على مدار عام 2013 كانت للأصابع المصرية فوائد أخرى، إلى جانب الكتابة، وتناول الأكل والشرب وارتداء الملابس، فقط كل ما عليك بأن تشير بهم، ليفهمك من حولك ما تقصده دون أن تنطق بكلمة واحدة. البداية لم تكن سياسية كما يعتقد البعض، فقد كانت إشارات رابعة وعلامات النصر مستوحاة من حياة المصرى اليومية داخل الميكروباص، وفى الشارع أو تعبيراته وانفعالاته المختلفة، منها إشارة رابعة بين أنصار جماعة الإخوان المسلمين وعلامات النصر التى حملت على عاتقها رمزية رجال الثورة. واللافت فى الأمر أن سائقى الميكروباص فى مصر هم أول من ابتدعوا هذه الإشارات قبل أن تدخل معترك الحياة السياسية، ليكون لهم الفضل الأول فى تغيير مفاهيم كل المصريين عن لغة الإشارة، سعد متولى عباس (29 سنة) سائق ميكروباص على خط "الجيزة – هرم" يقول إنه لم يجد سوى إشارة الجرس، تعبيرًا عن وجهته، ليخلص نفسه من عناء التحدث إلى الركاب فى كل مرة. ويضيف "عباس" أنه يعمل على هذا الخط منذ أن كان تباعًا على سيارة أجرة, وأنه لم يستخدم هذه الإشارة إلا منذ عامين فقط، وكانت سببا فى جلب الخير له فقد تزايد عدد ركابه بسبب استغنائه عن الكلام، واستبداله بلغة أقوى وهى الإشارة. بينما كان على رجب منصور: يدير سيارته الميكروباص بعد تحميلها بالركاب منطلقا إلى وجهته، سأله أحد الأشخاص عن وجهته، فأشار له بأصابعه السبابة والوسطى إلى أعلى ليفهم الراكب على الفور خط السير هو الحى السابع بمدينة النصر، دون أن ينطق هو بكلمة واحدة، ليشرح ل"اليوم السابع" السر وراءها، فيقول إن الإشارات كانت صعبة على الركاب فهمها فى البداية، ليعتاد عليها السائق والراكب معا، متحدثا: "بلاقى إنها طريقة سهلة بتخلصنى من الوقفة على الفاضى والبنزين يشطب والفرامل تتاكل كدا أجدع بكتير". الزحام هو ما أجبر عبد الله الكسار (سائق الميكروباص الأجرة على خط "إمبابة- أرض اللواء") أن يربت على كتفيه فى إشارة إلى خط سيرة "أرض اللواء"، ليفهمه الركاب على الفور، ويهرولون على سيارته، فيقول: "مش كل حد هيسألنى رايح فين، هقف علشان أقوله إمبابة لواء لازم الواحد يتصرف"، ربما يكون هذا مبرره الوحيد الذى ضاعف من حصيلته الشهرية، وخفف من أعباء دفع أقساط عربته الميكروباص. يقول الدكتور أحمد عبد الله، أستاذ الطب النفسى بجامعة الزقازيق، ل"اليوم السابع"، عن لغة الإشارة بين المصريين، إنها موجودة لدى كل إنسان منذ الفطرة لكن استخدامها زاد بين المصريين فى الفترة الأخيرة لأنهم مبتكرون، وهو ما يؤكد على معانى أهمها إمكانية الاستغناء عن الهتافات والكلمات بالإشارات الرمزية لإيصال نفس المعنى، وهى دلالة أيضا على عصر السرعة الذى غير من ملامح العالم، ولم يعد هناك وقت للحديث والاسترسال والإطالة. لمزيد من اخبار المنوعات السعودية تدرج الأمراض النفسية والمخدرات فى فحص الزواج بالصور.. "جوانا خير" وحملة تدفئة لأهالى قرى الجيزة الأنانية واستغلال العنوسة والظروف المادية الصعبة وراء الزواج الثانى