أكد السفير محمد خيرت، أمين عام الصندوق المصرى للتعاون الفنى مع دول الكومنولث، بوزارة الخارجية، أن الصندوق يعمل على مدار الساعة لتعزيز تواجد مصر فى جميع الدول الواقعة فى اختصاص الصندوق، وعددها 19 دولة، معظمها من دول الاتحاد السوفيتى السابق. وأضاف خيرت، فى تصريحات له اليوم، السبت، أن نشاط صندوق الكومنولث، بما يوفره من برامج تعاون ثنائى، يعد أحد أهم أدوات استعادة وتعزيز ريادة مصر فى الدول الأوربية والآسيوية التى استقلت عن الاتحاد السوفيتى السابق، حيث يقوم الصندوق بتنظيم دورات تدريبية فى مختلف المجالات، فضلاً عن إرسال خبراء وقوافل طبية ومساعدات لهذه الدول. وذكر السفير خيرت، أن الصندوق ينظم، اعتباراً من غد الأحد (الأول من ديسمبر)، دورة تدريبية هامة ل27 دبلوماسياً من 8 دول حول المهارات والعلاقات الدبلوماسية، وذلك بالتعاون مع معهد الدراسات الدبلوماسية التابع لوزارة الخارجية، وذلك لتنمية قدراتهم ومهاراتهم فى المجالات الدبلوماسية، كالمفاوضات وإدارة وحل الأزمات، بالإضافة بالطبع لتعريفهم بمحاور وأولويات السياسة الخارجية المصرية. وشدد على أهمية هذه الدورات التى تقدم شرحاً للدارسين لرؤية مصر إزاء العديد من القضايا والملفات الحيوية بالنسبة لمصر، وفى مقدمتها ملف العلاقات مع دول النيل والقضية الفلسطينية، مضيفا أن مثل هذه الدورات تعد أيضاً فرصة للدبلوماسيين الأجانب، الذين لا يجيدون اللغة العربية وقد تصلهم معلومات مغلوطة عن مصر، للتعرف بأنفسهم، وعن قرب، على الأوضاع الراهنة فى مصر عقب ثورتى 25 يناير و30 يونيو، بما يعزز من جهود وزارة الخارجية فى نقل الصورة الصحيحة للعالم الخارجى. وأوضح أمين عام صندوق الكومنولث أن مصر تستفيد كثيراً من هذه الدورات، حيث يعود المتدربون إلى بلادهم وهم متأثرون بما تعلموه وشاهدوه بأنفسهم على أرض مصر، خاصة من خلال جولاتهم السياحية والثقافية والأثرية، مضيفاً أن هذا يمثل ترويجاً ثقافياً وسياسياً لمصر لا يقدر بثمن فى العديد من الدول. وأشار السفير إلى النجاح الكبير الذى حققته الدورة التى نظمها مؤخراً الصندوق لعشرين سيدة من شرطة دولة منغوليا فى مجال حقوق الإنسان، حيث التقين مع مسئولى وزارة الخارجية والمجلس القومى للمرأة، فضلاً عن تلقيهن محاضرات مكثفة عن أوضاع المرأة فى مصر وحقوق المواطنين بصفة عامة والعلاقة التى يجب أن تكون بينهم وبين الأجهزة الأمنية. وأكد السفير خيرت أهمية دورات اللغة العربية التى ينظمها الصندوق، سواء للطلاب أو للأساتذة الأجانب، لمساعدتهم على تحسين مستوى اللغة وأسلوب تدريسها بما يسهم فى نشر اللغة العربية والثقافة المصرية. وفيما يتعلق بدور الصندوق فى مساعدة طلاب دول الكومنولث للالتحاق بالأزهر الشريف، أوضح السفير خيرت أن الصندوق يقدم مساعدات مادية لبعض هؤلاء الطلاب، مشيداً فى الوقت ذاته بدور الأزهر الشريف وتعاونه فى تقديم الكثير من المنح لطلاب هذه الدول وغيرها حول العالم، مما يعزز من أهمية مصر وريادتها. وحول آخر تطورات مساعى الصندوق لإنشاء إذاعة "مصر للقرآن الكريم" فى دولة قرقيزيا، أشار أمين عام الصندوق إلى أن الدراسات جارية لتنفيذ المشروع بالتعاون مع وزارة الإعلام، حيث تقرر إرسال خبير من الإذاعة والتليفزيون لدراسة الوضع على أرض الواقع، وإعداد تقرير بالاحتياجات الفنية والأجهزة اللازمة، وعقب انتهاء هذه الدراسة سنقوم بتنفيذ هذا المشروع الهام. وبشأن جهود إنشاء مستشفى أو وحدة غسيل كلى فى دولة أفغانستان، قال السفير خيرت، إن هذا المشروع مازال قيد الدراسة، بالتعاون مع بنك التنمية الإسلامى وجامعة المنصورة، حيث يجرى بحث الموقع الأفضل لإنشائه، مؤكدا أنه ليس هناك أى معوقات تواجه هذه المشروعات، وأن الصندوق المصرى يمضى قدما فى تنفيذ برنامجه وخطته التى من شأنها دفع القوة الناعمة المصرية فى تلك المنطقة.