أشار تقرير لوكالة أنباء "نوفوستى" الروسية - قبيل لقاء الرئيسيين الروسى والأوكرانى اليوم الثلاثاء فى موسكو - إلى أن أوكرانيا مازالت تطمح فى عضوية انتسابية بالاتحاد الأوروبى على حساب العلاقات الاقتصادية مع روسيا. ويقول التقرير "إن نتيجة هذا الطموح تجسدت فى أزمة سياسية واقتصادية عميقة تعانى منها أوكرانيا حاليا"، ويتكهن التقرير بأن يطلب الرئيس الأوكرانى فيكتور يانوكوفيتش قرضا ماليا من نظيره الروسى فلاديمير بوتين، لافتا إلى أن روسيا قد لا تستطيع أن تمد يد العون إلى مَن لا تثق به - حسب التقرير-. فى نفس الوقت يرى تقرير "نوفوستى" أن روسيا لا تستطيع إلا أن تساعد أوكرانيا على تجنب الوقوع فى الهاوية الاقتصادية حتى لا يتدفق ملايين الأوكرانيين إلى روسيا بحثا عن الرزق. ومن المقرر أن يترأس الرئيس الروسى فلاديمير بوتين والأوكرانى فيكتور يانوكوفيتش الاجتماع السادس للجنة الروسية الأوكرانية المشتركة، الذى سينعقد فى الكرملين اليوم، ولا يتوقع الخبراء أن تتخذ هذه اللجنة أى قرار "خارق" يجعل أوكرانيا تتراجع عن التوجه إلى الاتحاد الأوروبى. ويشير التقرير إلى أن الاتحاد الأوروبى والمعارضة الأوكرانية المؤيدة ل"الشراكة مع أوروبا" والمناهضة للانضمام إلى روسيا ضمن الاتحاد الجمركى يعبران عن قلقهما إزاء نتائج لقاء بوتين ويانوكوفيتش، حيث أوضح وزير الخارجية السويدى كارل بيلدت أن "ما يقوله الأوكرانيون اليوم يختلف عما يقولونه غدا، كما يختلف ما يقولونه لهذا الطرف عما يقولونه للطرف الآخر" - حسب بيلدت -. ويرصد تقرير "نوفوستى" تراجع حجم التبادل التجارى بين أوكرانياوروسيا منذ بداية هذا العام بنسبة 25%، وهو تقلص يهدد بانهيار الاقتصاد الأوكرانى، حسب رأى رئيس الحكومة الأوكرانية نيكولاى أزاروف، ولذلك تريد أوكرانيا ترميم العلاقات التجارية والاقتصادية مع روسيا. إلا أن هذا التوجه يتعارض مع توجه المعارضة الأوكرانية التى تتطلع إلى ضمّ فورى لأوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبى، ويقول التقرير "لقد حاول يانوكوفيتش الجلوس على كرسيين فى آن واحد، ولكنه واجه فى النهاية أزمة سياسية واقتصادية وخضع لضغوط الاتحاد الأوروبى وواشنطن". ولم يعد يانوكوفيتش - حسب التقرير - يستطيع أن يعاهد نظيره الروسى بتنفيذ أى قرار هام، حسب رأى الخبير الروسى أليكسى جريفاتش. ولا تستطيع روسيا، والحالة هذه، أن تقدم "شيئا ثمينا" إلى أوكرانيا بسبب انعدام الثقة. ويتابع التقرير "على أى حال فإن روسيا تستطيع أن تقدم قرضا يصل إلى 10 مليارات يورو إلى أوكرانيا". ولم يستبعد مساعد الرئيس الروسى، أندريه بيلؤسوف أن تطلب أوكرانيا قرضاً من روسيا. ولا بد من تلبية الطلب الأوكرانى كما أشار إلى ذلك مساعد الرئيس الروسى. ويختتم تقرير "نوفوستى" بالقول: "قد تضطر روسيا إلى تقديم المساعدة إلى أوكرانيا فى صورة قروض مالية وبتخفيض أسعار الغاز لأن ملايين الأوكرانيين سيتدفقون إلى روسيا إذا انهار الاقتصاد الأوكرانى، حسب رأى الخبير الروسى فلاديمير جاريخين".