سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تجربة "المصريين الأحرار" و"الجبهة الديمقراطى" خطوة نحو مشاريع أخرى لدمج الأحزاب المدنية.. وحيد عبدالمجيد: الفترة المقبلة ستشهد اندماجات ناجحة.. هاشم ربيع: التيار المدنى يجد معضلة فى جذب الشارع
على مدار العام الماضى، ترددت أنباء عديدة عن نية بعض الأحزاب فى الاندماج، أو التحالف سوياً، بهدف حماية القوى المدنية من التفكك والتفتيت، غير أن معظم هذه الاندماجات لم يكتب لها النجاح حتى الوقت الحالى، باستثناء نجاح حزبى "المصريين الأحرار" و"الجبهة الديمقراطى" فى إعلان اندماجهما. كانت الاندماجات بدأت باصطفاف الأحزاب الناصرية، تحت لواء حزب "الناصرى الموحد" فى يناير الماضى، غير أن هذا الاندماج لم يطبق على أرض الواقع بعد مؤتمر التدشين، على الرغم من مرور قرابة العام عليه، ومن بعده أعلنت أحزاب "الدستور" و"المصرى الديمقراطى" و"العدل" و"مصر الحرية" عن اندماج مرتقب بينها، لكنهم تراجعوا عن هذه الخطوة، وفضلوا الاستمرار فقط فى تحالف جبهة الإنقاذ الوطنى، الذى أخذ فى التفكك بعد عزل الرئيس الإخوانى محمد مرسى. ويرجع هذا التفكك إلى التعصب الأيدلوجى بين أحزاب الجبهة، فضلاً عن وجود انقسامات داخلية حول تأييد المرشح الرئاسى القادم، وأخيراً تحللت الجبهة إلى عدد من الجبهات تتمثل فى اندماج "الأحرار" و"الجبهة الديمقراطى"، وتحالف اليسار الذى يضم حزب التحالف الشعبى الاشتراكى والتحالف الشيوعى، والتيار الشعبى المصرى، والتحالف الانتخابى المرتقب بين "المصرى الديمقراطى" و"الوفد". فيما اعتبر الدكتور عمرو هاشم ربيع أستاذ العلوم السياسية، أن إعلان اندماج حزبى المصريين الأحرار والجبهة الديمقراطية، هو إجراء سليم، داعيا أن تستجيب كل أحزاب تجد نفسها متوافقة مع أخرى فى الأفكار السياسية، معتبرها خطوة تقلل من تشتيت الناخب فى آية استحقاقات انتخابية. وأشار هاشم ربيع، فى تصريحات ل"اليوم السابع" إلى أنه من المتوقع أن يكون ذلك الاندماج بادرة أمل لأحزاب أخرى فى اتباع نفس النهج خلال الفترة القادمة، مؤكدا أن ذلك يقوى موقف القوى المدنية بشكل نسبى، لكن التيارات الدينية ستظل مكتسحة الشارع، لافتا أن أهم معضلة تواجه الأحزاب المدنية، هى أنه عليها ابتكار طريقة جديدة لجذب الشارع غير اللغة الدينية التى لا تتناسب مع نهجهم. وشدد ربيع، على أن الأحزاب عليها أن تنزل إلى الشارع بقوة، وأن تصل للناخبين واستغلال قواعد الحزبين فى اندماجهما، كما أنه لابد على الجميع التغاضى عن المصالح الشخصية. فيما أكد الدكتور وحيد عبد المجيد القيادى بجبهة الإنقاذ، أن هناك مشاريع اندماجات أخرى مختلفة، ستظهر خلال الفترة القادمة، مؤكدا أن هذا الأمر سيحدث تدريجيا، موضحا أن هناك 83 حزبا بمصر معظمها هى أحزاب موجودة على الورق، والأحزاب التى لها حضور حقيقى لا تتجاوز 20 حزبا، ومعظم الأحزاب الأخرى تدريجيا ستنتهى من تلقاء نفسها. وشدد على أنه من الممكن أن نجد إنشاء أحزاب جديدة تعبر عن اتجاهات موحدة مع تطور الحياة السياسية فى المرحلة الحالية، معتبرها خطوة جيدة للمستقبل فى مصر. ومن جانبه، أكد الدكتور جمال عبد الجواد، أستاذ العلوم السياسة، أن اندماج الأحزاب المتقاربة أيدلوجياً من خلال تشكيلها لجبهات تمثل فكرهم السياسى، أو الاندماج فى حزب واحد أمر طبيعى، لافتاً أن فترة الاصطفاف الحزبى المجمع ضد الإخوان انتهى بعد الموجة الثانية من الثورة فى 30 يونيه. وأضاف عبد الجواد، ل"اليوم السابع"، أن عهد الاصطفاف الأيدلوجى قد بدأ، فنجد تحالف اليسار والاشتراكين والناصريين من جهة، واندماج حزب المصريين الأحرار والجبهة الديمقراطية ذوى التوجهات الليبرالية من جهة، وتحالف جبهة مصر بلدى، والذى يضم أحزابا وسط ليس لها انتماءات فكرية سوى حب الوطن من جهة أخرى، مؤكداً أنه أمر طبيعى ومفيد فى بعض الأحيان، ولكن من الأفضل أن تقل الاندماجات والتحالفات المدنية فى المعركة الانتخابية المقبلة. و حذر أستاذ العلوم السياسية، من تنافس أحزاب القوى المدنية على مقاعد فى البرلمان، فتكن النتيجة خسارة القوى المدنية للأغلبية، وتكون المنافسة فى صالح الأحزاب الدينية وأنصار جماعة الإخوان، لافتاً أن حال مشاركة الإخوان والأحزاب الدينية فى الانتخابات يكون فى خسارة كبيرة للمدنين، مطالباً القوى المدنية بمراقبة الأحزاب الدينية، وتنظيم صفوفهم فى جبهات تجنب الاختلافات الأيدلوجية من أجل الاصطفاف المدنى فى وجه تيار التأسلم السياسى. وتابع: "مازال الصراع بين القوى المدنية والدينية قويا، وأن كل ما كان هناك من تنسيق بين المدنيين فى الانتخابات كان أفضل"، وأشار إلى أن أسباب تفكك جبهة الإنقاذ الوطنى إلى اندماجات وتحالفات هو وجود اختلافات فكرية داخل "الإنقاذ"، مشيراً إلى أن الجبهة أيضاً كانت تقصى أطرافاً كبيرة من القوى المدنية ولم تمثلهم جميعاً. ولا تشمل الجميع مثل تحالف مصر بلدى.