قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" اليوم الخميس، إن السلطات السورية سوت بالأرض آلاف المبانى فى سبع مناطق سكنية فى دمشق وحماة دون هدف عسكرى واضح سوى معاقبة المدنيين الذين تواجد بينهم مقاتلون من المعارضة، كانوا قد فروا بالفعل. ونشرت المنظمة ومقرها نيويورك صورا بالقمر الصناعى قبل وبعد الهدم، وأرفقتها بشهادة شهود فى تقرير على موقعها على الإنترنت. وتقول المنظمة إن سوريا هدمت عمدا ودون وجه حق آلاف المبانى السكنية فى العام من يوليو 2012، وتقدر أن إجمالى المساحة المبنية التى دمرت يبلغ 360 فدانا، وأن الكثير من المبانى كانت عمارات سكنية يصل ارتفاع بعضها إلى ثمانية طوابق. وذكرت أن الأحياء التى شهدت أعمال الهدم، هى مشاع الأربعين ووادى الجوز فى حماة والقابون والتضامن وبرزة ومطار المزة العسكرى وحران العواميد فى دمشق وبالقرب منها. ولم يتسن لرويترز حتى الآن الاتصال بالسلطات السورية، للتعليق على ما جاء فى التقرير. ونقلت المنظمة الدولية فى تقريرها عن مسئولين سوريين ووسائل إعلام موالية للحكومة قولهم، إن عمليات الهدم شكلت جزءا من جهود التخطيط العمرانى أو إزالة المبانى المقامة بالمخالفة للقانون. لكنها قالت، إن "ظروف" عمليات الهدم تظهر أنها لم تكن تخدم أى غرض عسكرى ضرورى، "وبدت وكأن القصد منها هو معاقبة السكان المدنيين"، الذين يعيشون فى مناطق تواجد بها مقاتلو المعارضة سابقا. وأضافت أن عمليات الهدم كانت فى بعض الأحيان تتم "فى نطاق مواقع حكومية عسكرية أو إستراتيجية كانت قوات المعارضة قد هاجمتها. ورغم أن السلطات ربما كانت لها مبرراتها فى اتخاذ بعض الإجراءات المستهدفة لحماية هذه المواقع العسكرية أو الإستراتيجية، إلا أن تدمير المئات من المبانى السكنية على بعد كيلومترات من هذه المواقع فى بعض الحالات يبدو غير متناسب".