كلما اقتربنا من يوم الاستفتاء ومن التوقعات أن تحصل «نعم» على نتيجة عالية سيعتبر أنصار الإرهاب ومن وراءهم أن هذه النتيجة هى تأكيد للهزيمة ودعم لشرعية 30 يونيو، وأنها تطوى نهائيا شرعية النظام السابق، وحينئذ أمام الجنون الذى سيشعر به الخاسرون لن يبقى أمامهم إلا القتل والاغتيال للأبرياء ورجال الشرطة، وسيراهن من يمارسون الإرهاب على دماء المصريين التى ستسيل ليقولوا هذا خطأ الدولة فى محاولة فاشلة لتبرئة أيديهم من شهداء مديرية أمن الدقهلية، ومبنى مقابل للمخابرات بحدائق القبة، واستشهاد مساعد بقوات الأمن بالعريش.. وغيرها وغيرها مما أدى إلى 124 حالة وفاة وإصابة 1740 و65 حالة اعتداء على المنشآت الحكومية منذ اندلاع ثورة يونيو.. ما هو الحل فى هذا التحدى وهذا الرهان؟ نريد أبناء شعبنا الذى لم يعرف عنه الجبن فى تاريخه أن يحمل بقوة وإرادة شعار «لن نخضع أمام إرادة الإرهاب» لأن الخضوع سيكون نهاية قدرتهم على الحياة، وأن نستمر فى الرد على العدوان حتى نهزم الخصم الذى اختار الغدر والاغتيال لأبطال هذه الأمة. لقد قاوم شعب هذا البلد فى 1919 وفى الخمسينيات ضد المحتل البريطانى وفى 56 ضد العدوان الثلاثى وعانى الأمرين والعذاب من الغارات الإسرائيلية أثناء حرب الاستنزاف من 67 إلى 73. هذا الشعب يواجه اليوم خصما من نوع آخر إنهم جزء من الشعب المصرى، ولكن يساعد ويدعم غدره وجرائمة قوى أجنبية من قطر إلى تركيا، فضلا على الغطاء الإعلامى الأوروبى الأمريكى ليرفضوا إعطاء صفة الإرهاب لحلفائهم من جماعة الإخوان. أما عن مناورات الإخوان فى الخارج متعاونة مع قوى أجنبية ومن خلال ما يسمى بمؤسسات «لوبى» يموّل قطرياوتركيا ومن أثريائهم، فلهم فعلا فرص فى قصير الأجل ليؤثروا فى مواقف أمريكا وفرنسا وإنجلترا.. ولكن سيمر وقت تشعر بعدها هذه الدول أنه لا أمل أن تنتصر جماعة الإخوان على المدى المتوسط أو طويل الأجل، وإذا نظرنا إلى التاريخ سواء وقت الملكية أو فى عصر الزعيم جمال عبد الناصر أو قائد معركة الحرب والسلام الرئيس الراحل أنور السادات فقد خسرت الجماعة كل معاركها فى هذه العصور بعد أن قتلوا رؤساء وزارات وقضاة وحاولوا اغتيال عبد الناصر، وتحالفوا ثم تخاصموا مع الرئيس أنور السادات، أما فى ظل حكم الرئيس السابق مبارك فقد اختاروا التعاون ودخول مجلس الشعب وناورت بعض القوى داخل الحزب الوطنى لتجد فى التعاون مع الإخوان فائدة مرحلية، وحتى فى علاقة الإخوان مع المملكة العربية السعودية فقد حصلت على الدعم المالى والعملى السعودى قبل أن تكتشف المملكة أن الإخوان يؤثرون على شباب ورجال السعودية لينحازوا للتطرف وخلق مشاكل ومشاغبات للدولة، فانقلبت عليهم الدولة وغيرت سياستها نحو الإخوان قبل أن تذهب إلى دعم ومساعدة الشقيقة مصر بعد إزالة النظام الإخوانى السابق. نفس السيناريو بالنسبة للإمارات قبل أن تكتشف الدولة ورجال الأمن لديها أن هناك تنظيمات سرية تخطط لضرب الاستقرار فقامت باتخاذ الإجراءات اللازمة لإبعادهم، وضمت صوتها ودعمها لمصر بعد صدامها ومعركتها مع الإخوان فى مصر، وقامت بدعم الدولة والشعب المصرى ماليا وسياسيا، ويجب ألا ننسى الدور المشرف والجرىء للمملكة العربية السعودية والإمارات فى رفض الضغوط الأمريكية عليهما لتغيير موقفهما تجاه مصر.