تعد القبائل البدوية بغرب الإسكندرية ومحافظة مطروح مكونا رئيسيا من مكونات المجتمع المصرى، التى لها عاداتها وتقاليدها الخاصة بهم، والتى قد تثير الغرابة لدى الكثيرين من أبناء الشعب المصرى، إما لتصدير صورة سيئة ومشوهة عن القبائل البدوية، أو لعدم انفتاح تلك القبائل على باقى المجتمع المصرى بحيث يجعل المجتمع يجهل الكثير من تقاليد تلك القبائل. لذا يحاول "اليوم السابع" تناول أبرز هوايات القبائل البدوية بغرب مصر، وهى هواية "صيد الطيور" والتى يعشقها أبناء البادية رغم المشقة التى يواجهونها أثناء ممارسة تلك الهواية. تعتبر هواية الصيد هى أحد أهم الهوايات لدى القبائل البدوية بالساحل الشمالى، حيث تتنوع مواسم الصيد مع اختلاف فصول السنة الأربعة، كما أن العادات والتقاليد البدوية المتوارثة منذ مئات السنين أثبتت قيام البدو برحلات الصيد فى الصحراء والساحل فى موسم صيد الطيور المهاجرة، حيث يتم الإعداد لرحلات صيد بين مجموعة الأصدقاء، ويتم تناول الغذاء بما يتم صيده. ويمتاز فصل الصيف باعتدال الطقس الملائم للصيد ويتواجد فى هذا التوقيت من كل عام عدد من الطيور المهاجرة، التى تأتى من قارة أوروبا والتى يقوم البدو بممارسة هواياتهم فى اصطياد هذا النوع من الطيور فى فصل الصيف، وكذلك فى فصل الربيع أيضا أثناء عودة هذه الطيور إلى بلادها مرة ثانية، أو ما يسمى ب"الردة"، ولعل أبرز أنواع هذه الطيور "القمرى – وأبو صفير – والسمان". وبمجرد انتهاء فصل الصيف يأتى فصل الخريف والشتاء بأنواع أخرى من الطيور التى تختلف معها طقوس الصيد عما سبقها، والتى تأتى إلى الأماكن المائية للسكون بها، وتتطلب استعدادات خاصة كى يتمكن البدو من ممارسة هوايتهم فى اصطيادها ومن أبرز هذه الطيور "الغُر – والبلبول – والشرشير" ويستخدم فى اصطياد هذا النوع من الطيور أجهزة صوتية، حيث تقوم هذه الأجهزة بإصدار أصوات خاصة جاذبة للطيور المهاجرة، وتتوجه الطيور ناحية مصدر الصوت فيتم صيد كميات كبيرة من الطيور المهاجرة بفضل تلك الأصوات. كما أن هناك طريقة أخرى للصيد، وهى عن طريق إقامة نوع من الشباك فى مواقع محددة ولها طابع جغرافى معين يناسب هذا الغرض، حيث يتقدم من يرغب فى الصيد بهذه الطريقة بطلب لاستخراج التراخيص اللازمة إلى مديرية البيئة بالمحافظة التابع لها، ويتم استخراج ترخيص الصيد بالشباك بمتوسط مبلغ 100 جنيه عن كل موقع، ويتخذ تعهد بأن يكون ارتفاع الشبكة عن سطح الأرض لا يزيد على 2 متر، وتبعد الشبكة عن شاطىء البحر بحوالى 500 متر، وتكون المسافة بين الشبكة والأخرى لا يقل عن 20 مترا، ويتم إعداد رسم كروكى للموقع المصرح له بالصيد. ويتم إخطار قوات حرس الحدود بصورة من التراخيص والكروكيات، لمنع وضبط ومصادرة الشباك المخالفة على امتداد الساحل الشمالى، وعادة من يستخدم هذا الأسلوب فى الصيد يقوم ببيع تلك الطيور، نظرا للأعداد الكبيرة التى يتمكن من اصطيادها، وتختلف أسعار الطيور حسب أنواعها حيث نجد أن الصيف الماضى ارتفعت أسعار القمرى والسمان بشكل جنونى، وصل سعر القمرى 80 جنيها، للزوج الواحد، بينما وصل سعر السمان إلى 30 جنيها، وأبو صفير 20 جنيها للزوج، و4 جنيهات لزوج عصفور الشحيم والدقنوش، وترجع تلك الزيادة فى الأسعار إلى إقبال الليبيين والخليجيين على شرائه بكميات كبيرة، حيث يتم إعداد ولائم بطريقة بدوية يتناولها الأصدقاء فى الخلاء أثناء رحلات سفارى بالصحراء. ولكن عادة ما يواجه البدو العديد من الصعوبات أثناء ممارستهم لهوايتهم المفضلة، ولعل أبرز هذه المشكلات هى ارتفاع أسعار طلقات الخرطوش التى تستخدم فى الصيد، حيث توقف استيراد الخرطوش من الخارج بسبب الأحداث التى شهدتها البلاد مؤخرا، وهو ما أدى إلى اتجاه الجميع للشراء من المصنع الحربى الذى لا يستوعب هذا الكم من الإقبال على الشراء وما ينتجه لا يكفى المطلوب، كما أن التشديدات الأمنية ومنع الصيد فى الكثير من المناطق التى تكثُر بها الطيور المهاجرة، يعد أبرز المشكلات التى تواجه البدو. ويبقى القول إن هواية الصيد تعد الأفضل لدى القبائل البدوية، والتى يتميزون بها دون غيرهم من المجتمع المصرى.