فى ثورة يناير 2011 قالوا عن الصعيد (قطار النسوان من الجيزة إلى أسوان)، لانه لم يشترك فى الثورة ولم يتعبوا أنفسهم فى البحث عن الأسباب، وقد يتستهزأ البعض فى القول (أسباب إيه يا أبو أسباب) أذكرها لك وضع نفسك مكانى: شعب مهمل من 30 سنة لا اهتمام لا رعاية اجتماعية أو صحية أو ثقافية أو فنية أو أو أو أو إلى بعد غد فماذا تنتظر؟ بالتأكيد سيقول لك (وأنا مالى) وأيضًا ماذا تنتظر من شعب معظمة يكمل عشاه نوم؟ من شعب هده المرض وسقت أبناؤه من ذل الغربة أكواب؟ من شعب لم يجد أحدًا يمد له يد العون أو يسمعه كلمة طيبة بل أسمعه من النكت ما جعله يزداد همًا على هم وحزنًا على حزن من الاستهزاء به, حتى الإعلام لم يتعب نفسه ويبحث عن حلول لمشاكل الصعيد بل يكتفى بسرد حوادث وقضايا الثأر واستخدام السلاح والصحف كل همها نشر تلك الصور ولم يبحثوا عن عادات هذا الشعب أو تقاليده لتحسين السيئ والاستفادة من الطيب منه , يا سادة الكل مسئول وأولهم الحكومات المتعاقبة التى لم نر منهم إلا كل وعود براقة لم يتحقق واحد منها وزيارات مرة فى الفترة الوزارية حتى حكومة الإخوان التى نجحت وللأسف بأصوات الصعيد لم نر منها شيئًا وعند زيارة الدكتور مرسى للصعيد لم يحضر لقاءه إلا الأهل والعشيرة فقط. والآن حتى بعد 30 يونيو لم نر شيئًا لهذه الحكومة للصعيد، ولم نر حتى وزير واحد يخرج من الصعيد ولا تقولون لنا زيادة أو غير زيادة من الصعيد أنا أعنى واحد يعيش وسطهم ويأكل أكلهم ويشرب شربهم ويعالج فى مستشفياتهم. لو أردنا ذكر كم الإهمال والمشاكل التى تلم بالصعيد ما كفانا عشرات المقالات ولكن كل لبيب بالاشارة يفهم، وأنا لا أعفى الصعيد من المسئولية فتصرفات البعض جعلت الناس تنفض من حوله بسبب استخدام السلاح, وعادة الثأر, والإهمال, والسفر للخارج, والتسرب من التعليم, والجرى وراء الإشاعات والكلام المعسول من هنا وهناك دون فحص أو تمحيص. والسلبية المتناهية فى المشاركة السياسية والاجتماعية والتقليد الأعمى للشباب واعتمادهم على ما توارثوه لا على ما أنتجوه وإلى غير ذلك من الصفات التى يجب مسحها من ذاكرة الصعيد حتى يواكب عصر جديد مختلف تمامًا عن عصر أراد البعض إقناع الصعيد بأنه العصر الذهبى الذى سيدخلنا الجنة أو يجعلنا فى مصاف البلدان. ونحن فى الحقيقة فى ذيلها، فهل هناك مخرج للصعيد مما هو عليه؟ وهل هناك رئيس قادم يعرف قيمته؟ أو حكومة تعمل على حل مشاكله؟ والصعيد ينتظر القائد القوى المخلص لوطنه الذى لا يفرق بين شعبه ويتذكر الصعيد بالخير لا بالنكت.