دعا الأب جورج شحاتة قنوانى، إلى ضرورة الحوار بين الإسلام والمسيحية والبحث فى المشترك بينهما، وضرورة تقبل الآخر، جاء ذلك خلال اللقاء الذى عُقد أمس لمناقشة كتاب "المسيحية فى الحضارة العربية" للأب الراحل جورج شحاته قنواتى. ناقشت القاعة الرئيسية، أمس، بمعرض الكتاب، كتاب "المسيحية فى الحضارة العربية" فى طبعته الجديدة الصادرة عن مكتبة الأسرة، وذلك بمشاركة كل من الكاتب الصحفى أحمد الجمال والدكتور إكرام لمعى، بينما أدار اللقاء الدكتور محمد عفيفى. فى البداية انتقد عفيفى عدم التعريف بالكاتب فى بداية الطبعة الثالثة للكتاب، حتى أن البعض يعتقد أنه غير مصرى، وأوضح "عفيفى" بأن الأب جورج شحاتة قنواتى ولد بالإسكندرية عام 1905 وتوفى عام 1993. وأضاف بأنه درس صيدلة ثم تحول للرهبنة، وكتب كتابات عديدة، ولعب دوراً مهماً فى الحوار المسيحى الإسلامى وتحويل أنظار الفاتيكان لذلك، وأشار "عفيفى" إلى أن هذا الكتاب يلعب دورا مهما فى القضاء على التطرف، ويظهر لنا الدور الذى لعبه المسيحيون العرب فى الحضارة العربية وأن هناك تاريخا من العمل المشترك نستطيع أن نبنى عليه. ومن جانبه قال الكاتب أحمد الجمال، تشرفت بمعرفة الكاتب والمشاركة فى حفل تأبينه عام 1993، كما قدم تعريف للكاتب بأنه صاحب إصدارات عديدة عن ابن سينا وابن رشد فى المسيحية والحضارة العربية، تاريخ الصيدلة والعقاقير فى العصر القديم والوسيط. وأضاف "الجمال" فى عام 93 شاركت فى تأبينه مع الدكتور سليمان حزين المؤسس الأول لجامعة أسيوط، موضحاً بأن الأب قنواتى اتجه إلى العلم الغزير فى مجالات مختلفة، وهو نموذج فذ فى حياة البشرية عندما نجد أنُاساً ينصرفون لخدمة المجتمع. وأشار "الجمال" إلى أن الدومنيكان هى جهه أوربية تأسست فى فرنسا، وأن الآباء الدومنيكان اهتموا بالفلسفة ومحاولة التوفيق بين الفلسفة واللاهوت، وقال يضفر المصريين حياتهم ووجدانهم فيأتى أبونا جورج ليضفر حياة العلم بالفلسفة والصيدلة. وأوضح بأن هؤلاء الأباء الدومنيكان جاءوا مصر وانتشروا فى العالم، وأننا الأن فى منعطف خطير فى حياة الوطن وأن مثل هذة الكتب والشخصيات يجب أن نستعيدها. وفى السياق نفسه قال الدكتور إكرام لمعى، إن الكتاب يثير قضية مهمة وهى قضية الحوار الإسلامى المسيحى الذى نفتقدة كثيراً خاصة هذه الأيام، وأشار "لمعى" لوجود مدرستين فى الحوار: الأولى مدرسة المنولوج، تفترض وجود الآخر، وتضع تصورا للمسيحى من هو كيف يفكر ويرد عليه، ونفس الشىء للمسيحى وتصوره للمسلم. موضحاً بأن هذه المدرسة يطُلق عليها "حوار الطرشان" لأن الاثنين لايسمعان بعضهما ولا يحدث حوار على أرض الواقع. وأضاف "لمعى" أن هذه المدرسة بها نقاط ضعف كثيرة، من ضمنها أنا كمسيحى أريد أن أثبت عقيدتى فأبحث فى القرآن وأحضر آيات وأفسرها من وجهة نظرى، أو مسلم يحضر بعض الآيات من الإنجيل ويفسرها من وجهة نظره. كما أشار للمدرسة الثانية فى الحوار وهى "الديالوج"، وتقول هذه المدرسة بأن كل أصحاب دين هم الوحيدون المخولون بتفسير كتبهم السماوية، وأن كل شخص يعرض وجهة نظره فى باحترام لكتب الآخر. وأضاف "لمعى" أن بعد هذا يحدث أن كل المجموعة التى تتحاور على طريقة الديالوج إيجاد الأرضية المشتركة التى نقف عليها جميعاً، أما نقاط الاختلاف فنتحدث عنها باحترام. وأوضح "لمعى" بأن "قنواتى" قال إن أى شخص يقبل المسيح يدخل فى ملكوت الله، كما قدم للمشترك بين المسيحية والإسلام منها: قال إن المسيحية والإسلام يؤمنان بإله واحد لا شريك له، ويؤمنان أن الله حى قيوم وأنه محب للبشر وعليم بكل شىء، وأن الله رحيم رحمن صمد مجيد، والهن يرسل الأنبياء على طول الزمان، وأن الله يحيى الموتى ويدين البشر وهناك ثواب وعقاب، وأن الله هو العدل والإنسان عليه أن يطبق العدالة، كما تحدث عن جميع الطوائف المسيحية وهذه النقطة نفتقدها الآن، تحدث قنواتى أيضاً عن التراث اليونانية وكيف انتقل إلى اليونان ودور الأديرة فى العبادة. وأشار"لمعى" إلى أن نموذج الأديرة الموجود حالياً، كما تحدث عن المسيحيين فى بغداد فى العصر العباسى وحركة الترجمة حيث قاموا بتعريب التراث اليونانى. كما تطرق الكاتب إلى الشعراء العرب الميسيحين قبل الإسلام وبعده وبصفته متخصص فى الصيدله تحدث عن الطب، واختتم القس إكرام لمعى كلمته بأن الانتماء للشعب المصرى كالانتماء لطين الوطن. كما استشهد بكلمة أحد الرهبان الدومنيكان فى إحدى الحوارات مع الآخر المختلف عنه، حيث قال: أنا لا شئ لو تجاهلتنى وشىء إن عرفتنى وكل شىء إن أحببتنى.