وزير الصحة: الطب ليس مهنة الثراء السريع وهذا سبب نقص عدد الأطباء في مصر    عمرو درويش: موازنة 2025 الأضخم في تاريخ الدولة المصرية    في قضية تزوير توكيلات الانتخابات الرئاسية.. تأييد حبس مدير حملة أحمد طنطاوي    صور.. وكيل "أوقاف الفيوم" يستقبل وفد الكنيسة الأرثوذكسية للتهنئة بعيد الأضحى    وزير التعليم العالي: الجامعات الأهلية تمتلك زخمًا من الخبرات الأكاديمية    رئيس جامعة طنطا يتفقد الامتحانات بمركز الاختبارات الإلكترونية بالمجمع الطبي    مركز طبي ومزرعة بحثية.. رئيس جامعة الإسكندرية يتفقد المنشآت الجديدة بفرع تشاد (صور)    سعر جرام الذهب اليوم الإثنين 3 يونيو 2024 (آخر تحديث)    المعايير المؤهلة لإدخال غاز طبيعي لعقار سكني بالجيزة    "المصرية للاتصالات" تنفي تلقيها أي عرض لشراء الأبراج التابعة لها    "الجزار" يتابع موقف تنفيذ عمارات "سكن لكل المصريين" والإسكان المتوسط بمدينة 15 مايو    البورصة تربح 5 مليارات جنيه في منتصف تعاملات اليوم الإثنين    محافظ القاهرة: تكلفة الخطة الاستثمارية تجاوز مليارا و575 مليون جنيه    مصدر: إدخال أكثر من 950 شاحنة مساعدات إنسانية من مصر إلى غزة خلال الأسبوع الماضي    وزير الخارجية: مصر تسعى لتطوير العلاقات مع إسبانيا ورفع مستوى التبادل التجاري    الطيران الإسرائيلي يغير على أطراف بلدة حانين ومرتفع كسارة العروش في جبل الريحان    ألمانيا تستضيف تدريبات جوية لقوات الناتو    فرق الإنقاذ الألمانية تواصل البحث عن رجل إطفاء في عداد المفقودين في الفيضانات    كوريا الجنوبية تعلق اتفاقية خفض التوتر مع نظيرتها الشمالية    الرئيس الأوكراني يوجه الشكر للفلبين لدعم قمة سلام مقبلة في سويسرا    صحيفة إسبانية تكشف موعد قرعة دوري أبطال أوروبا 2024-2025    ليكيب تكشف مدة عقد مبابي مع ريال مدريد    شوبير: محمد عبد المنعم رفض مد تعاقده مع الأهلي    مواعيد مباريات الإثنين 3 يونيو.. ألمانيا وإنجلترا وكرواتيا للاستعداد ل يورو 2024    "ما حدث مصيبة".. تعليق ناري من ميدو على استدعائه للتحقيق لهذا السبب    التشكيل المتوقع لودية ألمانيا وأوكرانيا ضمن استعدادات يورو 2024    ظهرت الآن، نتيجة الشهادة الإعدادية في بني سويف    شروط التعاقد على وظائف المعلمين وإجراءات التقدم بالمدارس المصرية اليابانية    رئيس بعثة الحج الرسمية: لم تظهر أية أمراض وبائية لجميع الحجاج المصريين    تحرير 111 محضرا خلال حملات تموينية وتفتيشية بمراكز المنيا    خلال 24 ساعة . . تحرير 555 مخالفة لغير الملتزمين بارتداء الخوذة    الحماية المدنية تنقذ مركز شباب المنيب من حريق ضخم    تخرج دفعة جديدة من ورشة الدراسات الحرة بقصر السينما (صور)    شقيق الفنانة سمية الألفي يكشف تطورات حالتها الصحية بعد حريق منزلها    لماذا رفض الروائى العالمى ماركيز تقديم انتوني كوين لشخصية الكولونيل أورليانو في رواية "100 عام من العزلة"؟ اعرف القصة    صديق سمير صبري: سميرة أحمد كانت تزوره يوميا والراحل كان كريماً للغاية ويفعل الخير بشكل مستمر    هل يجوز للمُضحي حلاقة الشعر وتقليم الأظافر قبل العيد؟.. معلومات مهمة قبل عيد الأضحى    ما عدد تكبيرات عيد الأضحى؟.. 3 أقوال عند الفقهاء اعرفها    "صيادلة الإسكندرية": توزيع 4 آلاف و853 علبة دواء في 5 قوافل طبية    نقابة الصيادلة بالإسكندرية: توزيع 4 آلاف و853 عبوة دواء خلال 5 قوافل طبية بأحياء المحافظة    وزير الصحة: منصة إلكترونية للدول الإفريقية لتحديد احتياجاتها من الأدوية    علقت نفسها في المروحة.. سيدة تتخلص من حياتها بسوهاج    المكتب الإعلامى الحكومى بغزة: أكثر من 3500 طفل معرضون للموت بسبب سياسات التجويع    هل يجوز ذبح الأضحية ثاني يوم العيد؟.. «الإفتاء» توضح المواقيت الصحيحة    النقل تناشد المواطنين المشاركة في التوعية من مخاطر ظاهرة رشق الأطفال للقطارات بالحجارة    وزير الصحة: نفذنا 1214 مشروعا قوميا بتكلفة تقترب من 145 مليار جنيه    تحرك من الزمالك للمطالبة بحق رعاية إمام عاشور من الأهلي    أول تعليق من التعليم على زيادة مصروفات المدارس الخاصة بنسبة 100 ٪    شرف عظيم إني شاركت في مسلسل رأفت الهجان..أبرز تصريحات أحمد ماهر في برنامج "واحد من الناس"    35 جنيها للمادة.. ما رسوم التظلم على نتيجة الشهادة الإعدادية بالجيزة؟    أسعار اللحوم البلدي والضاني اليوم الاثنين 3-6-2024 في الأسواق ومحال الجزارة بقنا    محمد الباز ل«بين السطور»: «المتحدة» لديها مهمة في عمق الأمن القومي المصري    أسامة القوصي ل«الشاهد»: الإخوان فشلوا وصدروا لنا مشروعا إسلاميا غير واقعي    أفشة: كولر خالف وعده لي.. وفايلر أفضل مدرب رأيته في الأهلي    مقتل شخص وإصابة 24 فى إطلاق نار بولاية أوهايو الأمريكية    دعاء في جوف الليل: اللهم افتح علينا من خزائن فضلك ورحمتك ما تثبت به الإيمان في قلوبنا    مصرع 5 أشخاص وإصابة 14 آخرين في حادث تصادم سيارتين بقنا    الإفتاء تكشف عن تحذير النبي من استباحة أعراض الناس: من أشنع الذنوب إثمًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور عادل عامر يكتب عن : عنف الصعيد والموجهة ضد المرأة
نشر في الزمان المصري يوم 04 - 06 - 2013

مشكلة الصعيد متعددة الجوانب والأوجه وفي اختزال هذه المشكلة الى ذهنية التخلف فقط وإلقاء اللوم على الفرد الصعيدي هو نوع من التخلي عن المسؤولية، الصعيد الآن يتجه الي العنف اكثر مما مضى رغم مظاهر التقدم وانخراط ابنائه في التعليم، هذا العنف يتجلى في القتل بهدف الثأر أو في ارهاب الجماعات المدعوة مجازا اسلامية، رغم انها في جوهرها لا تختلف عن ممارسات الجماعات في إيطاليا، والذي تشكل نسبة التخلف فيه تخلف الصعيد مع الاحتفاظ بالفارق بين روما والقاهرة، هذا العنف الناتج عن خلل علاقة روما بالجنوب الايطالي ادى الى ظهور المافيا في بداية عصر الصناعة، وها هي مصر تدخل نفس النقطة في مسار التنمية لتنتج مافيا الصعيد.
هذه المافيا لا بد ان تبحث عن غطاء مقبول في البيئة المحلية، فمرة يتغطى هذا السلوك بالإسلام فنطلق عليه عنف الجماعات الإسلامية، ومرة يتغطى بالعادات والتقاليد فنطلق عليه مصطلح الثأر، ولكن الحقيقة المرة هي ان مصر تدخل مرحلة حرجة من حيث الحراك إلى اسفل والى اعلى، وبشكل أفقي أيضا مما يخلخل البنية الاجتماعية الصعيدية، ويجعلها في حالتها المضطربة التي نراها الان، والتي تقع مسألة علاجها في المقام الاول من بداية فهمها، ورغم إنني قريب وبعيد في نفس الوقت من هذه الظاهرة إلا انني اشك في قدرتي الموضوعية وذلك لقربي العاطفي من الحالة الصعيدية، لذا ادعو الباحثين المهتمين بهذه الحالة لمحاولة مقارنتها بجنوب ايطاليا وكذلك جنوب المكسيك حتي يتسنى لنا معرفة العوامل الجوهرية المحركة لظاهرة العنف هذه ونتجنب القاء اللوم كله على عامل الاسلام او عامل الثقافة الصعيدية والعادات والتقاليد (في حالة الثأر). هذه المقارنة مع مجتمعات ذات عادات مختلفة تقاسي من تبعات نفس حوادث الثأر البشعة تجدد مشاعر الحقد بين كثير من العائلات والقبائل التي تشكل النسيج الاجتماعي في صعيد مصر، بعدما أصبحت هذه المذابح عنوانًا يداعب خيال بعض أبناء الصعيد الذين يطلبون القصاص والثأر لذويهم، في كيفية انتقام رجال العائلة لشرف عائلتهم وتحقيق هيبتها بين العائلات والقبائل الأخرى وبذلك ينتقل الأخذ بالثأر من كونه موروثا اجتماعيا يسعى لتحقيق القصاص والعدالة في قتل القاتل، إلى ساحة جديدة يختلط فيها الأخذ بالثأر ودفع الظلم إلى ساحة الانتقام وإبادة الآخرين وتلك هي الطامة الكبرى إذ أننا نجد أنفسنا أمام حروب ثأرية لا تختلف عن مثيلاتها التي وقعت قبل الإسلام واستمرت أربعين عامًا كحروب داحس والغبراء وربما ظهرت داحس والغبراء في كثير من قرى الصعيد التي تحتدم الخصومة بين عدد من عائلاتها الراية الأسبوعية تناقش هذه الأزمة المستعصية في صعيد مصر. يتميز صعيد مصر بسمات معينة تكاد تكون قاسماً مشتركاً بين سكانه، حيث تتراوح صفاتهم ما بين الطيِّبة والصفات غير المرغوبة، ففي حين يُعرف الصعيدي بالرجولة والشهامة والإصرار والعزيمة، يُعرف أيضا بحدة الطباع والعنف التي تعتبر صفات سلبية، وهي الوجه الآخر الملازم للصفات الطيبة المذكورة آنفاً، ما يجعل حوادث العنف في الصعيد تتصاعد بين فترة وأخرى، ويسقط على أثرها العديد من الضحايا، وتتعدد أسباب تلك الجرائم ما بين الدينية، أو العصبية القبلية، أو الإحساس بالتميز والاختلاف، نظراً للإرث الضخم الذي يحمله الصعيدي في لاشعوره "
وبلا شك فهي تعود بجذورها إلى عادات قبليّة عربية منذ عصور ما قبل الإسلام، ليس هذا فحسب، بل ربما يذهب "وليّ الدم" لأبعد من هذا حينما يقرر أن يفرض على نفسه سلوكاً متقشفاً كأن يمتنع عن الاغتسال أو تغيير الثياب أو حلاقة ذقنه أو شعره، وتقوم النسوة بدفن أواني الطبخ في باطن الأرض، فلا طبخ ولا موائد حتى يتم الحصول على الثأر، ويمنع الأطفال من اللهو أو ارتداء ملابس جديدة أيضاً، وباختصار تعيش العائلة أو القبيلة حالة "طوارئ" واستنفار قصوى حتى يؤخذ الثأر وتعتبر المرأة الصعيدية هي الحارس على خزانة الأحزان والمحرض على أخذ الثأر والإسراف فيه .
ففي فترات سابقة، كان الصعيد منشأ ثورات من أنواع مختلفة، ونادي البعض باستقلاله عن مصر، وظلت محافظات الصعيد تمثل مشكلة بالنسبة للأمن والسلام والاستقرار في البلاد، فإلى جانب الطبيعة الحادة للمقيمين في الصعيد، وهي طبيعة ناتجة عن البيئة القاسية التي يعيشون فيها، هناك العديد من العوامل الأخرى التي تسمح بحرية التحرك دون رقابة في الأماكن المختلفة، ما يجعل الجماعات الإجرامية تجد الصعيد مكاناً مناسباً لها، فضلاً عن عصابات تجارة المخدرات وتجارة السلاح، وجميعها تعتمد على امتداد الصعيد على رقعة مترامية الأطراف، ما يجعل السيطرة عليه أمراً بالغ الصعوبة. يعيش أهل الصعيد بمنطق أقرب إلى منطق المنسيين، أو المهمشين، ما يجعلهم حريصين على أحد أمرين، إما إثبات وجودهم وحضورهم ومركزيتهم بشتى الطرق والوسائل، وإما التصرف بحرية تامة، دون الوضع في الاعتبار أي ضوابط أو قواعد أو قوانين، وهما عاملان قادران على توليد أكبر قدر ممكن من العنف، سواء الطائفي أو القبلي، وبالتالي يكون من السهل أن تظهر أحداث العنف لأهون الأسباب، سواء بسبب خصومة ثأرية على أمر تافه أو جلل، أو بسبب الحساسية الدينية التي قد تتفجر في بعض الأحيان على شكل أحداث عنف دموية. من منطلق النسيان والتهميش، ظهر نوع آخر من الجرائم في الصعيد، وهي جرائم غامضة يصعب حلها أو الوقوف على أسبابها الحقيقية حتى الآن، وكذلك الاعتماد بشكل كبير على العصبية القبلية، أو ما يمكن تسميته ب"سلطة القبيلة أو العائلة" الأمر الذي يحرك الخصومات الثأرية ويجعل مداها يستمر لسنوات طويلة، ثم تنفجر فجأة بشكل وطريقة غير متوقعة، فالانتماء للعائلة أو القبيلة يسبق كل شيء في الصعيد، وبالتالي يلعب هذا العرف دوراً كبيراً في استمرار موجات العنف الثأرية، وربما يلعب دوراً أيضاً في حالات العنف الطائفي. مجموعة العوامل التي تحكم وتوجّه مسألة العنف في الصعيد، جميعها وليدة البيئة الأقرب للصحراوية، التي تحيط بمحافظات الوجه القبلي، ووليدة الأعراف والتقاليد والقيم السائدة في تلك الأماكن، والمفارقة المثيرة للجدل هي أن الجرائم أو أحداث العنف، التي تظهر من فترة لأخرى، لا يمكن اعتبارها تصرفات أصيلة لدى سكان الصعيد، بقدر ما هي طاقات سلبية تطغى على بعض الأشخاص في لحظات معينة، في حين أن الأصل في تلك الطاقات هي الصفات الإيجابية التي تمثلها بالأساس، إلا أن الموقف والظرف الذي تقع فيه الجريمة أو حادث العنف، يستدعي توظيف الطاقة السلبية بدلاً من نظيرتها الإيجابية.
أن المرأة تشارك بشكل أساسي فى كل جوانب الحياة بداية من كونها ربة المنزل وتساعد زوجها فى عملية الزراعة أما برعاية الحيوانات أو العمل المباشر فى الأرض. ورغم كل ذلك مازال المجتمع يقوم بالتمييز ضد المرأة ، هذا التمييز الذى يمارس يومياً من قبل الجهات الرسميه فى الممارسات اليوميه لبعض المسئولين فى أجهزة الحكومة. او ببث الدعايه اليوميه من خلال أجهزه الأعلام التى تؤكد على أفضليه الرجل عن المراه وتعطى الحق له فى ممارسه العنف ضدها ، هذا نهيك عما تواجه المراه من تمييز على اساس الجنس فى نطاق الاسره أوالشارع أوالعمل مع عدم التقدير لدورها فى التنمية والارتقاء بالمجتمع .
- ان العنف الواقع على المرأة المصرية يرجع لاسباب اقتصادية واجتماعية وثقافية 00 وان العوامل الاقتصادية تستحوذ على اعلى نسبه بين العوامل الأخرى فى تزايد ظاهرة العنف كما يؤكد التقرير أن أعلى نسبه من هؤلاء الجناة والضحايا من الاميين.
- أغلب أسباب جرائم العنف ترجع إلى أسباب مادية وخلافات عائليه وزوجيه وجرائم شرف وتعاطى مخدرات.
-تعانى المرأة من تمييز واضح فى العمل نتيجة للثقافة والعرف السائد بالرغم من أن معظم التشريعات والقوانين تنص على المساواة بين الرجل والمرأة
وفي محاولة للحد من تلك الظاهرة ومواجهتها والتقليل من عدد ضحاياها فقد لجأ المصلحون ورجال الدين في الصعيد إلى إجراء المصالحات بنظام "القودة" الذي يرضي أهل القتيل ويحفظ كرامتهم بين ذويهم ويحمي القاتل وأهله وينجيهم من موت محقق. وقد نجح رجال الدين والمصلحون والوجهاء في إتمام عشرات المصالحات الثأرية بنظام القودة في المنيا وأسيوط وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان وخاصة بعد أن وفرت لهم الأجهزة الأمنية دعما كبيرا بعد أحداث بيت علام. والقودة لغة هي "الجودة" لكنها حرفت وصارت تنطق "قودة" حيث تقول العربية جاد..يجود..جودا والجودة يجود بها المحقوق "أي الذي عليه الحق" فيقدم نفسه حاملا كفنه لصاحب الحق الذي يجود بدوره بالعفو عن المحقوق والأجاويد من يقومون بالصلح ويتوسطون بين المتخاصمين. وينشط الأجاويد لإتمام اتفاقيات المصالحات لإنجاز ما يسعون له من حقن لسفك الدماء ونشر المحبة والسلام بين الناس. وللقودة أو الجودة تاريخ طويل لدى العرب وتختلف في معناها والتزاماتها من بلد إلى بلد ومن أنواع الجودة التي عرفها العرب رحيل القاتل وأهله من بلد القتيل مدة لا تقل عن دهر أي مئة عام. وكذلك قيام القاتل بتقديم نفسه إلى أهل القتيل في جمع من الناس يتقدمهم أعيان البلد ورؤوس العائلات حتى يعفو عنه أهل القتيل تقديرا للمجلس والجمع الكريم وبذلك يكون قد احتفظ القاتل بحياته وحافظ أهل القتيل على كرامتهم وعزتهم وأكدوا قوتهم لبني قومهم وهو أمر معمول به في المصالحات الثأرية بصعيد مصر ونجد ان الدراما التليفزيونية جددت حوادث الثأر مثل "أفراح إبليس" وحدائق الشيطان ولم تسع إلى معالجتها. أصبح معتادا أن يتصدر العنف المفرط عناوين صفحات الحوادث وهو مايطرح التساؤل أين يمارس العنف؟ وضد من؟.. وبحسب المتخصصين فالوضع يستحق الاهتمام عندما يكون هذا العنف داخل المنزل وضد أفراد الأسرة الواحدة, خاصة كبار السن إذ يعاني69% منهم لإهمال يؤدي إلي الوفاة, بينما يتعرض حوالي56% إلي العنف البدني, وفقا لما تكشفه سجلات الوفيات الواردة لدار التشريح التابع لمصلحة الطب الشرعي بوزارة العدل خلال الفترة من2007 وحتي2009 وبعدد اجمالي2868 حالة, ومن الملاحظات اللافتة للانتباه وفاة23% بسبب الطعن بالسكين بين139 حالة من كبار السن.
ثم تتنوع الأسباب والدوافع لارتكاب مثل هذه الجرائم حيث تأتي بعد ذلك دوافع الخلافات الأسرية وبخل الرجل والخيانة الزوجية.. ثم تأتي سرقة أموال الضحية كسبب ثالث من أسباب العنف ضد الرجال. حين تتعرض المرأة لحالة القهر والإهانة والقسوة لمدة طويلة.. أو حين يمارس الرجل معها ألواناً من العدوان السلبي فإنها تنفجر بداخلها قوة انتقام هائلة تمنحها عدوانية غير متوقعة لأحد! وهذه الطاقة لا تمكنها فقط من الضرب ولكن أحياناً تمكنها من القتل بأبشع الوسائل مثل تقطيع الزوج وتعبئته في أكياس.. ومع هذا فضرب الزوجة لزوجها يكون في الأغلب ضرباً غير مبرح وكأنه فقط تعبير رمزي عن الشعور بالظلم والإهانة. وغالباً ما يكون ذلك بيديها.. إلاّ أن الأساليب شهدت خلال العامين الماضيين تطوراً كبيراً.. ووفقاً لدراستين قام بهما كل من المركز القومي للبحوث ومركز "ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان" فإن الأدوات التي تستخدمها المرأة في ارتكاب جرائمها تجاه الرجل تتمثل في استخدام الأسلحة البيضاء مثل السكين والساطور والمطواة وذلك بنسبة 25.3% على مستوى الجرائم على مستوى المحافظات . بينما يسبق هذا النوع من الأسلحة استخدام الآلات الحادة وذلك بنسبة 27%. ووصل معدل استخدام الأسلحة النارية إلى 17.1% واستخدام السم مثل التيتانوس والمبيدات الحشرية وصبغة الشعر إلى 11.2% ثم الحرق بالنار واستخدام قوالب الطوببنسبة 5.3% ويليها الضرب بالعصا والحذاء أو المنفضة أو المقشة أو أي شيء من أدوات المطبخ بنسبة 4% تقريباً. وبعضهن استخدمن مهارتهن في فن لعبتي الكاراتيه والجودو في تأديب الرجل وهي تشكل نسبة ضئيلة لم تتجاوز 4حالات رصدتها الدراستان. وهنا تجدر الإشارة، إلى الدراسة التي قام بها فريق بحثي بالمركز القومي للبحوث تحت إشراف الدكتور "أحمد العبدي.. الأستاذ بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية" والتي يسجل فيها ملحوظة هامة حيث ثبت أن 45% من جرائم النساء تم ارتكابها في الأيام السابقة للدورة الشهرية أو أثناءها أو بعدها بفترة قصيرة حيث تكون المرأة في أسوأ حالاتها النفسية.. أما الضحايا من الرجال فكان منهم 39.3على علاقة زواج بالجانيات.. ويأتي الجيران بين نسبة الغرباء 2% بينما كانت 48.6% من النساء القاتلات الأمور. وان الخلع في المادة 20 من القانون رقم 1 لسنة 2000 بشأن تنظيم بعض أوضاع وإجراءات التقاضي في مسائل الأحوال الشخصية فالقاضي لا يحكم للزوجة بالخلع بناء علي طلبها إلا بعد أن يحاول الصلح بينهما ببعث حكمين للتوفيق وإن لم يوفقا وأصرت الزوجة علي الخلع خلعها القاضي وأمر القاضي الزوج أن يأخذ ما قدمه من مهر أن تتنازل الزوجة عن جميع حقوقها الشرعية ولكن حضانة الأطفال لا يصلح أن تكون مقابل الخلع ولكن كان هناك كبت في العلاقة الزوجية كشف عنها ذلك الخلع الذي تقبل عليه الزوجات بصورة كبيرة ولذلك أن تكون هناك وقفة من المراكز البحثية لدراسة تلك الظواهر التي تدعو المرأة أن تقدم علي هذا الطلاق لأتفه الأسباب وتلك الإحصائيات هي ناقوس خطر يجب أن يفيق الكل من نومه سواء المؤسسات الدينية أو الإعلامية في توعية الشعوب بخطورة تلك الآفةالتي تمثل خطراً علي استقرار الأسر. أن بعض الدراسات رصدت أن وجود حالات الخلع لأتفه الأسباب والتي قد تصل إلي حد النكت ولكنها كانت قاصرة علي بعض الطبقات الاجتماعية وبخاصة العليا ثم حدث تذبذب في نسبة المطلقات خلعا إلي أن زادت في السنوات الأخيرة وأن ذلك يرجع لعدة أسباب منها عدم التكافؤ عند الاختيار وزيادة الفجوة الاقتصادية والتعليمية بين الزوجين وكذلك عدم القدرة علي تحمل المسؤولية في الزواج كما أن هناك أسباباً أخري مثل قيام بعض المنظمات النسائية بإشعال المنافسة بين الأزواج للقضاء علي قوامة الرجل وبعض الأعمال الدرامية التي تظهر أن الخلع أفضل وسيلة للمرأة ولذلك تشير التوقعات أن الخلع خلال أعوام قليلة سيبلغ 100 ألف مطلقة وعلي ذلك يجب أن ندق نواقيس الخطر من اليوم. تعيش مصر اليوم أسوء موجة عنف دامية منذ تولي الرئيس محمد مرسي رئاسة البلاد، وذلك نتيجة لتصاعد أعمال العنف الدامي وتزيد حدة التوتر والصراع السياسي بين الاطراف المتخاصمة بشكل غير مسبوق، وبالتالي قد تقود براثن العنف والفوضى الحالية الدولة المصرية الى هشاشة سياسية وامنية واقتصادية خطيرة جدا خلال الفترة المقبلة. فعلى الرغم من المبادرة التي تجسدت بوثيقة الأزهر الصادرة بعد اجتماع ضم مختلف القوى السياسية في مصر لنبذ العنف، الا ان موجة العنف الدامية لا تزال مستمرة بلا هوادة، فلم تنجح هذه الوثيقة في شق طريق السلم والخروج من هذا المأزق الامني الخطير. ففي ظل أجواء التوتر الكامن بين الحكومة والمعارضة، وبين وعود الإصلاح ونسمات الحرية المترددة، يبدو ان حالة الاحتقان السياسية والحقوقية والتظاهرات الكبيرة التي تشهدها بلاد الفراعنة، ستدخلها دائرة الأزمات المستدامة، بسبب ديمومة التنافر السياسي الحاد، والصدامات السياسية المتتالية، التي أدت الى شل النظام السياسي والتنمية الاقتصادية ايضا. في سياق متصل قتل محتج واحد على الأقل بالرصاص وأصيب عشرات آخرون عندما اشتبكت الشرطة مع متظاهرين يطالبون بخلع الرئيس المصري محمد مرسي، وألقى شبان قنابل بنزين واطلقوا العابا نارية على الجدار الخارجي لقصر الرئاسة في شرق القاهرة مع حلول الليل. وردت الشرطة باستخدام خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع مما اثار اشتباكات في الشوارع المحيطة بالقصر، وقال شاهدان انهما رأيا محتجا قتل بالرصاص في القاهرة امامهما، وقالت المحامية راجية عمران وهي احد الشاهدين انه امر مؤكد وانها موجودة في المستشفى وان المحتج اصيب بطلقات في رقبته والجانب الايمن صدره، وأكدت مصادر طبية وامنية مقتل محمد حسين قرني (23 عاما) بالرصاص الحي، وقال رئيس هيئة الإسعاف المصرية ان 54 شخصا على الاقل اصيبوا في شتى انحاء مصر ومعظمهم في القاهرة، وانهى تجدد العنف هدوءا استمر بضعة ايام بعد ادمى خلال حكم مرسي الذي بدأ قبل سبعة اشهر، وأدت احتجاجات في ذكرى مرور عامين على الانتفاضة التي اسقطت حسني مبارك الى قتل نحو 60 شخصا منذ 25 يناير كانون الثاني مما دفع قائد الجيش الى التحذير من ان الدولة على وشك الانهيار
كاتب المقال
دكتور في الحقوق و خبيرفي القانون العام
ورئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية
عضو والخبير بالمعهد العربي الاوروبي للدراسات الاستراتيجية والسياسية بجامعة الدول العربية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.