سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تركيا وحلم الخلافة الإسلامية.. أنقرة تدعم الإخوان فى مصر وتونس.. وأردوغان يتورط بسبب أيدولوجيته الإسلامية.. هاشم ربيع: السيطرة على الشرق الأوسط البديل بعد فشل الحصول على عضوية الاتحاد الأوروبى
ربما لم يكن من المتوقع أن يثبت النظام الإسلامى فشله السريع لهذه الدرجة، ربما كان الأداء السياسى لجماعة الإخوان المسلمين على مستوى القطر العربى عامة، والمصرى خاصة، أدنى من المرجو، لذا كان لا مفر من نفاذ الصبر، ونفاذ الصبر المصرى كان الأقرب للتنفيذ على أرض الواقع، بعد فشل كل خطط ومحاولات جماعة الإخوان المسلمين فى حكم البلاد ومحاولة الاندماج، أو إن صح التعبير السيطرة على مؤسسات المجتمع المصرى، ومن ثم حكمه، معتمدة على حلفائها بالمنطقة. إلا أن تدخل الحلفاء فى الشأن المصرى والتونسى والليبى فى محاولة لتحقيق الطموح الإسلامى، وهو إنشاء شرق أوسط إسلامى عاصمته القدس، كما عرف ب"حلم الخلافة"، وهو ما أكد عليه نصا فتحى حماد وزير داخلية حماس، خلال حواره مع "اليوم السابع" فى يونيه الماضى، كان بداية نفاذ الصبر المصرى، حيث ظهر فى الأداء السياسى للنظام الإسلامى التركى فى السنوات الأخيرة، وخاصة بعد منعرج الثورات العربية، كان يوحى بأن أردوغان يسعى جاهدا إلى نشر النموذج الإسلامى فى المنطقة. أما بعد الثورات العربية، فقد دعمت تركيا وصول التيارات الإسلامية فى تونس ومصر، ثم ضاعفت من نسق جهودها بعد الإطاحة بالرئيس المصرى محمد مرسى صاحب المرجعية الإسلامية، المتوافقة مع مرجعية النظام التركى، ليصبح القرار المصرى بطرد السفير التركى من مصر لا يمثل رد فعل على مجرد "ذلة لسان" لمسئول من الصف الأول، يمكن له أن يتراجع عنها، بل كان تعبيرا على رفض من الدور التركى فى المنطقة بأسرها وفى مصر خاصة. فمنذ سقوط نظام الإخوان فى مصر فى يوليو الماضى، تحولت تركيا إلى مركز إقليمى لأنشطة التنظيم الدولى للإخوان المسلمين، ففى شهر يوليو الماضى اجتمع التنظيم الدولى لجماعة الإخوان المسلمين فى أسطنبول، وشهد حضور عدد كبير من قيادات التنظيمات الإخوانية العربية والإسلامية من مختلف أنحاء العالم العربى والإسلامى، مثل يوسف ندا، ومحمد رياض الشفقة، وراشد الغنوشى، فضلا عن ممثلين عن حماس وغيرهم، وقد اهتم المؤتمر ببحث مستقبل التنظيم الدولى للإخوان، وكيفية استرجاع السلطة فى مصر، وطرق تفادى المثال المصرى فى تونس، وكذلك حماية حكم حماس فى غزة. من هنا فإن علاقة النظام التركى بالتنظيمات الإخوانية، والدعم اللامحدود الذى توفره لها، تكشف أن الصورة التى حاول جماعة الإخوان المسلمين رسمها عن حكم العدالة والتنمية بدأت فى التداعى والسقوط، الأمر الذى أصبح يهدد مصير عرش أردوغان تحديدا بعد ظهور الاحتجاجات الداخلية ضد سياسات حكمه فى تركيا، والتى بدأت تتداعى تحديدا بعد تفاقم أزمة أكراد تركيا واضطهاد النظام التركى لهم. من جانب آخر، أرجع بعض المحللين ارتماء الجانب التركى فى الأحضان الإيرانية، فى ظل الفشل التركى فى سوريا، وفى ظل الضربة الدبلوماسية التى سددتها لها مصر ما بعد مرسى، تؤكد أن أردوغان لم يذهب بعيدا عن منطلقاته الإسلامية، طالما أن القوى الإسلامية دأبت على التحالف التكتيكى، وإن تباينت أهدافها. فمن جانبه، قال الباحث السياسى عمرو هاشم ربيع، إن موقف تركيا جاء فى محاولة لإعادة حلم الهيمنة العثمانية على الشرق الأوسط، تحديدا بعد فشل حصولها على عضوية الاتحاد الأوروبى، فكان البديل بالنسبة إليها هو الوصول للشرق الأوسط، قائلا "بعد ثورة الربيع العربى كان الإخوان هم الهدف التركى، خاصة بعد حكم الإسلاميين لتركيا". وأضاف "أن تركيا تبحث عن دور يرضى طموحها، فى السيطرة الدولية خاصة بعد فشلها فى الحصول على الانضمام للاتحاد الأوروبى، فبالتالى لجأوا للشرق الأوسط بعد وصول جماعة الإخوان المسلمين لسدة الحكم فى تونس ومصر وليبيا، إلا أنه بعد انتكاسة الطموح التركى عقب ثورة 30 يونيه، واهتزاز موقف جماعة الإخوان المسلمين فى تونس، حدث كل هذا اللغط، وخرجت تصريحات أردوغان، وظهر التعاون القطرى واحتضان تركيا للتنظيم الدولى لجماعة الإخوان المسلمين".