رحل" الثوار" فى زمن النضال لأجل الاستقلال جميعا الواحد يلو الآخر وبقى وحده يُغرد على عرش الخلود وقد اجتاز حدود الزمان والمكان ليصبح مُلهما للبشرية جمعاء، وبعد حياة حافلة عنوانها مجد وكبرياء وقدرة فائقة على الأباء وعدم الانحناء رحل نيلسون مانديلا فى 5 ديسمبر 2013.. مانديلا مات.. " مانشيت حزين" لرثاء زعيم عظيم واجه الاستعمار البريطانى لوطنه جنوب أفريقيا وماترتب عليه من حكم البيض للسود فيما يعرف بالتفرقة العنصرية بشجاعة وبسالة على نحو جعل " النظام العنصرى" الحاكم لجنوب أفريقيا "يخشى" تأثيره وقوته كمُلهم لشعبه الثائر ضد الاستعمار والتفرقة العنصرية ليكون الخيار هو السجن لنحو سبعة وعشرين عاما فى زنزانة هى الأشهر عبر التاريخ. وقد حوت بين جنباتها رجلا استثنائيا زاده السجن قوة وإرادة على نحو جعله وهو أسير سجنه مبعث خوف لنظام الحكم" العنصرى" ليتم الإفراج عنه والتفاوض معه حول مستقبل جنوب أفريقيا ليصبح أشهر سجين فى التاريخ. هو أول رئيس أسود لوطن حكمه البيض ليقود مصالحة وطنية ويحقق لبلاده الاستقرار مكتفياً بفترة رئاسية واحدة ليعلن بعدها مفارقة المنصب بعد أن أكمل دوره نحو وطنه ليقضى ماتبقى من عمره متأملا لاتفارق البسمه وقد صار أيقونة شعبه بل والبشرية جمعاء فى العصر الحديث لأنه حقق مالم يقتدر عليه سابقوه حيث الانتصار على المستعمر وهو فى الإغلال لمالديه من إرادة وعزم إستعصيا على الزوال.. العالم بأسره ينعى "الأيقونة".. "مانديلا مات".. على وزن مطلع القصيدة الشهيرة للراحل العظيم أحمد فؤاد نجم "جيفارا مات" وقد كان مانديلا هو آخر الأحياء من ثوار العالم فى زمن مقاومة الاستعمار ومنهم "غاندى" وجيفارا ونكروما وسكيتورى وبالطبع جمال عبد الناصر. وقد عاش "مانديلا" عُمرا مديدا ليرى حصاد كفاحه يانعاً مثمرا وقد تحقق لبلاده ماتصبو إليه على السلطة أو تشبث بها بحسب المتعارف لدى حكام العالم الثالث وفى أفريقيا تحديداً.. مانديلا مات"جسدا" وسيظل حيا فى ضمير البشرية على طول الدوام ملهما للأحرار الباحثين عن الحق العادل فى الحياة.