أكد الدكتور مصطفى الفقى، نائب وزير الخارجية الأسبق، أن هناك اتفاقيات موقعة بين مصر ودول حوض النيل، ولا يتصور أحد أن هناك اتفاقاً دولياً يمكن نقضه لأسباب سياسية، لافتاً إلى أن مشكلة مياه النيل قابلة للحل إذا صدقت النوايا من كل الأطراف، لأن ما يحدث حالياً هى حساسيات فى المقام الأول، لأن قدرات النهر معروفة للجميع، لكن سوء الاستخدام هو الذى يؤدى إلى زيادة الفقد. وأضاف الفقى، فى كلمته أمام المؤتمر الإقليمى لتعزيز دور المنظمات الأهلية والإعلام للتعاون فى مجال إدارة الموارد المائية والرى بدول حوض النيل، الشعوب يمكن أن تدخل فى صراعات وحروب إذا تعرضت أرضها للانتهاك والمياه للمنع، ولا يستمع أحد لوشايات من دول أخرى لأغراض سياسية. وطالب مصطفى الفقى الحكومة المصرية بأن تلزم إسرائيل بالكف عن العبث بمياه النيل، لأن بيننا اتفاقية سلام، كما أن تطهير سيناء من الإرهاب يصب فى مصلحة الأمن المشترك من البلدين، لافتاً إلى وجود من يقوم بمشروعات بشكل غير مباشر تؤثر على حقوق مصر فى مياه النيل. وأوضح الدكتور الفقى أن مشروع سد النهضة يحتاج إلى التشاور بين الأطراف المعنية قبل التنفيذ استناداً إلى العلاقات التاريخية والحضارية بين الشعبين، وأن يكون هناك حوار علنى وموضوعى مع إثيوبيا، يراعى فيه احتياجات الشعوب، لأنه لا يوجد تعارض حقيقى بين المصالح المشتركة، وعلينا ومعاً ألا نستمع لطرف ثالث، مضيفا أن مصر يمكن أن تكون شريكاً فى تقديم الدعم الفنى حول بناء السد، وأيضاً مع بقية دول حوض النيل، لضمان تحقيق الرؤية المشتركة للاستفادة من موارد النهر التى تكفى الجميع وتفيض. ودعا نائب وزير الخارجية الأسبق إلى ضرورة العقلانية والترشيد فى التصريحات الإعلامية، خاصة أن الخبراء اختلفوا فيما بينهم حول الآثار السلبية للسد ما بين الخطورة الشديدة وعدم وجود آثار إطلاقاً، مؤكداً أن قضية سد النهضة سياسية فى المقام الأول وليست فنية، لذلك يجب علينا تهيئة البيئة السياسية للحوار العقلانى، مشددا على رفضه قيام البعض باستثمار اأ وضاع فى مصر بعد 25 يناير فى تنفيذ مشروعات تلحق الضرر بالشعب المصرى فى المستقبل، معتقداً أن حكومة أديس أبابا لا تفكر فى ذلك. وانتقد الفقى الدبلوماسية الشعبية التى تحركت عقب ثورة 25 يناير والسلبيات التى ساهمت فى تشويه العلاقات بين القاهرةوأديس أبابا، مشدداً على ضرورة وجود رؤية سياسية مشتركة على أعلى مستوى تستطيع أن تحسم ملف مياه النيل إلى الآبد، وحتى لا نكون أسرى لتصرفات موسمية "تغيير الحكومات" وأقول لإسرائيل، "كفى عنا العبث داخل إثيوبيا، لأننى أعلم أنها تسعى لخنق مصر التى تعانى من ظروف صعبة لحدودها المختلفة شرقاً وغرباً، ولن يسمح الشعب المصرى أن تخنق مصر من المياه".