تشهد جماعة الإخوان المسلمين، أكبر قوى المعارضة المصرية، أزمة داخلية حادة وصلت إلى حد تداول أنباء حول تقديم المرشد العام للجماعة محمد مهدى عاكف استقالته على خلفية خلافات حول تصعيد عصام العريان أحد قادة التيار الإصلاحى إلى مكتب الإرشاد، حسب تقارير صحفية. وقالت الصحف المصرية اليوم الاثنين، إن عاكف قدم استقالته أمس الأحد بعد اجتماع عاصف لمكتب الإرشاد أصر خلاله على موقفه المؤيد لتصعيد القيادى فى الجماعة عصام العريان إلى مكتب الإرشاد، وهو بمثابة المكتب السياسى للحركة. ولم يتسن الاتصال بعاكف للتأكد من صحة خبر الاستقالة، كما رفض نائبه الأول محمد حبيب الإجابة عن أسئلة حول حقيقة ما يجرى داخل الجماعة. واكتفى حبيب بالقول "سأصدر بيانا لاحقا" حول هذا الموضوع. وامتنع كذلك العريان عن الإدلاء بأى تصريح وقال إنه "لا تعليق" لديه حول ما نشرته الصحف. وفى تصريح بثه موقع الإخوان المسلمين على شبكة الإنترنت، أكد عاكف أنه "فوجئ بالأخبار التى تتردد حول تقديمه استقالته". وقال موقع الإخوان إن المرشد "رفض الرد على ما تردد بخصوص تقديم استقالته، مؤكداً أن أمور الجماعة موكولة لأعضائها، وهم وحدهم المنوط بهم ترتيب شأنها الداخلى". يأتى ذلك فى الوقت الذى أشارت فيه وسائل الإعلام إلى أن عاكف واجه ضغوطا شديدة فى اجتماع عاصف لمكتب الإرشاد أمس الأحد، من قبل النائب الأول محمد حبيب والأمين العام للجماعة محمود عزت بسبب رفضهما رغبة المرشد العام فى تصعيد عصام العريان لعضوية مكتب الإرشاد خلفا للعضو الراحل محمد هلال، وأن عاكف غادر الاجتماع وهو فى حالة انفعال شديد، وأغلق جميع هواتفه، وكلف محمد حبيب بممارسة مهام عمله وفقاً للائحة الداخلية للجماعة. ومن جانبه أكد الصحفى عبد المنعم محمود الذى ينتمى إلى الجناح الإصلاحى فى جماعة الإخوان، أن استقالة عاكف يمكن أن تؤدى إلى انقسام خطير داخل الجماعة، وقال إن "عاكف رجل متوازن يحاول التقريب بين مختلف وجهات النظر، وبدونه يمكن أن يحدث انفجار داخل الجماعة". وكان عاكف المرشد السابع للإخوان، قد صرح قبل عدة أشهر أنه لا يعتزم إعادة ترشيح نفسه لمنصب المرشد العام بعد انتهاء ولايته الحالية نهاية العام الحالى، بعد قضائه خمس سنوات فى منصبه. يذكر أن الإخوان المسلمين حققوا اختراقا تاريخيا فى الانتخابات التشريعية الأخيرة التى جرت العام 2005 إذ فازوا ب 20% من مقاعد مجلس الشعب 88 نائباً. أخبار متعلقة.. حبيب: عاكف راية الإخوان وأعز علينا من أنفسنا