عافنا الله وإياكم أن تأتى الطوبة فى المعطوبة وأن تزداد حالات الإصابة بأنفلونزا الخنازير، ما أعظم فلذات أكبادنا والحفاظ عليهم وعلى صحتهم. فلاشك أن جهود وزارة الصحة قد ظهرت جلية فى هذا الموضوع وباقى الجهد لابد أن يكون من وزارة التربية والتعليم، التى يجب عليها أخذ موقف صارم فى تأجيل الدراسة، ولا يترك الأمر للمحافظات، فبعض وكلاء الوزارة فى المحافظات يصدرون قرارات عنترية ليثبوا للوزارة مد عملهم وعمل المدارس، رغم أن الخطر على الأبواب وقريب ومرعب، فلدينا 42 ألف مدرسة مما يستلزم توفير 42 ألف طبيب، فهل وزارة التربية والتعليم والصحة تستطيع توفير هذا العدد إذا كانت بحق ترعى مصالح أولادنا وتخاف على صحتهم؟ وفى اجتماع مجلس المحافظين كانت الرغبة ملحة فى تأجيل الدارسة، إلا أن وزيرى التعليم والصحة كانا يخافان أكثر على مصلحتهما الشخصية وسير العمل أمام الحكومة على قدم وساق، وليمت ومن يمت وليحيا من يحيا. وهل مدارسنا الحكومية والخاصة مؤهلة للاستعدادات ومواجهة المرض، فإذا كنا نشكو من التكدس فى الفصول التى يصل إلى 80 تلميذاً فى الفصل الواحد، فكيف لنا أن نضحك على أنفسنا بالوهم والخيال تجاه سير العملية التعليمية؟. إن الوقت ليس فى صالحنا بما يمر من رعب قد دب ودخل قلوب أولياء الأمور. فهل تتعسف وزارة التربية والتعليم وتترك الأمور للقدر وانتظار ما يحدث. فالأمر لا يحتاج إلى أن تترك الأمور على عواهنها. فمحافظة مثل محافظة الفيوم مثلاً قد تمركزت بها أنفلونزا الطيور وجالت فى قراها وسجلت نسبة وفيات بها، فما بالك إذا تفشى بها أنفلونزا الخنازير، فقد يختلطان معا ويكونان فيروساً آخر، فهل من القرارات العنترية أن يصر المسئولون على انتظام الدراسة فى موعدها بغرض بروزة الصورة أمام الوزارة كى تخرج الصورة حلوة. وإذا كان العالم كله مرعوب من أنفلونزا الخنازير، فما بال مصر بما تحمل من مشاكل صحية ونقص العلاج وتكدس الشوارع والمدارس والجامعات، فهل يتحمل وزير التربية التعليم المسئولية كما أشار فى برنامج "البيت بيتك" وأنه لا تأجيل عن الموعد المحدد للدراسة، فماذا يفيد هذا التحمل بعد تفشى المرض وموت أولادنا. إن هذا القرار يستلزم تدخل الرئيس مبارك مباشرة، فقد تعودنا على تدخله بعد تعنت الوزراء، فهذا الأمر غير قابل للنقاش ووزير الصحة هو أعلم بكل شىء، فلا قيمة للعمل وسط مخاطر صحية ولا استفادة حقيقية ما دام هناك رعب من تفشى المرض، وقد كانت فكرة التعليم عن بعد من أهم الأفكار التى تستحسن وكذلك بالإنترنت، فقد يستفيد الطالب أحسن ما يحصل ويستفيد فى المدرسة فقد يعيد الدرس مرتين ليفهم دون أن يلجأ إلى الدروس الخصوصية، فنضرب عصفورين بحجر واحد. على رسلك يا دكتور يسرى وتمهل دون أن تتحمل المسئولية، فأنت ولى أمر قبل أن تكون وزيراً وكذلك وكلاء وزارتك، فالكياسة مطلوبة فى هذا الأمر وقد يكون التدريس عن بعد يظهر جهد خبراء التربية والتعليم الأجلاء من خلال ما يقدمون من مادة علمية تلغى الدروس الخصوصية والمراكز الليلية المكدسة فرب ضارة نافعة حتى نعبر المشكلة بأمان قبل أن تأتى الطوبة فى المعطوبة.