سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
76 عامًا على إنتاج فيلم "سنو وايت والأقزام السبعة".. الأميرة الخيالية تحولت لماركة مسجلة للأدوات المدرسية.. واستشارى طب نفسى: غير مناسب للفتيات الصغيرات لأنه يجذبهن لتكوين علاقات عاطفية فى مراحل مبكرة
فيلم كارتون قد يشكل شخصية طفل ويؤثر على حياته فى مراحلها اللاحقة، خاصة إن كان فيلما مثل "بياض الثلج والأقزام السبعة" الذى نال شهرة واسعة، وجوائز عالمية جعلت بطلته الخيالية شخصية محبوبة ومؤثرة فى الأطفال، لتتحول إلى ماركة مسجلة لتسويق الأدوات المدرسية من أقلام ومساطر وكراسات وأوراق الحائط ولعب الأطفال وغيرها من المنتجات التى تحمل صورة "سنوو وايت" وأقزامها السبعة. الفيلم أنتجته شركة والت ديزنى يوم 21 ديسمبر من العام 1937، وهو أول فيلم كرتونى طويل مقتبس من قصة بياض الثلج للأخوان غريم التى ظهرت فى عام 1812، وهى قصة تعود جذورها إلى التقاليد الأوروبية. ويعتبر الفيلم علامة بارزة فى الرسوم المتحركة وأيضاً السينما من حيث الابتكارات التقنية والفنية المتقدمة المستخدمة فيه، وبلغت ميزانية إنتاج الفيلم نحو 1.48 مليون دولار أمريكى، وهو ما يعتبر رقماً قياسياً فى هذه الفترة. وكانت أرباح الاستثمار الذى حققته الشركة المؤسسة من قبل" والت ديزنى" كبيراً، وذلك أيضاً فى أول عرض للفيلم، مما يؤكد أن الفيلم حقق نجاحاً لا يمكن إنكاره. تدور أحداث القصة حول سيدة قاسية، عملت كرئيسة لقصر الملك وتسببت فى قتل زوجة الملك ثم تزوجته بحجة الاعتناء ببنته بياض الثلج، ولكنها بعد أن ملكت زمام الأمور فى القصر حبست الملك وتسبب فى موته، وحولت الأميرة بياض الثلج إلى خادمة كل ما عليها فعله هو تنظيف الأرضية وكنس القصر بأكمله. وكانت الملكة الشريرة تمتلك مرآة سحرية إذا ما سألتها سؤالا تجاوبها على الفور، وكان سؤالها الأوحد (من هى أكثر النساء جمالا فى العالم؟) وكان الرد عليها أنها هى الأجمل فتزداد غرورا وتكبرا وطغيانا، إلى أن يأتى اليوم التى تجيبها المرآة بأن أجمل النساء العالم هى الأميرة بياض الثلج، فتوصى صياد القصر باصطحابها لنزهة بالغابة ثم يقتلها بدون أن يراهما أحد ويضربها بقلبها حتى تتأكد من وفاتها، ولكن الصياد المخلص أبى أن يقتلها ونصحها بالهروب بعيدا حتى لا تفتك بها الملكة الشريرة. وتهرب الأميرة بياض الثلج لأعماق الغابة، وتعيش فى منزل يقطنه سبعة من الرجال الأقزام. ولكن الملكة عادت لتسأل المرآة نفس السؤال، وتجيبها المرآة أن بياض الثلج لازالت الأجمل، هنا تعرف الملكة الشريرة ما فعله الصياد وتقرر قتلها بنفسها، ويدلها مكرها على استخدام السحر هذه المرة لقتلها، عن طريق تفاحة، ما أن قضمت الأميرة منها قضمة واحدة حتى سقطت على الأرض، ويعود الأقزام إلى الأميرة بياض الثلج، وقد علاهم الحزن والأسى من فراقها، ولم يستطيعوا تحمل دفنها فأقاموا لها تابوتاً زجاجياً، حتى يأتى الأمير ويقبل الأميرة بياض الثلج فتستيقظ من جديد ويحملها على صهوة حصانه إلى قصره الكبير. وقد نال والت ديزنى جائزة أوسكار شرفية عن هذا الفيلم، كونه أول فيلم طويل للرسوم المتحركة، ولم ينل الجائزة والتى تمثل تمثال الأوسكار فحسب، وإنما تسلمه بصحبة سبعة تماثيل أخرى صغيرة الحجم كناية عن بياض الثلج والأقزام السبعة. كما رشح الفيلم لجائزة الأوسكار لجائزة أفضل موسيقى. ومن ناحية أخرى، تقول دكتورة هالة حماد، زميل الكلية الملكية البريطانية واستشارى الطب النفسى للأطفال، أن الشخصيات الكارتونية لها تأثير كبير على نفسية الأطفال أى كان نوعيتها فإن كانت أحداث الأفلام الكارتونية تحتوى على العنف يلتقط منها الأطفال التصرفات العنيفة حتى أفلام "سنوو وايت" و"سندريلا"، يمكن أن يكون لها تأثير سيئ على الأطفال فى مرحلة عمرية معينة، موضحة ذلك بقولها:"قصة سنوو وايت برغم ما فيها من معانى إيجابية كانتصار الخير على الشر فى النهاية، إلا أنها تتكلم عن علاقة حب بين سنوو وايت والأمير الذى سيكسر السحر الشرير بقبلته ويحملها على الحصان الأبيض، ولهذا النمط من القصص تأثير سلبى على الفتيات الصغيرات، حيث تنجذب الفتيات فى بدايات مرحلة المراهقة لتكوين علاقات عاطفية مع شباب ليقلدن تلك القصص". مشيرة إلى أن من الأفضل أن يتم إنتاج أفلام كارتون مصرية وعربية، ترسخ لقيمنا وثقافتنا لنشر أخلاقيات الكرم والتعاطف ورعاية الأسرة لممتدة حتى لا تذوى ثقافتنا الجميلة وراء الثقافات فى الخارج، ويتحول أطفالنا للفكر الغربى".