أقيمت أمس الخميس، فى تمام الساعة الثامنة ندوة تحت عنوان "ماهية المثقف وماهية الثقافة" بنادى كليه دار علوم بالتوفيقية، وحضر الندوة كل من (الشاعر محمد منصور وأحمد زكريا - جمال العسكرى - الناقد أحمد عبد الحميد) وعدد من المثقفين، وتوج الندوة الدكتور طاهر مكى رئيس مجلس إدارة نادى دار علوم وعضو بالمجمع اللغوى، وافتتح الندوة الناقد أحمد حسن. ناقش الدكتور محمود الضبع كتابه الجديد - الذى لم يطبع بعد - وفكرته تدور حول ماهية المثقف والثقافة ومن يمكننا أن نطلق عليه لقب مثقف، حيث قال "منذ عام 2002 كان لدى هم شخصى حول مفهوم الثقافة ومعايير الحكم على المثقف وهل هو من يمتلك معلومات لا نعرفها هل هو صاحب البلاغة والمثل أم هو من يستطيع أن يتواصل ويثرى غيره بالمعلومات دون توقف... أم هو غير ذلك؟" وأضاف "فى ظل العولمة السلوكية البشرية أصبح من الصعب تصنيف الهوية.. فيرى أنطونيو جرامش أن المثقف نوعان عضوى ووظيفى... فمثلا أستاذ الجامعة بوظيفته ومنصبه هو مثقف وظيفى أما إذا كان له دور فعال فى الحياة الثقافية تحول إلى مثقف عضوى وأنا لا اتفق مع هذا المفهوم الوافد من الغرب لأنه لا يكفى لأن نحكم فى ظل تراجع المثقف الحقيقى وبعده عن الأضواء.. لذا اجتهدت فى طرح فكرة المثقف طبقا لمنهج محورى دائرة العمق به هى مجال التخصص، وتتسع الدوائر الأخرى لتشمل معارف أخرى فمثلا جاستون باشتر هو رجل فيزيائى، ولكنه كتب فى الأدب وعلم النفس. استكمل الضبع "شهدت الثقافة تحولات عديدة فى ظل التكنولوجيا التى يطلق عليها المثلث الخطير وأضلاعه هى (زرع الخلايا - الهندسة الوراثية – الإنسان الآلى)، فالثقافة يعاد تشكيلها فى ظل العولمة التى طرحت فكرة شعوب تصدر ثقافة وشعوب تستوردها، فأصبحنا فى ازدواجية نرفض بوعينا الوافد من الغرب وبداخلنا نطبقه.. نقرأ النص بوعى عربى ونحاكمه بنقد أجنبى!!" أشار الكاتب إلى أنه توصل إلى عدة أنماط لثقافة الإنسان عن طريق التحليل الجامع المانع قائلا "أولهم (ثقافة الجهل) التى تجعل المرتكزات تمارس بشكل متشابه على خريطة ثقافية جغرافية مثل قضية الثأر.. ثم (ثقافة الموروث) وهى ناتجة عن عقائد وتربية معينة متعلقة بداخلنا نحملها معنا فى أى مكان.. (ثقافة المكان) ففى الصعيد حتى اليوم لا تورث المرأة.. ثقافة التأمل وما ينتجع عنها من حكمه... (ثقافة الكراهية) وهى تورث وتزرع أيضا بداخلنا بطرق عديدة ويكون سببها الأكبر عدم وجود ثقافة حوار بين الوالدين والأبناء.. و(ثقافة المستقبل) والتى أصبحت علما يدرس الآن". أما عن علاقة الثقافة بالسلطة فشرح الضبع نظرته قائلا: "هناك 3 أنماط لتلك العلاقة أولا (المثقف الملتحم) الذى يستخدم الثقافة وصولا للسلطة و(المثقف المعتزل) ومثلا عليه شكرى عياد وأخيرا (النمط المذبذب) وهو نموذج مهتز نفسيا لا هو صامت ولا هو فعال"، ويرى الكاتب أن المثقف إذا وصل للسلطة توقف إنتاجه لذلك رفض منصب رئيس قسم اللغة العربية أكثر من 3 مرات. وختم الضبع قائلا "نحن فى أكبر مأزق كبشرية إنسانية فدراسات وخطط الغرب مثلا برنامج الأممالمتحدة الإنمائى يتجه نحو خطواته ضمنيا على الرغم أن 99,9% من المصريين لم يقرأوا تلك التقارير لخطورتها فى التحكم فى الخطط المستقبلية". فى نهاية الندوة ناقش النقاد الأفكار مع الكاتب، حيث اتفق معهم فيما قالوا لكن اختلف فى أن سؤاله عن الهوية ليس مضللا بل هذا هو وقته لأننا فى وقت أزمة وليس كلنا متسق مع ذاته ويدرك هويته، وأنه لن يعرف الثقافة تعريفا حازما بل سيضع علامات دالة لغيره وأجاب على سؤال الناقد أحمد عبد الحميد الذى تمحور حول المشتغلون بالأدب هل هم مثقفون ويلعبون دورا ثقافيا قائلا "نعم.. فالشعر وما غيره من أشكال أدبية هو قمة الإنتاج الثقافى بس بينى وبينكم العملية صفصفت خالص ماذا تبقى من أعلام الصحافة الآن وكيف تمنح الجوائز!!! فالبلد سادتها (الفيهقة) والوعى هو أملنا الوحيد فى تحديد هويتنا.