى قد علمته من خلال تنصتها عليه وأكد أنه أجرى جميع المحادثات الهامة بشأن القضايا الخارجية والأمنية من مقر ديوان المستشار.