سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالفيديو والصور..كبير محررى التكنولوجيا فى "وول ستريت جورنال"بعد 22 عاما من المتابعات يقدم أهم منجزات العالم الرقمى بالعقدين الأخيرين.. اللاب توب وويندوز وجوجل وفيس بوك وتويتر وآى فون غيرت وجه التاريخ
مع اقترابنا من منتصف العقد الثانى فى الألفية الثالثة، تحول عالمنا بالكامل إلى عالم رقمى تتحكم التكنولوجيا الرقمية فى أدق تفاصيله بداية من صورة الكلب التى تلتقط بكاميرا رقمية، وتنشر عبر الفيس بوك وحتى أعتى وسائل الدفاع وأسرار الدول وأسلحة الحروب المخبئة فى ملفات محصنه على حواسب ضخمة، وهذا ما دفع صحيفة وول ستريت جورنال لنشر تقرير مفصل رصد أهم المنتجات التى ساهمت فى تطور وتغيير طريق التكنولوجيا الرقمية خلال العقدين الأخيرين، وقدمه الكاتب الشهير الذى قضى 22 عاما فى تحليل وتقديم التقارير عن المنتجات التكنولوجية "والتر موسبرج" Walter S. Mossberg. وكتب "Mossberg" أن المبدأ الرئيسى الذى عمل عليه عند الاختيار هو انتقاء منتجات التكنولوجيا الشخصية التى ساهمت فى تسهيل استخدام التكنولوجيا وأضافت قيمة واضحة للمستخدم العادى، وقدم 12 منتجا رئيسيا كان لهم الفضل فى ما وصلنا إليه من عالم تديره الأرقام ويسهل فيه تبادل المحتوى عبر أجهزة ذكية بداية من عام 1993 وحتى 2013. وتابع التقرير أن القاعدة الثانى التى تم بناء الاختيارات عليها هى أن هذه الأجهزة غيرت مجرى التاريخ الرقمى من خلال التأثير على المنتجات والخدمات التى تلتها، أو عن طريق تغيير الطريقة التى يعيش ويعمل بها الناس، ومازالت تنكشف حتى الآن مزيدا من التأثيرات على السوق بشكل كامل، كما أن كل المنتجات التى يشملها التقرير لم تكن ابتكارات أو اختراعات جديدة بل كان لها أسلاف، ولكنهم تمكنوا من أخذ فئاتهم إلى مستوى جديد. وأشار التقرير قبل الانتقال إلى رصد المنتجات إلى أن بعض القراء سيرى أن شركة أبل ممثلة بشكل مبالغ فيه خلال التقرير، وكتب المحلل المخضرم أن جوابه هو أن شركة أبل قدمت التأثير الأكبر، وطرحت منتجات للمستهلك العادى أكثر من أى شركة أخرى على مدار السنوات التى كتب فيها عموده الخاص بمراجعات التكنولوجيا. وبدأ التقرير الرصد عام 1993 مع جهاز الحاسب الآلى المحمول فى اليد من أبل " Newton MessagePad" وهو جهاز فشل بشكل كامل فى الأسواق لأن الشركة وعدت أنه سيتمكن من التعرف على خط اليد بكل سهولة، وهو ما لم يحدث، ولكنه على الرغم من ذلك تضمن ميزة واحدة تنبأت بالعديد من التقنيات المتطورة الموجودة اليوم، فيمكنك عليه أن تكتب "غداء مع ليندا جونز يوم الخميس" وهو سيقوم بإنشاء تقويم بالتاريخ الصحيح والشخص المناسب. لم يسمع الكثيرون من مستخدمى التكنولوجيا الآن عن متصفح إنترنت Netscape Navigator، والذى صدر عام 1994، ولكن المتصفح الذى تم تدميره من بعد بواسطة متصفح مايكروسوفت Internet Explorer، كان هو المتصفح الأول الذى جعل الدخول على الإنترنت ممكنا للمستخدم العادى، أو كما قال التقرير بشكل حرفى، جعل الإنترنت حقيقة لملايين المستخدمين، وفى كل مرة تفتح فيها الإنترنت ترى جزءا من تركة نتسكيب. ينتقل "وول ستريت" فيما بعد للعام 1995، والذى شهد أكبر نقلة فى عالم الحواسب مع نظام تشغيل ويندوز 95، والذى كان أول نظام ويندوز يعمل بواجهة مستخدم تحمل الرسومات والأيكونات ويطرح الفأرة كوسيلة لتشغيل الكمبيوتر، وعلى الرغم من أن نظام ماكنتوش التابع لأبل كان قد سبق نظام ويندوز فى هذه الخصائص، وتم اتهام ويندوز 95 بسرقة الأفكار من الماكنتوش إلى أن الحقيقة الراسخة أن ويندوز 98 هو الذى تمكن من الوصول إلى الجمهور بشكل مضاعف عن نظام ماك وغير التاريخ لملايين المستخدمين. وبينما لم يحمل عام 96 ما يجدر للإشارة إلية فى التقرير، جاء العام 97 بابتكار تحت عنوان "بالم بايلوت"، وهو أول مساعد شخصى رقمى يقابل بالنجاح، وكان أيضا أول كمبيوتر محمول باليد ينتشر على نطاق واسع، وأدى فيما بعد لإطلاق أول هاتف ذكى كان أسمه "تريو"، وجذب مكتبه من تطبيقات الطرف الثالث، والتى أعدت إلى مخازن التطبيقات العملاقة الآن مثل متاجر أبل وأندرويد للتطبيقات. "جوجل" مهما كانت العناوين التى ستجذبك فى العام 98 سيظل إطلاق محرك البحث العملاق جوجل فى هذا العام هو الحدث الأكبر على الإطلاق، وذكر كاتب التقرير أنه مع اللحظة الأولى التى استخدم فيها جوجل كان من الواضح أنه أسرع بكثير وأكثر دقة من محركات البحث السابقة، وحتى اليوم مازالت جوجل بالعديد من الطرق تدفع عالم الإنترنت بأكمله. المفاجأة كانت مع أول جهاز يدخل إلى القائمة فى الألفية الثالثة، حيث اختار التقرير جهاز أبل الصغير لتشغيل الموسيقى آى بود، وكان أول مشغل وسائط رقمية يسود فى العالم، وقادر على الاحتفاظ بحوالى ألف أغنية فى جهاز بحجة أوراق اللعب، وأدى هذا الجهاز الصغير إلى رفع مستوى المنافسة لصانعى الكمبيوتر، وقاد نجاحا عريضا لمتجر أغانى آى تيونز وصناعة خط جديد من أجهزة المحمول الشعبية. ومثلما فتحت نتسكيب الإنترنت، فيس بوك صنع من الإنترنت وسيلة اجتماعية، وعلى الرغم من وجود شبكات اجتماعية سبقته، ولكن فيس بوك أصبح الشبكة الاجتماعية المفضلة، والمكان الذى يمكنك من خلاله مشاركة كل شىء، بدءا من صورة غروب الشمس إلى الأخبار والميلاد والوفاة مع عدد قليل من الأصدقاء أو مع مئات الآلاف. واليوم، أكثر من مليار شخص يستخدمونه، وغير مفهوم الإنترنت بشكل كامل. الخدمة الثامنة التى غيرت مسار تاريخ الصناعة الرقمية كانت خدمة "تويتر" التى أصبحت متاحة للمستخدمين فى العام 2006، وذكر التقرير أنه على الرغم من أنها تصنف كمنافس لفيس بوك، إلا أن تويتر شىء مختلف تماما، فهو ينبه جمهورا كبيرا بكل شىء بدءا من الثورات والتحديثات المهمة على الإنترنت، أو مجرد الآراء المعروضة عن أى شىء طالما أنها فى حدود 140 حرفا، وقال التقرير "مثل فيس بوك"، لقد غير الطريقة الرقمية التى يعيش بها الناس". الجهاز التاسع كان من نصيب أبل أيضا وهو الهاتف الذى غير العالم فى 2007 "آى فون" أو كما قال التقرير "صعق عالم التكنولوجيا"، حيث كان أول هاتف ذكى حقيقى، يجمع آى بود وتصفح الإنترنت والهاتف فى جهاز واحد صغير، وأطلق ثورة واجهة المستخدم المتعددة اللمس والتى تحل تدريجيا محل واجهة مستخدم الرسومات فى الكمبيوتر الشخصى للعديد من الأجهزة، وبعد عام من إطلاقة تم إلحاقة بمتجر أبل، الذى يسمح لمطورين طرف ثالث –مطورين من شركات خارجية- ببيع البرامج والتطبيقات. لم يترك التاريخ سريعا عالم الهواتف الذكية، حيث جاء عام 2008 لتضع من خلاله جوجل نفسها فى التقرير مرة أخرى بنظام تشغيل "أندرويد"، ونوه "Mossberg" إلى أن جوجل قفزت سريعا إلى عالم الهواتف الذى صنعة آى فون بنظام تشغيل انتشر لمئات الأجهزة التى تستخدم نفس الواجهة المتعددة اللمس، ويعتبر الأندرويد الآن هو المهيمن فى عالم الهواتف الذكى، مع ما يملكه من تطبيقات متعددة. وفى نفس العام قدم مؤسس أبل الراحل ستيف جوبز جهازا جديدا غير الحياة الرقمية فى العام وهو جهاز ماك بوك إير، وهو أول جهاز حاسب محمول رفيع وخفيف الوزن، ويتخلص من القرص الصلب لتخزين البيانات، ومهد الطريق إلى مجموعة كبيرة من أجهزة الكمبيوتر المحمول التى تعمل بنظام ويندوز التى جاءت فيما بعد تحت عنوان " Ultrabooks"، واعتبر التقرير ماك بوك إير أفضل جهاز كمبيوتر محمول تمت صناعته على الإطلاق. وجاءت النقلة التكنولوجية الرقمية الجديدة مع جهاز الآى باد، الذى استطاع حمل صناعة الحواسب اللوحيه إلى أرض الواقع عقب معاناة طويلة، وهى الأجهزة التى تبدأ الآن فى احتلال موقع الكمبيوتر المحمول، وتحظى بشعبية بداية من الأطفال وحتى كبار المديرين التنفيذيين، وصمم المطورون له حوالى 500 ألف تطبيق، وهو ما يفوق بمراحل ما تم صناعته لأى حاسب لوحى من قبل. وكشف الكاتب الكبير "Walt Mossberg" فى نهاية تقريره أن هذه تعتبر المراجعة الأخيرة التى يقدمها على وول ستريت جورنال الذى عمل به ل22 عاما، مقدما الشكر للصحيفة الكبيرة على إعطائه الحرية لكتابة هذه المراجعات طوال هذه السنوات، وللقراء الذين تابعوا أعماله، مشيرا إلى أنه لن يستقيل ولكنه سيواصل الكتابة فى موقع جديد، وستستمر المجلة فى تقديم العروض التكنولوجية من خلال خلفائه الموهوبين، والتى ستستمر فى توجيه القراء مع تطور التكنولوجيا الاستهلاكية.